لندن: قالت صحيفة الديلي تلغراف في مقال تحت عنوان quot;احجية اوباما والرمال المتحركةquot; أن الولايات المتحدة تواجها تحديدا في طبيعة علاقتها مع الأنظمة الجديدة في الدول العربية التي شهدت تغييرا مؤخرا.
ونقل موقع quot;بي بي سيquot; عن الكاتب ريتشارد سبنسر قوله في مقالهفي quot;الديلي تلغرافquot;انه خلال العهد الاستعماري كانت الملكيات ورجال الحكم في الدول المستعمرة (بكسر الميم) تعتبر مستعمراتها اطفالا يحتاجون الى الرعاية والاشراف في مراحل نموها، وعلى نحو أبوي حازم ومهيمن.
لكن هذه السلوكيات المتعجرفة والعنصرية ذهبت، بحق، الى غير رجعة، مع انها كانت تمتاز بوضوح الرؤيا.
الا ان الامر مختلف مع الولايات المتحدة، التي يصعب جدا وصف طبيعة علاقاتها مع زبائنها في العصر الحديث.
لكن نفس الرمز في العهد الاستعماري يقفز الى الذهن عندما نستذكر ماذا يمكن ان يحدث في هذه المرحلة المفصلية في الصراعات الاستثنائية التي تعيد صياغة منطقة الشرق الاوسط.
يقول الكاتب ان بداية هذه المرحلة كانت في الاول من فبراير، عندما ارسل الرئيس اوباما مبعوثا خاصا اسمه فرانك ويزنر ليقول لحسني مبارك انه فقد الدعم الاميركي لحكمه. في مساء ذلك اليوم اعلن مبارك انه لن يسعى الى ترشيح نفسه مجددا لولاية اخرى.
الا ان التعهد، الذي عنى ان سيبقى حتى نهاية عهده، لم يكن سوى ورقة توت. فالمحتجون في ميدان التحرير اتخذوا بالفعل قرارهم بعدم السماح الاستمرار في الحكم، وان اوباما وضعهم بالفعل في موقع المسؤولية.
ويضيف الكاتب انه في تلك اللحظات بدا الامر وكأنه أب يسلم ابنه مفاتيح السيارة، والابن على وشك مغادرة البيت.
وكما هو حال معظم الآباء، الامر لن يكون مجرد توتر بسيط للاعصاب، بل انه سيفتح الباب امام باقي اولاد الجيران للمطالبة بمفاتيح سياراتهم، لكن في حالة ليبيا دخلت السيارة بمطب في وسط الشارع، وفي حالة سورية يبدو ان الشرطة لا تقبل بتسليم الاولاد المفاتيح.
ويقول الكاتب ان طموح الغرب في مصر متمثلا في اقامة دولة جديدة تحترم الديمقراطية وتحافظ على الولاءات السابقة، الولاءات لنا (الغرب)، وللسلام مع اسرائيل، ولمجتمع علماني، هو طموح قد لا يجد ما يثبته ويدعمه مع تلك التطورات الاخيرة في هذا البلد.
فمنذ نجاح الثورة المصرية اعاد المجلس العسكري الحاكم صياغة بعض العلاقات الاقليمية، منها تحسين العلاقات مع ايران.
كما يفكر وزير الخارجية المصري بزيارة لها دلالات رمزية قوية الى غزة، التي تحكمها حماس، كما ان المتطرفين الاسلاميين، الذين كانوا في السجن في عهد مبارك، شرعوا في تشكيل احزاب والعودة الى الوعظ الديني، ويسعون نحو اخذ مكانتهم في المجتمع السياسي.
ويقول الكاتب ان الاسابيع الاخيرة شهدت اسوأ المواجهات بين المصريين من مسلمين واقباط، على الرغم من وقوف رجال الدين من العقيدتين جنبا الى جنب في ميدان التحرير خلال الانتفاضة.
التعليقات