عاد عمرو موسى إلى ساحة العمل السياسي بعد إعلانه إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية في مصر.


القاهرة: يستعد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للانتقال من اروقة الدبلوماسية الى ساحة العمل السياسي في مصر بعدما اعلن أنه ربما يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال موسى لاذاعة اوروبا 1 صباح الجمعة انه مستعد للعب دور في المرحلة الانتقالية في مصر. وردا على سؤال حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية اجاب quot;ولماذا اقول لا؟quot;.

ويعد الامين العام للجامعة العربية نجم الدبلوماسية العربية وهو يتمتع بشعبية كبيرة في مصر. ويشغل موسى (75 عاما) منصبه على رأس الجامعة العربية منذ العام 2001 وتنتهي ولايته الثانية كامين عام للجامعة في ايار/مايو المقبل، وقد اعلن اخيرا انه لن يرشح نفسه لولاية ثالثة.

متقد الذهن، حاضر البديهة وديناميكي على الدوام، يمتلك هذا الدبلوماسي المحنك الذي لا تنقصه روح الدعابة، دراية واسعة بالملفات العربية والدولية وquot;كفاءةquot; حتى اعداؤه يعترفون له بها. وتعود شعبيته بصفة خاصة الى مواقفه التي توصف ب quot;الحازمةquot; في مواجهة اسرائيل التي ما تزال بالنسبة للعرب العدو رقم 1.

وكان ابرز دليل على هذه الشعبية الاستقبال الحار الذي حظي به في الحادي والعشرين من تشرين الاول/فبراير 2006 عندما دخل استاد القاهرة حيث صفق له بقوة وحماس قرابة 100 الف مصري احتشدوا لدعم فريقهم القومي في نهائي بطولة كاس الامم الافريقية لكرة القدم.

وقال دبلوماسيون عرب في القاهرة انذاك ان مستشاري الرئيس المصري حسني مبارك تعمدوا ان يتزامن وصوله الى مدرجات استاد القاهرة مع دخول اعضاء فريق الكرة المصري الى الملعب ليضمنوا له تحية مماثلة لتلك التي حظي بها موسى.

متوسط الطول وحريص دوما على اناقته، شغل عمرو موسى منصب وزير خارجية مصر لمدة عشر سنوات متتالية ما بين عامي 1991 و2001 قبل ان ينتقل منه مباشرة الى الجامعة العربية.

وبدا تركه لموقعه على راس الدبلوماسية المصرية انذاك كمحاولة لازاحته، بعد تزايد شعبيته، عن الحياة السياسية في مصر.

وعزز هذا الانطباع ان ابعاده عن الخارجية المصرية تزامن مع ظهور اغنية شعبان عبد الرحيم الشهيرة quot;انا بكره اسرائيل وبحب عمرو موسىquot; التي ذاعت على السنة كل المصريين بعد بضعة اشهر من اندلاع انتفاضة الاقصى في العام 2000 والتي كانت بمثابة استفتاء على حجم شعبية موسى في الشارع المصري.

ورغم التقدير الذي يحظى به موسى على الساحة الدولية الا ان الاميركيين لا يكنون له، بحسب دبلوماسيين عرب، حبا كبيرا اذ ياخذون عليه بصفة خاصة، وفقا لدبلوماسيين عرب، مواقفه تجاه اسرائيل.

وكان موسى شن بعد توليه وزارة الخارجية المصرية حملة لقيت صدى كبيرا في الشارع العربي ضد البرنامج النووي الاسرائيلي بمناسبة تمديد معاهدة حظر الانتشار النووي في العام 1992.

كما تزايد الاعجاب الشعبي بعمرو موسى بعد رفضه العلني والقوي ادماج اسرائيل اقتصاديا في الشرق الاوسط وهو الاقتراح الذي طرحه في اعقاب اتفاقات اوسلو (1993) وزير خارجية اسرائيل انذاك شيمون بيريز ضمن ما اسماه مشروع quot;الشرق الاوسط الكبيرquot;.

وجاءت انتقادات موسى لquot;هرولةquot; بعض الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل والتراشق اللفظي المتكرر بينه وبين المسؤولين الاسرائيليين امام عدسات الكاميرات لتؤكد الصورة التي انطبعت عنه باعتباره quot;الرجل الذي يستطيع ان يقول +لا+ لاسرائيلquot;.

ولا يفوت موسى فرصة لتعزيز شعبيته. وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية التي عقدت في شرم الشيخ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، اي بعد خمسة ايام من رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التي الهمت المصريين وادت الى تفجر انتفاضهم على نحو غير متوقع بعد 11 يوما فقط، حرص موسى على اعلان تعاطفه مع مطالب الشعوب العربية.

وقدم امام القادة العرب ما يشبه النقد الذاتي للنظام العربي الرسمي قائلا ان quot;المواطن العربي في حالة غضب واحباط غير مسبوقةquot;، مضيفا ان quot;ما يحدث في تونس من ثورة ليس امرا بعيدا عن موضوع هذه القمة اي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعهاquot;.

يذكر ان عمرو موسى متزوج وله ابن وابنة كانت متزوجة من حفيد للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لكنها انفصلت عنه.