آخر تحديث 18:50
قتل38 شخصا على الأقل بالرصاص في درعا السورية التي اقتحمتها صباح الاثنين مدرعات الجيش للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام. يأتي ذلك في وقت نفت سوريا الأنباء التي تحدثت عن غلق معبريها الحدوديّين البريين مع الأردن على خلفية العملية الأمنية الدائرة حاليا في مدينة درعا.
الحدود السوريّة - الأردنيّة |
دمشق: أعلن ناشطون حقوقيون اليوم مقتل 38 شخصا على الاقل في العمليات التي تقوم بها قوات الامن السورية في عدد من المدن حيث تشن حملة اعتقالات واسعة، وخصوصا مدينة درعا (جنوب).
وقال الناشط عبد الله ابا زيد ان quot;25 شهيدا على الاقل سقطوا اثر قصف كثيف شنته قوات الجيش على مدينة درعاquot; التي اقتحمتها صباح اليوم الاثنين قوات الامن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة اسابيع.
واضاف quot;لا نعرف مصير البقية نظرا لعدم وجود مشاف مما يجعل الجرحى ينزفون حتى الموتquot;.
وتابع ابازيد ان quot;قوات الجيش والامن اقتحمت المدينة بقوة عند الساعة الرابعة والربع (1,15 تغ) من اليوم وقامت برش الرصاص بدون تهاونquot;.
واشار الى ان القوات quot;قامت بتثبيت رشاشات من عيار 500 على الدبابات واخذت تطلق النار عشوائيا على المنازل والاحياءquot;.
ووصف الوضع بانه quot;جبهة معركةquot;.
واضاف ابازيد ان quot;القوات احتلت جامع ابو بكر الصديق وبلال الحبشي وجامع المنصور بالاضافة الى مقبرة الشهداءquot;، مشيرا الى ان quot;القناصة صعدوا الى المآذن واسطح المنازل حيث استمروا باطلاق النارquot;.
وذكر ابازيد ان خطباء الجوامع quot;طلبوا من الجيش والقوات الامنية ضبط النفس وعدم التعدي على حرمة الاماكن المقدسة والمقابرquot;، لكنهم نادوا quot;بالجهاد عندما لم يلب الجيش نداءهمquot;.
وكان ناشط في الدفاع عن حقوق الانسان صرح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان quot;خمسة اشخاص على الاقل قتلوا بالرصاص في درعاquot;. واضاف quot;رأيناهم بام اعيننا. كانوا في سيارة مزقها الرصاصquot;، مشيرا الى quot;نداءات استغاثة تطلق من مآذن المساجدquot;.
وتابع المصدر نفسه ان quot;قوات الامن اقتحمت المنازل واطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياهquot;.
من جهته، افاد الناشط السوري عبد الله الحريري في اتصال هاتفي في نيقوسيا عن اطلاق نار كثيف في درعا مؤكدا ان quot;رجال الامن دخلوا بالمئات الى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعاتquot;.
واوضح ان quot;رجال قوات الامن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهمquot;، مشيرا الى ان quot;الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريباquot;.
من جهة اخرى، قتل 13 شخصا وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الامن في جبلة قرب اللاذقية (شمال غرب)، كما ذكر الاثنين ناشط لحقوق الانسان.
وذكر شاهد ان quot;مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة الاحد بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكانquot;.
لكن quot;بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشر عناصر من الامن وبدأوا باطلاق النارquot;، على حد قوله.
وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون ان قوات الامن تقوم بعمليات مداهمة، وكذلك الامر في المعضمية قرب دمشق.
وصرح شاهد في المكان ان قوات الامن تنتشر بكثافة الاثنين في دوما. واضاف ان quot;قوات الامن طوقت جامعا واطلقت النار بدون تمييز. الشوارع معزولة عن بعضها البعض ودوما معزولة عن العالم الخارجيquot;. وقال ان quot;عددا كبيرا من الاشخاص اعتقلوا في هذه البلدةquot;.
بدوره، صرح الناشط الحقوقي رامي عبد الرحمن الاثنين أن السلطات السورية اختارت quot;الحل العسكريquot; للضغط على التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في سوريا.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارا بالحسم العسكري والامنيquot;.
وبعد ان اشار الى ان quot;ذلك واضح من خلال ما جرى امس في جبلة (غرب) واليوم في درعا (جنوب) ودوما (ريف دمشق)quot;، اكد ان quot;هذه الحلول لن تنفع لان الحوار الوطني هو الوحيد القادر على حماية سورياquot;.
ورأى رئيس المرصد ان إصدار قانون تنظيم التظاهر الخميس quot;كان الهدف منه قمع التظاهرquot;.
الى ذلك، أعلن مصدر عسكري ان الجيش السوري دخل الاثنين الى مدينة درعا مهد الاحتجاجات ضد النظام في جنوب البلاد لملاحقة quot;المجموعات الارهابية المتطرفةquot;، متحدثا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش وquot;المجموعات الارهابيةquot;.
وقال هذا المصدر بحسب ما نقلت عنه وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش السوري دخل درعا على بعد 100 كلم جنوب دمشق quot;استجابة لاستغاثات المواطنين والاهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع الذي تمارسه المجموعات الارهابية المتطرفةquot;.
واضاف البيان ان quot;وحدات من الجيش بمشاركة القوى الامنية تلاحق المجموعات الارهابية المتطرفة في المدينة وتلقي القبض على العديد منهم ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائرquot;.
وتابع المصدر quot;اسفرت المواجهة عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الامنية كما سقط عدد من القتلى والجرحى فى صفوف المجموعات الارهابية المتطرفةquot;.
سوريا تنفي إغلاق حدودها مع الاردن
أكد مصدر رسمي سوري ان المعابر الحدودية مع الدول المجاورة وخصوصا مع الاردن مفتوحة وذلك بعد ساعات من اقتحام قوات الامن السورية مدينة درعا القريبة من الحدود مع المملكة.
واكد مدير عام الجمارك في سوريا مصطفى البقاعي في تصريح بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان quot;جميع المعابر الحدودية بين سوريا والدول المجاورة مفتوحة وخاصة مع الاردنquot;. واوضح ان quot;الحركة على المنافذ تسير بشكل طبيعي ومنتظم سواء بالنسبة إلى المسافرين او إلى حركة الشحنquot;.
ويأتي تأكيد سوريا هذا بعد ان نقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن وزير الدولة الاردني للاعلام طاهر العدوان، ان سوريا اغلقت حدودها البرية مع الاردن.وقال العدوان الذي يشغل ايضا منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة ان quot;قرار اغلاق الحدود البرية بين الاردن وسوريا جاء من قبل الجانب السوريquot;، مشيرا الى انه quot;يتعلق بتطورات الاوضاع الداخلية السوريةquot;.
وكانت تقارير صحافية تحدثتفي وقت سابق نقلا عن مصادر تجارية أردنية عن quot;حركة نشطة لتهريب الشرائح الأردنية للهواتف النقالة إلى سوريا، وذلك لالتفاف المواطنين السوريين على عمليات مراقبة الهواتف النقالة، خاصة وان الاتصالات الأردنية تعمل إلى مناطق ما بعد مدينة درعا الحدودية مع الاردنquot;.
وذكرت صحيفة (البيان) أنّ السلطات السورية تتشدد في إدخال مواطنين أردنيين الى سوريا بعد اشتداد الأحداث هناك. ووفقا لهؤلاء، فإن قرارا سوريا غير معلن يمنع دخول الاجانب الى الاراضي السورية، باستثناء الأشخاص فوق سن الاربعين عاما.
وانطلقت حركة الاحتجاج على النظام السوري من درعا حيث قتل عشرات السوريين في قمع قوات الامن تظاهرات بشدة.
كما افاد ناشط حقوقي ان قوات الامن قتلت الاحد اربعة اشخاص في جبلة قرب اللاذقية شمال غرب سوريا.
واكد شاهد ان quot;مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ الى المدينة للاستماع الى مطالب السكانquot;.
واوضح ان quot;جبلة كانت هادئة ومستقرة صباح (الاحد) والحياة تجري بصورة طبيعية حيث زارها المحافظ وقابل وجهاءها في جامع الايمان واستمع الى مطالب السكان واخذها على محمل الجدquot;.
لكن quot;بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشر عناصر من الامن وبدأوا اطلاق النارquot;، على حد قوله.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان quot;اكثر من ثلاثة الاف متظاهر تجمعوا بالقرب من بانياس على الطريق العام المؤدية من مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) الى دمشق معلنين اعتصامهم، تضامنا مع اهل جبلةquot;.
وبذلك يرتفع الى 352 عدد القتلى منذ بداية حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس، وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.
وشيع الالاف من سكان محافظة درعا التي انطلقت منها الاحتجاجات جنوب البلاد، الاحد ضحايا القمع بعد صلاة الظهر.
وتلت الجنازة تظاهرة لم تتدخل ضدها قوات الامن كما افاد ناشط طلب عدم كشف هويته. ورفع المتظاهرون أعلاما سورية ولافتات تدعو الى quot;إلغاء البند الثامن من الدستورquot; الذي ينص على هيمنة حزب البعث الحاكم في سوريا.
وأغلقت معظم المتاجر في درعا حدادا على القتلى.
وافادت quot;لجنة شهداء ثورة 15 آذارquot; في بيان اسماء 82 شخصا قالت إنهم قتلوا الجمعة في عدد من المدن والقرى السورية. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الجمعة والسبت الى 120 شخصا.
واكد شهود وعناصر معارضة ان قوات الامن قامت خلال الايام الاخيرة بحملة مداهمة في العديد من المدن اعتقلت خلالها ناشطين مناهضين للنظام.
وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في بيان ان quot;السلطات السورية بدأت أمس (السبت) تنفيذ اعتقالات عشوائية في ريف دمشق ودرعا وحمص وحلب والحسكة واللاذقيةquot;.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان من جانبه ان اعتقالات جرت quot;على خلفية التظاهرة التي خرجت الجمعة في مدينة سراقبquot; قرب ادلب وحلب (شمال) وجسر الشغور (شمال غرب) والرقة (شمال شرق).
ودعا المرصد الى تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مقتل المتظاهرين.
وفي بيان حمل توقيع مائة وشخصيتين، أدان مثقفون واعلاميون سوريون الاحد quot;الممارسات القمعية للنظام السوريquot; ضد المتظاهرين مطالبين بحوار يضم جميع اطياف الشعب السوري ويحقق مطالب التغيير السلمي.
واعلن وسام طريف الذي يشرف على مجموعة سورية للدفاع عن حقوق الانسان في اشبيلية جنوب اسبانيا، تدعى quot;انسانquot; مساء الاحد لفرانس برس ان 221 شخصا اختفوا في سوريا منذ الجمعة.
من جانب اخر افاد شهود ان الطرق المؤدية الى quot;المناطق الساخنةquot; القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلا واقيمت فيها حواجز لتفتيش الهويات ولا يسمح بدخولها سوى السكان.
وفي خطوة غير معهودة اعلن نائبان سوريان ومفتي درعا استقالتهم السبت احتجاجا على القمع الدامي الذي طال التظاهرات واثار استنكار المجتمع الدولي.
من جانبها ما زالت السلطات السورية تتحدث عن سقوط قتلى في صفوف الشرطة والجيش برصاص quot;عصابات مسلحةquot; حملتها مسؤولية حركة الاحتجاج.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى فرض quot;عقوباتquot; على المسؤولين السوريين الذين امروا quot;بقتل المتظاهرين وتعذيب مئات المعتقلين بعد مذبحة الجمعةquot;.
وافادت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية مساء الاحد ان الحكومة الاميركية تستعد لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين رفيعي المستوى مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد يشرفون حاليا على قمع التظاهرات في سوريا.
وقد جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما في ايار/ماريو 2010 لمدة سنة العقوبات الاميركية المفروضة على سوريا متهما دمشق بدعم منظمات quot;ارهابيةquot; والسعي الى امتلاك صواريخ واسلحة دمار شامل. واخيرا دعت مجموعة من الطلبة من منطقتي درعا ودمشق الى quot;اضراب عامquot; احتجاجا على القمع.
تحرك دولي لوقف عمليات القتل
الى ذلك، طلبت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي quot;الوقف الفوري لعمليات القتلquot; في سوريا.
وأكدت مفوضة حقوق الانسان في بيان ان quot;قوات الامن عليها ان توقف اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرينquot;.
واضافت ان quot;واجب الحكومة القانوني الدولي هو حماية المتظاهرين السلميين وحق التظاهر بسلامquot;.
من جهة اخرى، قالت مفوضة حقوق الانسان انها تسلمت لائحة تضم اسماء 76 شخصا قتلوا الجمعة خلال تظاهرات سلمية. لكنها اضافت ان عدد القتلى quot;قد يكون اكبر من ذلك بكثيرquot;. وعبرت عن اسفها لان quot;الاسرة الدولية طالبت بإلحاح الحكومة السورية بوقفquot; اطلاق النار على quot;شعبهاquot;، لكن هذه الطلبات quot;لم تلق صدىquot;.
كما أعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة الاثنين ان بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يروجون داخل مجلس الامن الدولي لمشروع ادانة للقمع الدامي للتظاهرات في سوريا.
واشار دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه الى ان مشروع الاعلان هذا يمكن ان يتم نشره الثلاثاء اذا ما توصل الاعضاء ال15 داخل مجلس الامن الى اتفاق بالاجماع.
وقال هذا الدبلوماسي ان quot;الاعلان المشترك يندد بالعنف ويوجه نداء الى ضبط النفسquot;.
ويأتي موقف الدول المذكورة دعما للدعوة التي اطلقها الجمعة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اجراء تحقيق quot;شفافquot; بعد مقتل متظاهرين في سوريا خلال الاسابيع الماضية.
واضاف المبعوث الدولي ان الدول الاربع تشيد ايضا بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لرفع حال الطوارئ الذي كان ساريا منذ خمسين عاما في البلاد، كما تشير الى اهمية سوريا لاستقرار الشرق الاوسط.
واوضح دبلوماسي في الامم المتحدة ان وضع سوريا يختلف عن ليبيا التي طالب ممثلوها في المنظمة الدولية المنشقون عن النظام مجلس الامن الدولي بادانة اعمال العنف في البلاد وفرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي واركان نظامه.
واضاف هذا الدبلوماسي quot;يجب رؤية ماذا يرغب مجلس الامن بفعله في موضوع سوريا. لسنا امام وضع مماثل لليبيا. ثمة احتمال ضئيل بان تبدي روسيا حماسة كبيرة للقيام بخطوات تصعيدية بحق بلد ذات سيادةquot;.
ولفتت الاوساط الدبلوماسية الى ان الفارق الاخر مع الوضع الليبي هو ان الشعب لم يبادر الى حمل الاسلحة لمقاتلة النظام.
التعليقات