مصراتة: تم الثلاثاء تأمين ميناء مدينة مصراته بحسب المتمردين بعد تعرضه لقصف قوات معمر القذافي في وقت يستعد الحلف الاطلسي لتعيين ممثل له في بنغازي، معقل الثوار الليبيين لاجراء اتصالات سياسية مع المعارضة. وتعد مصراته بالنسبة للمتمردين quot;مفتاحquot; تقدمهم نحو طرابلس العاصمة الليبية الواقعة على بعد 200 كلم غربا.

وأعلن احد القادة العسكريين للثوار الاربعاء ان معمر القذافي سيقوم بكل ما في وسعه لتدمير مرفأ مصراتة، خط الامداد الوحيد للثوار الذين يقاتلون منذ اسابيع في هذه المدينة. وصرح العقيد احمد عمر باني المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم المعارضة في شرق ليبيا quot;ان المرفأ يطرح معضلة للقذافي ويريد تدميره باي ثمنquot;.

وكان يتحدث غداة تصريحات وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس الذي أشار إلى أن الثوار quot;احرزوا تقدما في مصراتةquot; رغم قصف كتائب القذافي الثلاثاء للمدينة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس. وقال باني ان الثوار على الارض لا يوفرون جهدا quot;لانقاذ وحمايةquot; الميناء الذي قصف الثلاثاء بالصواريخ ما اوقع ثلاثة قتلى. واكد ان استهداف قوات القذافي يبقى صعبا حتى بالنسبة الى حلف شمال الاطلسي، لانها تستخدم على حد قوله المناطق السكنية في ضواحي المدينة لاخفاء الرجال والعتاد.

واضاف quot;من الصعب ان يعثر حلف شمال الاطلسي على كتائب القذافي. (قوات) القذافي تبقى بعيدة عن وسطquot; المدينة محذرا من ان فقدان السيطرة على الميناء سيكون quot;كارثة حقيقيةquot; على المدنيين الذين ستنقطع عنهم المساعدات الانسانية. وحذر من quot;انتقامquot; القذافي من التمرد الذي اطلقته هذه المدينة في 19 شباط/فبراير. واضاف quot;هذه هي ثقافة القذافي: الثأر دائما الثأر. اذا سقط المرفأ فماذا سيحل بالمدنيين؟quot; في المدينة.

واعتبر وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ان الوضع شهد quot;تقدماquot; في الايام الاخيرة وخصوصا في مصراته، لافتا الى ان النظام الليبي بات quot;في وضع دفاعيquot;. وتم اليوم الاربعاء تأمين ميناء مصراته بعد تعرضه لقصف قوات القذافي الذين انسحبوا على بعد 40 كلم الى الغرب اثر غارات قوات التحالف والمعارك على الارض، حسبما افاد المتمردون.

وهكذا ظلت ثالث المدن الليبية محاصرة من قبل الجيش شرقا وجنوبا وغربا والمنفذ الوحيد لهذه المدينة هو البحر. وقال احد قادة الثوار ان quot;رجالا ماتوا. وكل ما بقي هو اليات وجثث محترقة، لقد حصلنا على الكثير من الاسلحةquot;، مشيرا خصوصا الى صواريخ ميلان فرنسية الصنع وقذائف آر بي جي واسلحة اوتوماتيكية.

والثلاثاء سقطت نحو عشر قذائف على ميناء مصراته ما ادى الى مقتل شخص واصابة خيم تضم لاجئين افارقة ينتظرون الرحيل، حسبما افاد الهلال الاحمر. وبقي نحو 1300 لاجيء محصورين في مصراته خصوصا من النيجيريين بالاضافة الى تشاديين وغانيين وسودانيين.

وقال احمد عمر باني المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي لوكالة فرانس برس ان فقدان الميناء كان يمكن ان يشكل quot;كارثة حقيقيةquot; للمدنيين الذين يجدون انفسهم دون مساعدات انسانية. وافاد الهلال الاحمر في مصراته ان النزاع ادى الى مقتل نحو 1500 شخص في صفوف السكان والمتمردين منذ 19 شباط/فبراير الفائت. لكن لم يكن بالامكان التحقق من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة.

واكد ممثلو 61 قبيلة ليبية في بيان نشره الاربعاء في باريس الفيلسوف والسياسي الفرنسي برنار ليفي الذي يدعم التمرد الليبي، انهم يريدون اقامة quot;ليبيا موحدة (..) بعد رحيل الدكتاتور (معمر القذافي)quot;. وتدور المعارك بين قوات القذافي والمتمريدن خصوصا حول مصراتة ومنطقة الجبل الغريب، وهي منطقة جبلية تقع غربي البلاد حيث غالبية سكانها من البربر.

وبالقرب من الحدود التونسية، قال شاهد ان العديد من العوائل هربت من زنتان (غرب) نتيجة القصف الذي تعرضت له المدينة على يد القوات الموالية للقذافي الاربعاء. وقال الشاهد انه سمع دوي انفجار اربعة قذائف من طراز غراد سقطت بالقرب من وسط المدينة بعد ظهر اليوم، في حين تحدث السكان عن سقوط ست قذائف اخرى فجر اليوم.

واتفق سفراء الدول ال28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي على ارسال ممثل لهم الى مدينة بنغازي الليبية لاجراء اتصالات سياسية مع المعارضة لنظام معمر القذافي حسب ما افاد الاربعاء مسؤول في الحلف الاربعاء. وتناقش العديد من الدول التي تشارك في عمليات الحلف الاطلسي مع الولايات المتحدة احتمال تزويد الثوار بالذخيرة بعد حوالى شهر على بدء العمليات العسكرية، بحسب البنتاغون.

من جانب آخر، وصل الاربعاء الى هذا البلد خبراء من لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة للتحقق من الادعاءات حول حصول انتهاكات في حقوق الانسان، حسبما افادت وكالة الانباء الليبية. من جانبه، امر الرئيس الاميركي باراك اوباما رسميا الثلاثاء بتقديم مساعدة غير عسكرية طارئة بقيمة 25 مليون دولار للثوار الليبيين الذين يقاتلون نظام معمر القذافي.

وهذه المساعدة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي اعلن عنها الاسبوع الماضي. واشار حينها مسؤولون اميركيون الى انها قد تشمل عربات وشاحنات وقود وسيارات اسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير واجهزة لاسلكية.

وواجه الزعيم الليبي معمر القذافي الموجود في السلطة منذ 41 عاما ثورة انطلقت شرارتها الاولى في منتصف شباط/فبراير الماضي بعمليات قمع تحولت الى حرب اهلية استدعت تدخل قوات الحلف الاطلسي في 19 من اذار/مارس الماضي تحت مظلة الامم المتحدة.

ودعا الاتحاد الافريقي الاربعاء في بيان الى وقف كل العمليات العسكرية التي تستهدف مسؤولين ليبيين وذلك بعد غارة للحلف الاطلسي دمرت مكتبا للعقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرا الى انه يعتزم تسريع مساعيه للتوصل لوقف اطلاق نار في ليبيا.

من جانبه، رأى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مايكل هايدن الثلاثاء ان سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي قد يعقد جهود مكافحة الارهاب للولايات المتحدة على المدى القريب، معتبرا ان العقيد القذافي كان شريكا جيدا لواشنطن.

من جهته، سخر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من التدخل العسكري في ليبيا، وتساءل اذا ما كان يجب قصف جميع quot;الانظمة الملتويةquot; في العالم. واضاف quot;القذافي لم يعد هناك، لقد انتهى منذ زمن طويلquot;.