يواجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انتقادات حادة في أولى جولاته في حملته الانتخابية للترشح الى انتخابات الرئاسة المصرية المقررة قبل نهاية العام الحالي فيما إختلف خبراء تحدثت معهم إيلاف حول تفسير ما يحدث مع موسى.


الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى

يواجه أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى والذي أعلن تركه لمنصب الأمين العام مع انتهاء فترة ولايته الثانية بداية ايار- مايو المقبل، انتقادات واسعة في المؤتمرات الجماهيرية التي يعقدها في صعيد مصر في أولى جولاته الانتخابية كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة المقررة قبل نهاية العام الحالي بحسب تصريحات قيادات المجلس العسكري الحاكم في البلاد عقب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط- فبراير الماضي استجابة لمطالب ثورة 25 يناير.

وعلى الرغم من الشعبية التي يتمتع بها عمرو موسى في أوساط الطبقات ذي المستوى التعليمي المتوسط والأقل من المتوسط إلا ان موسى يواجه انتقادات من الشباب الجامعي والمنخرطين في العمل السياسي بسبب موقفه خلال الثورة المصرية ورغبته في الموافقة على بقاء مبارك في الحكم حتى انتهاء فترة ولايته في ايلول- سبتمبر المقبل، وهي الانتقادات التي يحاول تجنبها في المؤتمرات وإبراز تصريحاته خلال القمة الاقتصادية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ في النصف الثاني من كانون الثاني- يناير والتأكيد على أن رياح التغيير ليست بعيدة عن أي دولة وذلك في أعقاب الثورة التونسية وهروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الى جدة.

موسى حاول من خلال أكثر من إطلالة إعلامية تليفزيونية وصحافية التأكيد على أنه كان أحد غير المرغوب فيهم من قبل النظام السابق لذا تم إقصاؤه من منصبه كوزير للخارجية واختياره كأمين عام للجامعة العربية وأنه كان بعيدا عما يدور في كواليس النظام السابق خلال السنوات العشر الأخيرة بعد تركه لوزارة الخارجية.

عمرو موسى شارك في العديد من اللقاءات خلال الأسابيع الماضية بصفته مرشحا محتملا لانتخابات الرئاسة والتقى وفودا من الائتلافات والحركات الشبابية التي تشكلت خلال الثورة، إلا أنه حتى الان لم يعلن تشكيلا محددا لحملته الانتخابية والقائمين عليها حيث تنشر غالبية أخبار حملته عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط المملوكة للدولة وعلى لسان مصدر مسؤول، وهي أحد أسباب الانتقادات التي وجهت له.

وانتقد شباب جامعة طنطا زيارته الى الجامعة الأسبوع قبل الماضي في موكب حراسة كبير، فيما زادت حدة الانتقادات عبر موقعي التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر مع التأكيد على أنه أحد رموز النظام السابق، فيما هاجمه منافسه المتوقع في الانتخابات ومساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل واتهمه بالكذب مع التأكيد على أن مبارك لو كان غاضبا عليه لم يكن رشحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية.

وشهدت جولة موسى التي بدأها في الصعيد خلال الأيام القليلة الماضية وزار فيها كلا من أسوان والأقصر ونجع حمادي انتقادات واسعة من قبل شباب الثورة والذين استنكروا تعاون عمرو موسى مع عدد كبير من اعضاء الحزب الوطني الذي كان يترأسه مبارك، فضلا عن إقامته في أحد الفنادق التي يمتلكها رجل أعمال متورط في قضايا فساد وهو ما دفعه الى مغادرة الفندق فور علمه بذلك والتأكيد على أنه لا ينسق مع اي من اعضاء الحزب الذي صدر حكم قضائي نهائي بحله.

وشهد المؤتمر الذي عقده موسى في مدينة الأقصر اعتداءات بين مؤيديه ومعارضيه أدت الى وقوع 4 مصابين فيما أعلن ائتلاف شباب الثورة في قنا مقاطعته للمؤتمر الجماهيري وتبرئة منه بسبب تعاونه في تنظيم المؤتمر مع أعضاء الحزب وهو ما نكره موسى أكثر من مرة .

واختلف أساتذة في العلوم السياسية تحدثت معهم إيلاف حول تفسير ما يحدث لموسى من انتقادات ففي الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور سامي السيد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مفاجأة من العيار الثقيل خاصة في الصعيد الذي ظل مغيبا سياسيا خلال العقود الماضية وبعيدا عن النشاط السياسي على الرغم من كونه يشكل نسبة تتجاوز الـ50% في من يحق لهم التصويت في الانتخابات مشيرا الى أن موسى بات بحاجة ملحة الى حملة لتحسين صورته والتعريف به أكثر وشرح برنامجه من خلال الشباب كالتالي تقوم بها حملة دعم البرادعي في الوقت الحالي.

وأكد السيد أن موسى على الرغم من شهرته داخل مصر إلا أن موقفه خلال الثورة يشكل عاملا مهما لا بد من العمل على إيضاحه وتبريره بما يقنع المواطنين مشددا على أن انضمام أي شخص من الأعضاء السابقين في الحزب الوطني الى حملته الانتخابية سيكون له تأثير عكسي عليه.

ولفت الى أن القاعدة الجماهيرية التي يرتكز عليها موسى في الشارع المصري باتت تحتاج الى اقناع من خلال مؤيديه مشددا على أهمية البدء في ذلك في أقرب وقت لاسيما مع بدء باقي المرشحين المحتملين العمل في المحافظات المختلفة وتوسيع نطاق عمل حملاتهم الدعائية.

من جهته اعتبر الدكتور مصطفى عبد الفتاح الخبير السياسي أن ما حدث مع موسى أمر متوقع سيتعرض له كل مرشحي الرئاسة فكل منهم له مأخذ لدى فئة من المواطنين مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية لا أحد يمكن أن يتنبأ بنتائجها حتى الان.

واستشهد عبد الفتاح بما حدث مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي خلال ذهابه للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتعرضه للقذف بالطوب موضحا أن هناك قلة لا تزال تتعامل بهمجية في محاولة منها لفرض وجهة نظرها أو الإساءة لمن تعتبره لا يتوافق معها مستبعدا أن يكون وراء مثل هذه الأمور أعضاء الحزب الوطني السابقين مؤكدا أنهم فقدوا أي فرصة للعودة الى الساحة السياسية.

وأشار الى أنه لدى النظر الى كل الذين أعلنوا ترشحهم الى الانتخابات الرئاسية ستجد عليهم مأخذا من كافة التيارات سواء السلفيين أو الأخوان أو القوى الشبابية الموجودة سواء بسبب مواقف شخصية مع النظام السابق أو لأسباب أخرى لافتا الى أن أعضاء التيارات السياسية سيجدون صعوبة في الاتفاق على مرشح لانتخابات الرئاسة.