تتعرض الجالية اللبنانية في ساحل العاج بسبب الاحداث، لموجة كبيرة من السرقات من قبل اللصوص الذين باتوا يتحركون في ساعات النهار ويعملون على اقتحام بيوت اللبنانيين وانتهاك حرماتها، ويعمدون إلى تهديد أصحابها وابتزازهم، فمتى يتم اجلاؤهم وتنتهي مأساتهم؟

بيروت: تدهورت أوضاع اللبنانيين المقيمين في أبيدجيان مع انتقال المعارك الضارية الى عاصمة ساحل الحاج خصوصًا الى منطقة زون كاتر في محيط القصر الجمهوري، حيث استمرت مأساتهم جراء تعرضهم لأخطار النهب والسرقة في ظل مواجهة صعوبات في مغادرة البلاد بسبب المواجهات في ساحل العاج وإقفال كل المعابر والمطارات.

ولفت السفير اللبناني في ساحل العاج علي عجمي الى أن معاناة الجالية اللبنانية تكمن في عدم وجود أمن في البلد، ويضيف:quot;وصلنا الى مرحلة بات فيها الفلتان الأمني أمرًا واضحًا جدًا في كل مناطق ساحل العاج، آسفًا ان اللبنانيين يعانون من سرقات بالجملة ومن اعتداءات على أرزاقهم وأموالهم، ولكن ما نحمد الله عليه انه حتى الآن لم تحصل أي خسائر في الأرواح.

وأضاف: وضع الجالية صعب جدًا، ونحن الآن في حالة ليس هناك من سلطة على الأرض، ونتمنى أن ننتهي منها في أسرع وقت.

وأوضح أن تقديراتنا للعدد الاجمالي أن العدد يتراوح بين 80 الف الى 100 ألف لبناني، وغالبية الجالية تعيش في أبيدجيان، والاسبوع الماضي والذي قبله، سيّرت الميدل ايست رحلات يومية الى ابيدجيان، والآن نطلب مجددًا من الميدل ايست تسيير رحلات يومية، ووعدونا بأنهم سيسيرون هذه الرحلات. ويبقى لدينا الهاجس الامني، لأن الخروج من المنازل والذهاب على الأوتوستراد الذي يؤدي الى المطار قد يكون خطرًا.

سكرية

ويقول النائب السابق في حزب الله الدكتور اسماعيل سكرية ان دائمًا تراكم الاهمال يوصل الدولة الى عدم قدرتها التدخل بشكل سليم، ومشكلة اللبنانيين متكررة في أكثر من دولة افريقية، وبالتالي يجب تنظيم العلاقة، خصوصًا في ابيدجيان حيث اكبر جالية للبنانيين، وعندما يتعرضون للازمات نرى ان الدولة لا تستطيع ان تفعل شيئًا، ويضيف:quot; الازمة في ابيدجيان ساخنة من قتال وصراع مرير بين رئيسين، وربما بعض اللبنانيين تعاطفوا مع فريق معين، وربما هذا ايضًا اثر في استهدافهم.

أما لماذا يتعرض دائمًا اللبناني في افريقيا للنهب والسرقة؟ يجيب سكرية:quot; هناك سببان، الاول سياسي يكمن في عدم استبعاد اسرائيل وموسادها عن التعرض للبنانيين في افريقيا، والسبب الثاني ككل علاقة بين رجل يجني اموالاً وابن البلد الذي ينظر نظرة سلبية الى ذلك.

عن اتهام بعض الجالية في ابيدجيان عن تقصير لحزب الله وامل في عملية اجلاء الرعايا في ابيدجيان يقول سكرية:quot; من يده في النار حقه ان يقول ما يريد، ولكن ماذا تستطيع ان تفعل القوى؟ لا احد يعرف.

اما هل يستوعب لبنان كل هذه الجاليات التي تأتي وهل ستجد اعمالاً لها في البلد؟ فيجيب سكرية:quot; هناك شباب عاطلون عن العمل في لبنان وقد لا يستوعب اعداد الجاليات خصوصًا مع وضع لبنان غير المتوازن، ولسنا في وضع طبيعي اليوم خصوصًا اقتصاديًا.

الجاليات في افريقيا

تعتبر الجاليات اللبنانية في بعض الدول الأفريقية عنصرًا رئيسًا في تركيبة كل بلد نظرًا لتداخلها الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي مما يجعل أفراد هذه الجاليات هدفًا مباشرًا لكل تغيير يقع مهما كان حجمه أو تأثيره ويبلغ عدد اللبنانيين في أفريقيا نحو 300 ألف أكثرهم في ساحل العاج ثم في نيجيريا والسنغال وسيراليون وغانا والكونغو.

وتشير الإحصاءات المتوفرة إلى أن الهجرة اللبنانية إلى أفريقيا بدأت في العام 1880 ولها جذور تاريخية قديمة تعود إلى عهد الفينيقيين عندما أبحر هؤلاء بتجارتهم وأبجديتهم إلى أقصى سواحل المعمورة.

وفي دراسة إحصائية لتوزع اللبنانيين في أفريقيا يتبين أن جمهورية ليبريا وعاصمتها منروفيا هناك ما يقارب الـ 30 ألف لبناني يعتمدون على صناعة الماس والذهب والمحاصيل الزراعية، أما في سيراليون وعاصمتها فريتاون فهناك 25 ألف لبناني لكن هذا العدد أخذ بالتضاؤل بعد الأزمة الاقتصادية والحوادث الأمنية وهم يعتمدون على الألماس، وفي نيجيريا وعاصمتها لاغوس هناك 25 ألف لبناني يعتمدون على المحاصيل الزراعية والبترول والمعادن، وفي السنغال وعاصمتها داكار هناك 25 ألف لبناني يعتمدون على الإنتاج الزراعي، وفي الكاميرون وعاصمتها ياوندي هناك 700 إلى ألف لبناني يعملون في الزراعة والأخشاب والبترول، وفي الغابون وعاصمتها ليبرفيل هناك حوالى 4500 لبناني يعملون في البترول والذهب والماس والأخشاب والمعادن أما في الكونغو وعاصمتها برازافيل فهناك 500 لبناني يعيشون من المحاصيل الزراعية والسكر والبترول، إلا أن هذا العدد تضاءل بسبب الأحداث المتكررة.