هدأت عاصفة الشارع لتُفتح صفحة جديدة لما بعد 13 آذار ونزول جمهور قوى 14 آذار مؤيدة طروحات قيادييها، وتتوجه الأنظار ما بعد 13 آذار الى فريقي المعارضة والموالاة مع حديث من كلا الطرفين بان الايام المقبلة ستكون حاسمة.


بيروت: يعتبر النائب الدكتور مروان فارس ( قوى 8 آذار/مارس) في حديثه لإيلاف انه استمع إلى خطابات امس في احتفال 13 آذار/مارس، وquot;تفاجأنا بالمستوى المتكرر للخطاب القديم لقوى 14 آذار/مارس، لكن المؤسف ان الذين كانوا يحملون السلطة خلال 6 اعوام سابقة، يعترضون عليها الآن، الذين كانوا مع حكومة الوحدة الوطنية، يعترضون على الحكومة بمجملها وعلى تأليفها بشكل سريع وعاجل، لم نر جديدًا في خطابات البارحة، وكنا نتوقع عدم مشاركة اللبنانيين بهذا الاحتفال المهرجاني، الذي لم يؤد الغرض المطلوب منه، بتشكيل معارضة شعبية فعلاً، لانها الآن منكسرة الأجنحة، متفرقة لا تتضمن الجماعة الاسلامية ولا النائب وليد جنبلاط، ولم يبق أحد في 14 آذار/مارس.

وردًا على سؤال بأن تظاهرة الامس شهدت اعدادًا كبيرة وقدَّرها البعض بالمليون هل هذه الاعداد الكبيرة قد تقلب المعادلات وتشكل تهديدًا لقوى 8 آذار/مارس؟ يجيب فارس:quot; يهددون بالاعداد، لم تكن كبيرة، وكانت معلومات تواردتها القوى الامنية في الجيش اللبناني، وليست دقيقة، والعدد كان ضئيلاً بالنسبة إلى توقعات 14 آذار/مارس، انما المضمون السياسي كان متراجعًا لا فحوى له سوى التحريض المذهبي والطائفي، وهذا هو المناخ الذي لحظناه في مهرجان 13 آذار/مارس.

وحول ما إن كانتهذه الجماهير التي نزلت تشكل تهديدًا فعليًا لسلاح حزب الله؟ يجيب فارس:quot; السلاح الذي هزم اسرائيل لا يمكن ان يخشى جماهير امس الذين يؤيدون من يحلمون بالسلطة مرة اخرى، وقد بقوا 6 سنوات في السلطة ولم يتحدثوا حينها عن سلاح حزب بالعكس، كانوا متمسكين به، وكانوا يعتبرون انه سلاح المقاومة والشعب اللبناني بوجه إسرائيل، كيف يتم نزع سلاح حزب الله ونحن في عداء مع اسرائيل، اعتقد ان هذه المقولة يرفضها الشعب اللبناني الذي يعتبر ان المقاومة هي سند اساسي بجانب الجيش اللبناني في معركته ضد اسرائيل.

ماذا سيكون ردّكم العملي كقوى 8 آذار/مارس حول تظاهرة امس؟ يجيب فارس:quot; سيكون بتشكيل الحكومة سريعًا والقيام بواجباتها تجاه الشعب اللبناني، وهذا سيكون ردنا السياسي الفعلي لانه لا يجوز ان تبقى البلاد من دون حكومة.

الفريق الآخر

بدوره تحدث النائب السابق الدكتور مصطفى علوش( 14 آذار/مارس) وقال لإيلاف:quot; بعدما أثبتت اكثرية الشعب اللبناني اين موقعها وماذا تريد من هذا البلد، الآن تنتقل المعارضة الى المرحلة الثانية وهي الضغط البرلماني والشعبي المستمر، من خلال رفع الصوت الدائم والاصرار على هذا الطلب لتجنيب اللبنانيين أخطار السلاح غير الشرعي، المسألة سوف تأخذ طابعًا مستمرًا ومتكررًا ولكن من دون إرهاق المجتمع المدني، ولكن سيكون هناك محاضرات وندوات واعتراضات دائمة بوجه السلاح غير الشرعي.

كيف سيكون العمل بعد 13 آذار/مارس في المجلس النيابي كما ذكرت؟ يجيب علوش:quot; نحن بانتظار ما ستقوم به الحكومة، ان كانت ستتشكل ام لا وهل ستستجيب لمطالب الشعب اللبناني في القضية التي طرحت البارحة وكيف سيكون بيانها الوزاري، ولكن الامور متعلقة بما ستؤدي الى تحول او بناء العمل البرلماني باتجاه الحكومة.

اما هل يمكن القول ان في 13 آذار/مارس ولد ربيع لبنان الثاني وهل سنلمس نتائج لتظاهرة امس؟ فيجيب علوش:quot; المؤكد ان من له اذنان سامعتان فليسمع، ولكن محاولة خطف الاكثرية في البلد فشلت من خلال ما حصل البارحة، لان الناس سبقوا المعارضة الجديدة في طرحهم للامور، هم يريدون اكثر ما طرحته المعارضة بشكل علني، المهم أن تحاول السلطة الجديدة في البلد، اي سلطة حزب الله، ان تفهم بان الشعب اللبناني ملَّ من سلاحها، ومن الاستقواء بالسلاح وان اي اصرار او مكابرة في هذا الموضوع سوف يؤدي الى نتائج سيئة للغاية على مستوى البلد باكمله.

وردًا على سؤال كيف يمكن العمل الجدي على نزع السلاح في لبنان بعدما أيَّد جمهور 14 آذار/مارس ذلك في الشارع؟ يقول علوش :quot;هناك حلول كثيرة ممكنة وكلها منطقية وتؤكد منعة لبنان وتحفظ وجه المقاومة في مواجهة اسرائيل، ولكن شرط ان يقبل حزب الله بان ينزع سلطة ولاية الفقيه وايران عنه، ما هو مطلوب ليس نزع سلاح المقاومة، ولكن المطلوب ان توضع هذه المقاومة تحت الوصاية الوطنية، وخارج الوصاية الإقليمية وذلك من خلال منظومة يمكن بناؤها خلال طاولة الحوار الوطني.

ولدى سؤاله ماذا تعد قيادات 14 آذار/مارس جمهورها الذي لبّى الدعوة ونزل بكثافة امس؟ يجيب علوش:quot; ما نعده هو انه لا تراجع بعد الآن عن هذه الشعارات، ولا يمكن ان نصل الى مرحلة جديدة يمكن التسوية فيها على هذا الموضوع بالذات، ولكن ما نسعى اليه هو تسوية مع كل اطياف المجتمع اللبناني بحيث نضمن عدم سيطرة السلاح على المشهد السياسي اللبناني.

ولدى سؤاله بان ثورة الارز في العام 2005 حققت بعض المطالب لكنها أخفقت في أخرى، هل نحن امام اخفاقات جديدة لقوى 14 آذار/مارس؟ يجيب:quot; ما حققته ثورة الارز سنة 2005 هو كبير جدًا وهو الاستقلال الثاني ويجب الا ننسى ذلك ابدًا وليس بالمطلب القليل، الاخفاقات التي استحقتها ايضًا قوى 14 آذار/مارس هي من خلال السعي الى التسوية مع اطياف الوطن، ولسنا معزولين بل موجودون في بلد فيه اطياف متعددة وواقع اساسي موجود في لبنان هو ان طائفة من الطوائف تعتبر ان السلاح هو ما يحميها، لذلك فإن السعي الى التسوية هو لضم كل اطياف المجتمع اللبناني في بوتقة واحدة، وبعدما تأكدنا ان امكانية التسوية مع السلاح غير واردة، فمن الواجب ان نصارح جميع اللبنانيين وبخاصة الطائفة التي تحمل السلاح بانه يجب ان نعود الى الجيش الوطني.

ويرد علوش على الذين اعتبروا ان النائب سعد الحريري يواصل حربه المستحيلة من اجل استعادة السرايا فقط فيقول:quot; لو كان الرئيس الحريري يريد ان يستعيد السرايا لكان رضخ لشروط السلاح غير الشرعي، وهذا كان يمكنه ان يستمر حسب ما وعدوه بالحكم الى ما لا نهاية، المهم بالنسبة إلى الرئيس الحريري انه طرح هذه الشعارات المستحيلة نظريًا لانه يرفض ان يكون خاضعًا لسلطة هذا السلاح، مهما كان حجم السلطة التي سيكسبها.