نخب سعودية تبدي رأيًا في الأزمة اللبنانية
إعلام قوى 8 آذار يروّج لاستطلاع quot;إيلافquot;
إنشغال لبناني لمعرفة موقف السعودية من ميقاتي والحريري
خبير: حكومة تكنوقراط أمر جيد في حال أيَّدها الفريقان
8 آذار: يوم الغضب كان تنفيسة ونتطلع إلى نجاح ميقاتي

أكد مصدر سعودي لـquot;إيلافquot; أن الرياض تميز بين موقفها من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وبين موقفها من المحكمة الدولية التي تتشبث بها، وبحسب المصدر فإن نجيب ميقاتي اتصل بجهات سعودية لتأمين الدعم له.


أجرى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالات كثيفة في الساعات الماضية بجهات نافذة في السعودية سعياً إلى نيل قرار بمساندته يوفر تغطية في الشارع السني لعملية تشكيل حكومته العتيدة، وذلك من خلال تخفيف وطأة التشنج في مواقف quot;تيار المستقبلquot; منه بسبب طريقة وصوله إلى منصب الرئيس المكلف على حطام الغالبية النيابية السابقة.

تشنج بدا واضحا في quot;بيت الوسطquot; حيث استقبله بوجوم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وبالكاد تبادل معه كلمات بروتوكولية في لقاء لم يستمر سوى ثلاث دقائق، ليتحدث بعدها الحريري مجددا عن quot;الخيانةquot; وعن قتلة والده الرئيس الراحل رفيق الحريري الذين لا يريدونه رئيسا للحكومة.

وذكرت المصادر السعودية التي أبلغت quot;إيلافquot; بالإتصالات التي أجراها ميقاتي أن الرياض تميز بين موقفها من الرئيس الحريري، وموقفها من المحكمة الدولية التي تتشبث بها باعتبارها أنشئت بقرار دولي تحت الفصل السابع لا يمكن التملص منه.

وكشفت أن الحريري كان قد تبلغ نصيحة من جهة سعودية بالإستقالة ودفع الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة مجددا إلى هذا المنصب خلفا له، وذلك قبيل إعلان وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل رفع يد الرياض عن الوساطة في شأن أزمة لبنان.

ولم تشأ مصادر في quot;تيار المستقبلquot; تأكيد أو نفي توجيه هذه النصيحة إلى الحريري، لكنها استغربت ما اعتبرته حملة ضد رئيس هذا التيار في بعض وسائل السعودية أو التي تدور في فلك المملكة، مشيرة إلى حملة الإستصراح الواسعة لنخب من المثقفين وأعضاء مجلس الشورى والكتّاب والإعلاميين، والتي نشرتها quot;إيلافquot; تحت عنوان quot;الغالبية الساحقة لا ترى في الحريري ممثلاً سنياquot;، وكذلك إلى مجموعة من المقالات لكتّاب وأصحاب رأي مرموقين نشرت ولا تزال تنشر في بعض الصحف البارزة مثل quot;الحياةquot; وquot;الشرق الأوسطquot; وكلها تصب في المنحى نفسه، فضلاً عن أن تغطية التطورات اللبنانية في قناة quot;العربيةquot; وغيرها باتت تتصف بملامح سلبية حيال الرئيس الحريري وفريق 14 آذار/ مارس.

وتساءلت هل أن لهذه الإنعطافة علاقة ما بشريط إفادة الرئيس الحريري للجنة التحقيق الدولية الذي بثه تلفزيون quot;الجديدquot;، علما أنه خضع لتحريف وتقطيع أخرجا الحديث من سياقه، وأن الحريري اعتذر عن مضمون بعض ما ورد فيه من الأشخاص المعنيين وفي مقدمهم الأمير محمد بن نايف والنائب آنذاك نجيب ميقاتي ونهاد المشنوق وعدد من الصحافيين مؤكدا احترامه لهم وحرصه على أطيب العلاقات معهم .

وسألت مصادر quot;المستقبلquot;، ألم يلاحظ كل مشاهد أن الشريط لم يُبث في محطة quot;الجديدquot; إلا لتخريب علاقات الحريري الشخصية وعدد من الشخصيات رغم أن مضمونه لا يخدم قضية quot;حزب اللهquot; والقيادة السورية في شيء؟ لتختم باستبعاد أن يكون الموقف هو فعلاً القبول بتقديم تنازل إستراتيجي في لبنان لمصلحة إيران ومشروعها في المنطقة على خلفية زعل شخصي.

وقال سياسي من قوى14 آذار/ مارس لـ quot;إيلافquot; إنه يرى الموضوع من زاوية مختلفة ، والظرف الحالي ليس للمحاسبة بل للتحضير للمرحلة المقبلة الشديدة الخطورة ، معتبرا أن المملكة العربية السعودية يهمها أولا تفادي اندلاع نزاع عنفي يرتدي طابع مواجهة بين السنة والشيعة في لبنان، وهي لن تتخلى بالطبع عن السنة الذين يشعرون اليوم بأنهم مغبونون وتعرضوا لخديعة ، وإن كان موقفها يقول بإعطاء وقت وفرصة للرئيس المكلف ميقاتي الذي لن تكون مهمته في تشكيل الحكومة سهلة على الإطلاق .

ويجمع متابعو التطورات اللبنانية على أن ميقاتي ذاهب إلى تشكيل حكومة تكنوقراط يرجح أن تكون مصغرة ، من 16 وزيرا أو أكثر قليلا، مطعمة بعدد من السياسيين نظرا إلى تشبث رئيس quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; الجنرال ميشال عون ببقاء صهره الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يصر على بقاء وزير الصحة محمد جواد خليفة في وزارة الصحة.

وتبقى هندسة الحكومة العتيدة في أي حال بيد المدير العام السابق اللواء جميل السيّد مفوضاً من quot;حزب اللهquot; والقيادة السورية اللذين يضعان في رأس أولويات الحكومة الجديدة وقف تعامل لبنان مع المحكمة الدولية والإعتراف بها ومواجهة القرار الإحتمالي المنتظر إعلانه في الأسابيع القليلة المقبلة، علماً أن هذه المسألة ستسبب بلا شك إحراجا كبيرا للرئيس ميقاتي حيال طائفته، وهو يفضل إحالتها على مجلس النواب كما اقترح رئيسه نبيه بري، فيتولى البرلمان استنادا إلى الغالبية الجديدة فيه إلغاء بروتوكول التعاون وسحب القضاة اللبنانيين ووقف مساهمة لبنان في تمويل هذه المحكمة، فضلا عن إصدار موقف ينضم إلى موقف للحكومة برفض القرار الإتهامي واعتباره صادراً عن جهة أميركية ndash; إسرائيلية في سياق السعي إلى ضرب quot;المقاومةquot;.

في المقابل عبّر الرئيس الحريري بعد لقاء الإستشارات النيابية مع الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة اليوم الخميس في البرلمان عن رفض تياره المشاركة بكلمة واحدة، إذ أجاب ردا على سؤال هل ستشاركون في الحكومة قائلاً :quot;لشو؟quot; ( لماذا؟)، بينما قال رئيس كتلة quot;المستقبلquot; الرئيس السنيورة في جواب دبلوماسي: quot;سنرىquot;.