يحتفل لبنان الرسمي والشعبي بجناحيه المسيحي والإسلامي اليوم بتنصيب البطريرك السابع والسبعين للكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي، كيف يرى المواطن العادي دور البطريرك الجديد، وهل يأمل خيرًا منه؟

بيروت: يحتفل لبنان الرسمي والشعبي بجناحيه المسيحي والإسلامي اليوم بتنصيب البطريرك السابع والسبعين للكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي، ويتقدم المشاركين في الاحتفال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرؤساء نبيه بري، سعد الحريري، ونجيب ميقاتي الى وزراء ونواب وممثلين لرؤساء الطوائف والمذاهب المسيحية والإسلامية والأحزاب والتيارات السياسية اضافة الى وفود رسمية رفيعة من سوريا وقطر وقبرص تأكد مشاركتها وغيرها من الدول العربية والأجنبية التي تتواجد فيها أبرشيات مسيحية ومارونية التي وجهت الدعوات للمشاركة، بناءً لطلب من بكركي.

ماذا يقول اللبناني اليوم وهل يأمل خيرًا من دور البطريرك الجديد؟

تقول ريتا حلو انها تتوقع من البطريرك الجديد ان يكون فعلاً الراعي الامين، الراعي الذي يحافظ على الرسالة السماوية التي هي محبة وتسامح، ويحاول ان ينمِّي المحبة في قلوب العالم، كما احبنا المسيح، وقال لنا ان نسامح بدل السبع مرات سبع وسبعين مرة، وهو اليوم البطريرك السابع والسبعون وهذه دلالة واشارة انه سيكون الراعي الصالح.

وترى فيه صفات القائد الروحي للمسيحيين، وتأمل بفضل صلواته وصلوات العالم وكل الاتقياء ان يكون لديه الكثير من الايمان، لان حبة خردل من الايمان تستطيع ان تزيح الجبال.

وتؤكد انه ربما ٍسيقوم بدور وسطيّ بين مختلف القيادات المسيحية، ولا يجب ان يكون طرفًا، وتشير ان كل البطاركة السابقين لم يكونوا طرفًا، وحاولوا جمع الجميع لأن ذلك هو هدف الكنيسة، وكان لها فضل كبير على لبنان ووجود المسيحيين فيه.

يصف فرنسوا سعادة شخصية البطريرك الجديد فيقول انه رجل المواقف، وانسان ذكي جدًا، ومطّلع وكلماته جيدة وعميقة.

ويضيف:quot; تحتاج الكنيسة المارونية ككل كنيسة في العالم الى الاتحاد، لأن الاتحاد قوة، وعلى الجميع ان يحبوا بعضهم، ويجب ان نتمنى الخير للجميع، ويجب التنازل عن الانانية من قبل الجميع، وعن الجشع، لأن كل ما يحيط بنا هو quot;مجد باطلquot;.

ويرى ان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير سيؤدّي دورًا محوريًا في الماضي، وكان الرجل الهادئ والسكوت والمتزن.

ويرفض ان يتم انتقاد الكرسي البطريركي ولكن يسامح كل من يفعل ذلك، ويكون الانتقاد عادة برأيه لغاية في نفس يعقوب، ولكن واجباتنا كمسيحيين اذا رأينا اخطاء ان نتغاضى عنها وندافع عن الكرسي البطريركي، لأنه سند للوجود المسيحي في لبنان.

وليد الزين يتوقع في ظل الخلافات الموجودة في البلدان العربية ككل، ان يجمع البطريرك الجديد المسيحيين واللبنانيين، لان جمعهم ينعكس ايجابًا على لبنان مما يستدعي الا يكون هناك خلافات.

ويرى ان الصفات تكتسب، ولا يمكنه ان يحدد صفات البطريرك الراعي اليوم، فهي ستحدد مستقبلاً، ويستطيع ان يكتسب خبرة مع العلم ان البطريرك صفير كان مؤهلاً للقيام بخطوات كبيرة في ظل ما سمي بالسينودوس من اجل لبنان.

ويقول:quot; ما قام به الراعي من بدايات مع مختلف القيادات المسيحية والاسلامية اظهرت انه ايجابي مع الجميع، والكل تعاون معه من كل القيادات خلال التهنئة من خلال التواصل معه، وكانت هناك اشارات معينة لانفتاح على الوطن العربي ككل وللمحيط.

ويصف شخصية الراعي بانه لكل لبنان والشرق الاوسط، ومركزه متجرد ان كان شخصًا مقربًا منه ام بعيدًا منه، فإن موقعه دقيق جدًا ويجب ان يكون على قدر كبير من المسؤولية، لذلك يجب ان يتصرف بحكمة وذكاء.

جهاد ابو مرعي يرى ان موقع البطريرك الجديد يعطي ديناميكية لكل الطوائف الاخرى لان المسيحيين برأيه لا بد من وجودهم وتواصلهم مع مختلف الطوائف الاخرى، ويعتبر ان الكنيسة المارونية اليوم تحتاج الى دعم من قبل كل الاطراف، لانها الوحيدة التي تتكلم عن التسامح، ويجب ان تتجاوز كل الصعوبات، ولبنان قطع كل الحروب في الماضي، وبقي واقفًا بجهد كل القيادات الروحية الاسلامية والمسيحية.

ويضيف:quot; لا نستطيع ان نظلم الاشخاص والتاريخ سوف ينصف البطريرك صفير من خلال المواقف الذي اخذها لانه استطاع ان يحافظ على هيبة لمرجعية معينة، وكانت المحور الاساسي لكل الزعماء المسيحيين والاسلاميين والوطنيين، ويمكن لبعضهم أن يأخذ عليه مأخذ انه كان طرفًا، ان كان هناك من اخطاء تمت على ايام البطريرك صفير ان يستطيع ان يأخذها ويصححها البطريرك الجديد.

لويس خوري يعلق على كل من ينتقد البطريركية المارونية اذ لا حق ان يتم التهجم عليها كائنًا من يكون، لانها رمز من الرموز الوطنية بالشرق الاوسط ككل، لكل البطاركة الاقدمين ولتكملة من سيكمل، لانه من يهدم البيت فإنما يهدمه عليه وعلى الجميع.