اختفى أنطوان غوش على متن باخرة قبل وصوله الى إسبانيا، مرت أكثر من احدى عشرة سنة على الحادثة، لكن شقيقه شربل لم يهدأ حتى اليوم، لا يزال يتعلق بخيوط أمل قد تكشف عن مصير أخيه المفقود، وبكثير من الاسى يتحدث شربل عن قصة أخيه وحادثة الإختفاء، فما الذي حصل على متن تلك الباخرة؟

بيروت: يقول شربل انه بتاريخ 10 ايلول/سبتمبر من العام 1999 سافر انطوان (مواليد 1972) مع وكالة بحرية لبنانية تدعى ماري لصاحبها ابراهيم الكفوري من شكا، بهدف العمل مع هذه الوكالة، وسافر من مرفأ شكا، وبعد اسبوعين من التاريخ المذكور، فُقد على متن الباخرة في عرض البحر، وعرفوا ذلك من خلال افادات لكنها كانت متضاربة، من خلال رسائل يعتبرها شربل كاذبة، فقد وردنا اتصال هاتفي بتاريخ 6/10 من العام ذاته، من ابراهيم الكفوري يقول لنا ان انطوان غير موجود على متن الباخرة بالرغم من البحث عنه لم يجدوه، وعندما اختفى كانت الباخرة على بعد 150 متر على الرصيف قبل اسبانيا.

وبعد مرور 3 ايام من الافادة الاولى تأتينا اخرى يقول فيها الشخص ذاته، انه عند الساعة 6 صباحًا من تاريخ 7/10 ولدى عودة البحارة بعد شرائهم طعام الفطور ولدى استدعائهم انطوان لتناول الفطور لم يجدوه.

وكان هناك تضارب في الافادات دائمًا، وبعد عام من الافادة الثانية اعطى الكفوري افادة ثالثة وهي انه مع وصول الباخرة الى مرفأ اسبانيا اتصل بنا القبطان واخبرنا بفقدان انطوان عن الباخرة.

ومنذ فترة خمسة اشهر يقوم شربل بحملة لإيجاد اخيه، وفي احدى نشرات الاخبار حيث اذيع خبر فقدان اخيه قدم الكفوري افادة رابعة يقول فيها ان كل شيىء كان قانونيًا وقد وصل انطوان على المرفأ وكان يساعد العمال في عملية ارساء الباخرة.

التضارب الحاصل في الافادات أثار الشكوك لدى عائلة انطوان مما دفع بها الى المطالبة بالحصول على لائحة اسمية لتحديد هوية الاشخاص الذين كانوا موجودين على متن الباخرة، يقول شربل:quot;رفعنا دعوى منذ 3 اشهر نحمل كل المسؤولية لصاحب الشركة والقبطان لانه الملام الاول.

البحارون ال23 الذين كانوا على متن الباخرة هم من بلدان عدة يقول شربل، وطلب اسماءهم من وزير الداخلية اللبنانية وحصل عليهم، وايضًا رئيس الجمهورية اللبنانية تدخل لدعم قضيته.

يقول شربل، ما حصلنا عليه منذ اكثر من 11 عامًا هو معلومات متضاربة.

اما لماذا السكوت حتى الآن وتحريك هذا الملف مؤخرًا علمًا ان القضية عمرها اكثر من 11 عام، يقول شربل في بداية الامر هددنا صاحب الشركة برفع قضية علينا والتعويض له بمبلغ 100 الف دولار اذا ما رفعنا دعوى عليه وذلك تحت حجة انه سوف يتم حجز الباخرة وثمن لاضرار.

اما هل يتوقع ان يرى شربل اخاه من جديد؟ يجيب بحسرة:quot; اتمنى ذلك، رغم ان الامل اصبح ضعيفًا، بعدما تسلمنا ثيابه وامواله وجواز سفره، ولكن نريد ان نعرف الحقيقة.

في حال عاد اخاه ماذا سيقول له بعد اكثر من 11 عام على غيابه:quot; يقول كنت الاقرب له، كان يحب ان يأكل السمك مطبوخًا من يدي، فامي ماتت من اكثر من 30 عامًا، وكنت اهتم به وبكل متطلباته. الوالد عمره 95 عامًا، وهو ايضًا يطالب بعودة ابنه او على الاقل معرفة اين هو وما هو مصيره.

ويتابع شربل:quot; خلال التحقيق طالبنا بطلب بحث عن انطوان، وكان التحقيق مع صاحب الشركة والقبطان ومع موظف، افادة القبطان تحدثت انهم بقيوا لمدة 7 ايام يبحثون عن انطوان ولم يجدوا شيئًا، اما افادة الموظف الذي كان موجودًا فعندما سئل في لبنان هل تم التحقيق معك في اسبانيا من قبل البوليس الاسباني، يقول انه لم يتم التحقيق معه في اسبانيا ولا اعرف عما اذا حضر البوليس الاسباني الى الباخرة.

وهذا تضارب في اقوال الشهود، والملامة يقول شربل تقع على صاحب الشركة ولكن المسؤولية الكبرى على القبطان.

ويضيف شربل:quot; طالبنا البحث عن اسم انطوان غوش، فتم الحصول على اوراق من سفارة لبنان في مدريد: الموضوع فقدان البحار فادي غوش، والمفقود هو انطوان، ثم عدنا بالسؤال مجددًا فتم البحث عن اسم آخر وكان الموضوع : فقدان المواطنة انطوانيت غوش.

يحاول شربل منذ مدة تسليط الضوء على قضيته عبر الإعلام لكي تنال الإهتمام اللازم، فهل يُعرف مصير أنطوان وتنجلي الحقيقة المرة التي تؤرق عائلة لبنانية وترميها في قعر التساؤلات والحزن؟