قالت الصحافية السعودية سمية جبرتي، نائب رئيس تحرير عرب نيوز الصادرة باللغة الإنجليزية إن ما كان ينظر إليه على أنه أمر من المستحيل تحقيقه في السعودية بأن تكون سيدة نائبًا لرئيس تحرير صحيفة أصبح اليوم حقيقة واقعة.
![]() |
| الصحافية السعودية سمية جبرتي |
أصداء واسعة حظي به القرار الذي عُيِّنَت بموجبه أخيرًا الصحافية السعودية، سمية جبرتي، في منصب نائب رئيس تحرير صحيفة quot;عرب نيوزquot;، التي تصدر في جدة باللغة الإنكليزية، كأول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب في المؤسسات الصحافية السعودية.
أعادت جبرتي الفضل وراء وصولها إلى هذا المنصب الرفيع، في مقال نُشِر لها في صحيفتها، إلى رئيس تحريرها، خالد المعينة، ورئيس مجلس الإدارة، الأمير فيصل بنسلمان.
وعبّرت جبرتي كذلك عن امتنانها القلبي الحقيقي إلى الرجلين، نتيجة مبادرتهما الجريئة، ودعمهما المتبصر، وتفكيرهما التقدمي. ثم مضت تقول إن ما كان يُنظَر إليه على أنه أمر مستحيل هنا في المملكة العربية السعودية اتضح أنه أمر من الممكن تحقيقه. وإنّ ما لم يكن يفعله أحد من قبل بات بالإمكان فعله، وإن ما لم يكن يحدث من قبل، بات يحدث، وقد حدث بالفعل، وسوف يحدث مرة أخرى.
وتابعت جبرتي بتأكيدها أن تعزيز دور المرأة المجتمعي والوظيفي، كما تحقق معها، لم ينطو على تجاوز أي خطوط حمراء، أو ارتكاب ثمة شيء من المحرمات، أو خرق قانون من القوانين، مشددةً في السياق نفسه على أن السلاسل والقيود التي تفرض على التصرفات لم يكن لها وجود إلا في الأذهان.
ثم حاولت جبرتي أن تستنفر من هذا المنطلق همم الرجال السعوديين، بِحثهّم على امتلاك الشجاعة والرؤية، كي يحذو حذو رئيسيها في العمل، ويتيحوا الفرصة أمام السيدات للانطلاق.
كما أكدت جبرتي أن النقص الحاصل في عدد السيدات السعوديات العاملات بجد لايمكن أن يكون عقبة. وتساءلت: quot;ما مدى صعوبة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟quot;، ثمرأت أنquot;الأمر يتطلب مهارة لنعرف ونقرّ بالزملاء المهنيين، بغضّ النظر عن الجنسquot;.
ثم تساءلت مرة أخرى بقولها quot;أم إن المسألة مسألة سيطرة؟quot;. فتحدثت عن الدور الذي تلعبه المرأة في حياة الرجل منذ أشهرالحمل، وحتى الولادة، ووقوفها إلى جانبه منذ اللحظات الأولى له في الحياة، كأم، وأخت، وجدة، وزوجة، وعمّة، وعمّة كبرى، وشريكة، وابنة. وبعدما أصبحنا الآن في العام 2011، رأت جبرتي أن وقتاً كافياً قد مرّ للتغلب على أية مشاعر خوف من قبل المرأة.
ورفضت جبرتي استخدام الدين كمحاولة لتبرير حرمان السعوديات من أماكنهن المهنية التي يستحقونها. وطرحت تساؤلات عدةفي هذا الشأن، منها: كمسلم، متى ستعامل زميلك المسلم، مثلما تريد أن تُعَامَل؟، ومتى سينتهي عصر الجهل والغطرسة والشوفينية الذكورية؟، ومتى سيبدأ عصر العدالة والمساواة التي أقرّها الله (عز وجل)؟.
في ما يتعلق بالإعلام، أوضحت جبرتي أن المرأة السعودية تعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً على الأقل. ومضت تشيد بالدور الكبير الذي لعبته السيدات اللواتي سبقوها، وتساءلت: إلى متى يتعين علينا أن ننتظر قبل أن تحصل سيدة أخرى على مكانها الذي تستحقه في منصب إعلامي قيادي؟.
وحول ما إن كانت تنظر إلى نفسها باعتبارها ظاهرة أو حالة استثنائية، رفضت جبرتي ذلك، واعترفت بأنها محظوظة، نظراً إلى جرأة رئيس التحرير، خالد المعينة، ورئيس مجلس الإدارة، الأمير فيصل بن سلمان، وإقدامهما على فتح آفاقاً جديدة والقيام في الوقت عينه بتغييرات طال انتظارها. ومضت تؤكد على أن المملكة غنية بالسعوديات المستنيرات والجازمات والقادرات والمتعلمات والجريئات، والأهم من ذلك، المتّسمات بالقوة والإرادة.
لم تكتف جبرتي بذلك، بل وصفت من لا يمتلك مبادرة أو رؤية أو جرأة أو روح رائدة أو موقف بنَّاء تجاه التغيير بأنه شخص quot;غير مؤهّلquot; لشغل أي منصب قيادي، أو أي منصب متعلق بعملية اتخاذ القرار، وكذلك quot;غير قادرquot; على الوفاء به. واستغلت جبرتي تلك المناسبة لتشيد بالمرأة السعودية، وبعملها الدؤوب ومثابرتها ونضالها الشخصي ضد كل الصعاب. وذكرت هنا العديد من الأسماء، بمن فيهم والدتها، وعدد آخر من السيدات التي قابلتهم بصفة شخصية وعرفتهم عبر الصحيفة.
ورأت في ختام حديثها أن الوقت قد حان للاعتراف بمهارتهن وقيمتهن ومنحهن مناصب مسؤولية وسلطة، وأن الوقت قد حان أيضاً لتغيير المواقف المتخذة تجاه المرأة، على مستوى القيادة الشعبية أولاً، للاعتراف بعملهن الجاد وجهودهن وحقوقهن.


















التعليقات