ما هي أولويات الحكومة المقبلة سياسيًّا واقتصاديًّا في حال تشكلت، وهل تأخذ في الاعتبار ما يجري حول لبنان من ثورات شعبية في البلدان العربية، هل تبقى مطالبات اللبنانيين ضمن الاطار السياسي أو نرى الشباب ينزلون مرة اخرى إلى الشارع للمطالبة بأدنى حقوقهم الطبيعية؟
بيروت: يعيد الخبير الاقتصادي والسياسي الدكتور ايلي يشوعي في حديثه لإيلاف التذكير بأهمية ما يجري في البلدان العربية فيقول: quot;ما يجري حولنا له عنوان واحد، الشعوب العربية تريد فعلاً استعادة كرامتها، الانسان لديه كرامة حتى لو كان فقيرًا أو معدمًا أو من فئة اجتماعية متدنية، على الصعيد الانساني كلنا نملك الكرامة، كل هذه الحركات الشعبوية في الدول العربية، عنوانها العريض استعادة الكرامة العربية ومكافحة الحكم الفاسد والمطالبة بالأمور البديهية للشعوب، من حياة كريمة وفرص العمل، ومستويات الاجور التي تغطي الحاجات الاساسية، الشفافية، والعمل في الشأن العام، المحاسبة، عدم التفريط بالموارد الطبيعية للدول، عدم الاتجار بالشعوب مع القوى العظمى، كل هذه العناوين، هي ذاتها تتركز اينما كان حتى في الملكيات مع المطالبة بعدم احتكار السلطة بيد شخص واحد، مع المطالبة بملكية دستورية من خلال مؤسسات وانتخابات وارادة شعبية.
وقد وصلت هذه المطالبات الى لبنان من خلال تظاهرة الشباب الذين طالبوا باستعادة الاموال المهدورة والمسروقة، وكذلك طالبوا بفرص العمل وبتغطية الضمان الاجتماعي وبالاجر اللائق، يحفظ الكرامة، وكذلك اسقاط الطائفية السياسية واجهاض التوريث السياسي، والتخلص من الفساد والرشوة.
وردًا على سؤال حول كيفية قيام الحكومة المقبلةفي حال تشكلت بكلّ هذه الملفّات،يقول: quot;إذا ارادت الحكومة المقبلة العودة الى التقليد والحصص فلن تنجح، ليُظهروا لنا صك ملكية وزارة الخارجية للشيعة، وصك وزارة المالية للسنة، وصك ملكية وزارة الطاقة للموارنة، هذه الحصص بهذا الشكل الفاقع، تشكل أمرًا معيبًا، ويدوس على كرامة اللبنانيين، نشعر اننا جزء من حصة وكأننا غنم، نقرأ ان هذه الدولة اوقفت مساعداتها لهذا الفريق التي كانت تقدر بكمية كبيرة، الامر معيب لانهم جماعة سلبوا الخزينة في الداخل وتاجروا بالشعب اللبناني مع الخارج، كل من يقبض مالاً من الخارج يتاجر بالشعب اللبناني.
ويضيف: quot;اذا قامت الحكومة بعملية التأليف التقليدي لن تكون هناك اي نتيجة لعملها، وكما نرى الوجوه التي تريد الدخول الى الحكومة شاهدناها في حكومات سابقة، واعطت ما لديها وهي عمليًا لم تعطي شيئًا، لذلك من رأيي، يضيف يشوعي، انه كان على الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي من بعد الاستشارات مع النواب ان يؤلف بسرعة حكومة من وجوه مستقلة، ذات نضال وطني وخبرة واسعة، ويقول ميقاتي هذا فريق عملي.
هل هذا يعني انك تؤيد حكومة تكنوقراط في لبنان؟ يجيب يشوعي:quot; يجب ان نفهم معنى تكنوقراط، يجب ان يملك من يتصف بكلمة تكنوقراط نضالاً في العمل.
الوزير يجب ان يكون معروفًا وله ماض وهوية، لا نستطيع ان نغامر ونأتي باشخاص مغمورين من دون نضال.
وردًا على سؤال ماذا عن موضوع الموازنة والتعيينات والبنى التحتية والموارد الطبيعية، والقطاعات الانتاجية التي كلها تشكل عناوين عريضة لعمل الحكومة المقبلة، اي من هذه الملفات ترى انها ضرورية اكثر من غيرها؟ يجيب يشوعي:quot; اذا اتت حكومة مع بيان وزاري وقالت انها ستقوم بكل شيء هذا يعني انها لن تستطع القيام باي امر، اذا استطاعت التركيز على امور محددة عندها بامكانها العمل والنجاح، واهم هذه المواضيع هي حاجة لبنان الى عدالة اجتماعية واعادة احياء الطبقات، والى سياسة ضريبية جديدة، مدروسة وقائمة على الضرائب الشخصية، اكثر مما هي قائمة على الضرائب والرسوم غير المباشرة، على صعيد السياسة النقدية نحن بحاجة الى سياسة نقدية توفر السيولة للاقتصاد بفوائد معتدلة تشجع على الاستثمار، ثم موضوع الخدمات العامة من كهرباء ومياه وسكك حديد ومن مصافي بترول وضمان اجتماعي ، انا مع اشراك القطاع الخاص في عملية التحديث والإدارة من دون التملك، وتبقى الملكية للدولة والشعب، وكلها تعزز النمو الاقتصادي، وحتى الضمان الاجتماعي لست ضد المجيء بادارة خاصة تدير وتمكنن هذا الضمان وتبقى السياسة ورسمها للدولة اللبنانية.
فكفى هدرًا للاموال، كفى سلبًا لاموال الخزينة وللتجاوزات، لم نعد نحتمل الديون فنحن اربعة ملايين نسمة علينا 60 مليار دولار ديون، نحتاج الى مساءلة ومحاسبة.
التعليقات