تدنَّى مستوى الخطاب السياسي في لبنان الى حد أصبح فيه غير مقبول، وخرج نهائيًا عن ادبيات اللياقة والتهذيب، فهل يؤدي هذا الخطاب المتدني والجارح الى إثارة الفتن وزرع الخلافات بين مختلف الفئات اللبنانية؟
بيروت: يقول النائب مروان فارس لquot;إيلافquot; ان الخطاب السياسي ينقصه الكثير من الثقافة واصبح يدخل بالمهاترات اكثر من المصالح الفعلية للمجتمع، والسياسة بقدر ما تعبر عن مصالح المجتمع بقدر ذلك يكون خطابها على مستوى المجتمع، اما اذا كان الخطاب فرديًا وانانيًا، يعبر حينها عن مصالح حزبية.
ومقارنة مع الخطاب الماضي يقول فارس لا نستطيع قياسه بالماضي، ودائمًا للخطاب السياسي مقاييسه وهي الحياة الديموقراطية، وبما ان لبنان يتمتع بالحرية الكاملة للاعلام فمفترض الحياة الديموقراطية تكون على مستوى الاعلام، ولكن المشكلة في لبنان ان القصة الديموقراطية تشوبها المسائل المذهبية والطائفية، ولبنان لا يرتفع الى مستوى خطاب لائق بالنسبة للحضارة التي ينتمي اليها الا اذا ارتفع فوق الخطاب الطائفي.
عن ميثاق الشرف يقول فارس انها مسألة شكلية لانه حتى الآن لم يحترم هذا الميثاق ولكن يحتاج الى جوهر وتحديد حتى نرى بماذا يجب ان نلتزم، وهو لا يزال كلامًا بلا مقاييس.
ويضيف نحتاج في لبنان الى اعادة صياغة الحياة السياسية بمعنى ان نرتفع من الطائفية الى المواطنية.
دكاش
بدوره تحدث النائب السابق الدكتور بيار دكاش لquot;إيلافquot; فاعتبر ان هناك 3 مشاكل في لبنان الاول سياسي واقتصادي واخلاقي، والخطاب السياسي يقع ضمن مشكلة الاخلاق في لبنان بكل اسف.
ويتابع:quot; هناك اسباب لانحدار المستوى في الخطاب السياسي اللبناني ومنها عدم وعي الشعب اللبناني بكافة ابنائه في اي موقع كان والى اي فريق انتمى لمسؤولياته، ولمعرفته لحقوقه، اتى بممثلين يوم الاستحقاق الكبير، ادى الى انقسام مريع تسقط فيه كل المبادىء والقيم.
بالاضافة الى مشاكل عدة في لبنان تجعل هذا الخطاب السياسي ينحدر الى هذا المستوى اولها الشخصانية وتأليهها، بمعنى ان مشكلة الناس انهم يعبدون الاشخاص وليس المبادىء وهذا ناتج عن قلة الوعي على الرغم من الشهادات العالية والكفاءات التي يتميز بها اللبناني.
ثم العائلية اي لا نزال نمشي في الحياة القبلية العائلية، ثم الطائفية، والمذهبية، الوحدة تبدأ في أن الواحد ينضم الى الآخر، لا نزال بعيدين عن الوحدة في الجماعة، المصلحة الذاتية تقدم على المصلحة العامة، وقديمًا قال الرئيس رفيق الحريري من يعطي يأمر، ونسأل هنا ان هناك تمويل لتلك الخطابات وهي ليست نابعة من إرادة ذاتية بل تقع ضمن الولاءات الخارجية التي تدفع بهذا الفريق او ذاك الى اخذ المواقف.
والخطاب السياسي في لبنان لا يحتاج الى تقييم بل الى صمت اعمق منه، واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، لان الصمت افضل من الكلام.
عن خطابات السياسيين بالامس يقول في كل العهود كان هناك من يخرج عن اللياقات والآداب والقيم، ولكن بكل اسف في وقتنا الحاضر ونظرًا للمآسي التي مر بها لبنان، انحدر الخطاب السياسي الى مستوى مخجل محزن مبكي ومخزل وجارح، اما ضوابط هذا الخطاب فتكون من خلال توعية الشعب اللبناني، ويجب ان يعرف حقوقه وواجباته، وان يختار جيدًا الطقم السياسي، يكون فعلاً وليد إرادة الشعب اللبناني، ومع وجود الوعي الذي يرفض التدخل الخارجي من الشرق او الغرب، حينها يصبح الخطاب السياسي منسجمًا مع ارادة الشعب اللبناني وحقه في الاختيار.
ويضيف:quot;نعرف ان هذه الفوضى الموجودة في لبنان مدمِّرة هي بسبب كل كلمة تخرج من فم الخطيب، وقبل ان تخرج الكلمة من فمه يكون ملك الكلمة وبعدها يصبح عبدها. والانفجار العسكري ممكن ان يكون سببه خطاب غير موزون او غير ممحَّص.
التعليقات