توجهت ايلاف الى ضيعة البطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي، وتحدثت الى أقاربه والاهالي هناك الذين اجمعوا على محبتهم وفرحهم الكبير بابنهم البار، الذي يتميّز بالتواضع والمحبّة والذكاء.

بيروت: حملايا الراقدة على كتف الوادي، تفخر اليوم وتعتزّ بأمرين، الأول يتمثل بولادة القديسة رفقا فيها، واحتوائها على مزارها المقدس، اما الامر الثاني فهو انتخاب ابنها المطران بشارة الراعي بطريركًا جديدًا في لبنان.
وليست وجوه الناس هناك هي وحدها المشرقة ولا الطقس الربيعي الذي اراد ان يستقبل الحدث بنوره وبهائه، بل ايضًا الطرق التي ازدانت بالشموع، حتى تبقى البلدة متوهجة ليلاً نهارًا، ومشعة بالحدث الجليل.

ينظر الي سليم الراعي بكثير من التأثر والاعتزاز عندما اسأله عن البطريرك الجديد، أي عن اخيه، ولا تؤثر صحته الضعيفة ولا سنواته التي خطَّت تجاعيد عميقة في وجه يحكي الف حكاية وحكاية، كل هذا لا يمنعه منالمضي بالقول :quot; علاقتي بأخي هي اخوية ومحبة، انا اكبر منه بالعمر، لكنه اكبر مني بكثير في القداسة ونقاوة القلب، والحنان والعطف، ويعود بالذاكرة الى العام 1975 ويروي لنا انه عندما كان استاذَا، وكان مديرًا في احدى المدارس اللبنانية، وعندما التقى أخاه في احدى المرات وهو عائد من روما سأله البطريرك الجديد عن الامور التربوية، وقال له ماذا تفعلون بالتلاميذ الذين يرسبون، اجابه :quot;حتى الصف الخامس نجعلهم ينجحون من خلال امتحانات اضافية، اما في ما بعد هذه الصفوف من يرسب نعيده الى منزله، فنظر اليه البطريرك الجديد، وعلمت حينها انه غير راض، ومن يومها تعلمت منه القوة والشجاعة كي نهتم بالجيل الجديد اكثر من قبل.quot;

ويضيف:quot; هو وحده نوَّر لي طريقي وليس الخبرة، ولم أكتسبها من أحد غيره من زملاء او أساتذة سابقين.quot;
وكعلاقة اخوية يقول :quot;ان عطف البطريرك الجديد من السماء، اهلي علمونا على الصلاة والتقوى والمحبة لبعضنا، ولا تزال الامور على ما هي حتى اليومquot;.

عن صفات اخيه يقول:quot; انه انسان وديع متواضع تقي وذكي كثيرًا ومحب لكل الناس ويده كريمة، واذا سمع كلمة غير جيدة ينساها فورًا، ولا يحب ان يتحدثوا بغير الخير عن كل الاشخاصquot;، ويتمنى له كما قالا له امه وابوه عندما ذهب الى الدير:quot; ليكن الله معه ولترافقه مريم العذراء والروح القدس ينور طريقه.quot;
والتهنئة اليوم بحسب سليم هي لكل اللبنانيين الذين سيتفقون مجددًا، فالمسلمون سيجدون اخوة لهم محبين، والشرق الاوسط سيشع بمسيحيته.

ويختم سليم حديثه بقصيدة الى اخيه فيقول:quot; يا حملايا يلي حملتي القداسة والطهارة، طلع منك القديسة رفقا واليوم البطريرك بشارة.quot;

ابن اخيه

يتحدث الياس الراعي ابن اخ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن شعوره عندما انتخب عمه بطريركًا فيقول ان املهم كبير بدوره، وهم يعلمون جيدًا ما هي المسؤوليات المنوطة به، وهو حمل اصعب الملفات، وكل الطائفة المارونية تأمل خيرًا بالبطريرك الجديد.

عن مميزات البطريرك الجديد يقول الياس ان علاقته به تتصف بعلاقة الاب مع ابنه، وهي علاقة متينة، وصفاته تتميز باخلاقه العالية، وهو راهب بامتياز، ولاهوتي ملتزم بندوره، ويتميز بمحبته للبلد والعقيدة وكل الطوائف، وهو اليوم رجل القرار والشخص المناسب.

ويضيف الياس:quot; سيكون له دور فاعل في توحيد المسيحيين، وعلاقاته مع الجميع حازمة، وهو مع الحق دائمًا.

ويعود بالذاكرة الى احداث كثيرة تجمعه مع عمه وكلها عائلية، وهو بالنهاية بتصرفاته يبقى ايجابيًا ومتواضعًا ويمزح ويحب الناس، وفي الوقت ذاته هناك احترام عائلي على قيمته وكهنوته.

ويقول الياس ان عمه ترك حملايا عندما كان عمره 12 عامًا، لكنه كان دائمًا يتردد الى الضيعة، وفي كل بيت لديه علاقة معه من خلال مناسبات الزواج والخطوبة، وكان يزور الجميع، هو ابن الضيعة بامتياز.

وما يميزه كثيرًا هو تواضعه، فقير النفس هو راهب بامتياز، لديه القيمة ذاتها للصغير والكبير.
ويمكن اختصاره بعبارة:quot; كبير القوم خادمهمquot;.

أهل البلدة

لا حديث لاهل بلدة حملايا ( الضيعة التي ولد فيها البطريرك الجديد) سوى البطريرك نفسه، يتساءلون عن اصوات الترشيح وكم نال منها، ومن كان المنافس له، ويتحدثون بكثير من الفخر عن الابن البار البطريرك الجديد.

مختار ضيعة حملايا طوني ابو شبل يتحدث عن شعوره تجاه انتخاب البطريرك الجديد ابن الضيعة، وهو شعور الجميع، وما يراه في البطريرك الجديد ان كل الناس قريبة منه، وكان لديه ظهور في كل الاماكن ووسائل الاعلام، او في مراكز دينية، وكانت له نشاطات على جميع الاصعدة، ويضيف:quot;ابن ضيعتنا وجارنا يشاركنا بكل افراحنا واحزاننا، وشعورنا لا يوصف، فنحن نعتز به، ونفتخر بوجوده.

عن مهمة البطريرك الجديد يقول :quot;نأمل ان يوحد المسيحيين، لانه كان يقول دائمًا في كل عمل يقوم به من خلال سيرته الكهنوتية والاسقفية كان يتكل على الروح القدوس.

ويتابع:quot; قبل الانتخابات كنا نحضر لليوبيل ال25 لسيامته اسقفًا، ولكن الحدث هذا طغى على الموضوع وتعدل البرنامج، واليوم سنجتمع لدراسة الخطوات التالية في هذا الخصوص.

بدوره يقول أسعد الريِّس انه يشعر ان البطريرك الجديد في مكانه المناسب، وخصوصًا كونه ابن الضيعة، ويضيف:quot; نكن له كل الاحترام، ونقدر مواقفه الوطنية ومحبته للبلد، ومسؤوليته مهمة، ونصلي له كي يوفقه الله وينور له الروح القدس طريقه، حتى يستطيع مساعدة لبنان للوصول الى الخلاص.

عن مسؤوليته الجديدة يؤكد انها كبيرة خلال هذه الفترة، لان البطريرك يجب ان يكون محورًا يراقب السياسيين، وان شاء الله يوحد المسيحيين اذا هم ابدوا استعدادًا لذلك، ويتابع:quot; نحن نعرف محبته لكل المسيحيين، لكن نأمل ان ينور الله عقول الزعماء المسيحيين ويتوحدون.

ابراهيم الريِّس مواطن آخر من حملايا يقول ان :quot;سيدنا لا يمكن اختصاره بالكلمات، هو منا، وكل من يتكلم معه يشعر انه يتكلم مع اخيه، ومقرب من الناس، وعندما كان خارج البلدة لم ينس احدًا، ولديه تواصل مستمر مع الضيعة.

ويتابع:quot; حملايا مشهورة بولادة القديسة رفقا فيها وربما هي من نوَّرت طريق البطريرك الجديد وألهمته، وهي صلت له، وسيدنا تاريخه يدل على مسيرته، وشفيعتنا القديسة رفقاquot;.

ويضيف:quot; لا يمكن وصف شعورنا عندما تلقينا النبأ، كنا نعرف ان له حظوظًا لكن فرحتنا كانت كبيرة جدًا بالنتيجة، وسوف تستمر الاحتفالات، وسوف يزور البطريرك الجديد القرية قريبًا.

* تصوير ريما زهار