بعد الإعلان الأميركي عن وقف تسليح الجيش اللبناني، تطرح تساؤلات عدة حول اسباب ذلك، وماذا يعني التلويح الاميركي بذلك، وما هو حجم الخسارة التي قد تترتب من جراء قرار كهذا؟ الخبير الاستراتيجي الياس حنا يجيب عن كل هذه التساؤلات.

بيروت: يقول الخبير العسكري، العميد المتقاعد الياس حنا لإيلاف إنه قبل الحديث عن تسليح الجيش يجب ان نعرف ماذا يريد هذا الجيش، الاميركي يعطي الجيش اللبناني ما يريده الاميركي، حاجة الجيش لا تحدد اليوم، بل تحدد عندما توضع فعلاً استراتيجية عسكرية دفاعية للبنان، على اساسه يتم تنظيم الجيش وتدريبه وتسليحه، اليوم مع عدم وجود استراتيجية كل ما يأتي للجيش سيكون بغير منفعة، في الوقت ذاته ما يريده الجيش لا تعطيه اميركا، وما تعطيه اميركا لا يناسب الجيش، والتلويح بعدم تسليح الجيش يجب ان يوضع في نصه السياسي، هناك تحول في لبنان على الصعيد السياسي، بمعنى اقلية واغلبية جديدة، واليوم تقول اميركا اذا الحكومة انتقلت الى فريق الاغلبية الجديدة المدعومة من حزب الله وسوريا، هذا الامر قد يؤثرفي موضوع الجيش، مع ان كل ما تعطيه اميركا للجيش ليس بحاجة اليه حزب الله، لكن الوضع يبقى سياسيًا بامتياز.

ولدى سؤاله من اين كان يتسلح الجيش اللبناني وهل مصادره فقط تعتمد على اميركا؟ يجيب:quot; تاريخيًا كان يتسلح من فرنسا، في المرحلة الجديدة وخصوصًا بعد العام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي كانت مصادره للتسلح اميركا، بعدها عندما دخلت سوريا إلى لبنان وبعد اتفاق الطائف بدأ الجيش يتدرب ويأخذ سلاحه من روسيا، ولكن لا منفعة له، ويبقى سلاح الجيش ذات مصادر غربية، واليوم للجيش مصادر اسلحة غربية وشرقية.

وردًا على سؤال هل يدفع القرار الاميركي لبنان للبحث عن اسواق بديلة لتسلح جيشه ومن تكون هذه الاسواق البديلة؟ يجيب حنا:quot; موضوع السلاح ينقسم الى امرين من يريد في لبنان غير قادر، ومن هو قادر لا يريد، ولا يكفي ان تملك الدولة المال كي تذهب مثلاً للتسلح من فرنسا، لان هذه الاخيرة لديها حدود للعطاء، وويكيليكس اليوم يتحدث عن تعطيل لموضوع الميغ، ولبنان لا يمكن النظر اليه من منظار بسيط، بل من منظار اقليمي واستراتيجية كبرى للولايات المتحدة الاميركية، واذا حصلنا على سلاح متقدم جدًا لا نستطيع بسهولة التعامل معه، والطيران المتقدم الحديث ربما لا يناسب لبنان.

ولدى سؤاله هل يتم تدريب الجيش اليوم على الاسلحة المتطورة؟ يجيب حنا:quot; كل سلاح جديد عندما يدخل الى لبنان هناك مرحلة عام الى عامين لكي ننتج اشخاصا متخصصين به، وهذا في كل بلدان العالم.

وكل شيء يبدأ من السياسة لانتاج استراتيجية، وبعدها نفكر بالسلاح.

الخسارة

ولدى سؤاله ما هو حجم الخسارة التي تترتب عن التلويح الاميركي بوقف تسليح الجيش اللبناني؟ يقول حنا:quot; ماذا يفعل الجيش اليوم؟ هل يقاتل اسرائيل، بالداخل في 7 ايار/مايو، في برج ابو حيدر، السلاح الذي معه يكفيه، عدا ذلك يجب ان ننتظر قرارًا سياسيًا لاستراتيجية دفاعية بعدها نتكلم على تسليح الجيش.

وردًا على سؤال بان لبنان على مدى التاريخ كما نلاحظ لم يستلم سلاحًا فاعلاً من اميركا، هل السبب عدم ارادتها ان يكون قويًا بوجه اسرائيل؟ يجيب حنا:quot; هناك امران الاول اننا اي جيش باي مهمة وماذا يعمل؟ الجيش لم يستعمل في الداخل بوقت من الاوقات، واستعمل ضد اسرائيل لكن لم يكن هناك توازن للقوى، الجيش في العام 1982، مع الجنرال طنوس اعيد بناؤه، وتدريبه وتنظيمه وتسليحه، وكان في العام 1983 جيشًا حركيًا، وهذا لا يفيد لبنان، لانه مع اسرائيل لا يمكن المقاتلة بحركية.

ولدى سؤاله بماذا كانت تسلح عادة اميركا الجيش اللبناني؟ يقول حنا:quot; مدافع سلاح خفيف تدريب، صواريخ مضادة للدروع، واهم ما كانت تقوم به هو التدريبات، وبالمبدأ كل شيء مدفوع الثمن.

وردًا على سؤال بان هناك ملايين الدولارات ترمى سنويًا وتشكل قيمة المساعدات الاميركية للجيش اين تذهب هذه الملايين؟ يجيب حنا:quot; في اميركا لا يعطون مسبقًا، اي quot;كاشquot; يعطون السلاح ويدفعون اموالاً للشركات الاميركية، الضباط يذهبون للتدريبات ويكلفون اموالاً ايضًا، كلها تقع ضمن المساعدات، ولكن في هذه المرحلة وصلت الى اقصاها اي الى 800 او 900 مليون دولار.