ما كاد وزير الخارجية السعودي يتحدث عن الوضع الخطر في لبنان وعن نهاية المساعي العربية، حتى سرى في نفوس المواطنين اللبنانيين ذلك الخوف الذي عايشوه لسنوات طويلة، خوف من تأزم أمني، خوف على هذا الوطن الصغير الذي كتب له ربما ان يعيش في ظل مناكفات لا نهاية لها.

بيروت: بيروت التي تضجّ بناسها وأهلها تحمل بكثير من الخوف وعدم الراحة أحاديث غير مطمئنة لكثير من القيادات اللبنانية والخارجية، فما كاد وزير الخارجية السعودي ينطق بكلمته تجاه الوضع الخطر في لبنان، حتى سرت بلبلة في نفوس كل المواطنين في هذا البلد الصغير، فأقفرت الطرق، وحتى النوادي والمحلات التجارية، لتعود الى الأذهان صورة ماضية لشعب قدره الخوف وعدم الطمأنينة، واللافت في الموضوع ان كلا الفريقين اي 14 و8 آذار/مارس يتريث اليوم في التصريحات الخاصة ربما ترقبًا لما سيحدث في المستقبل.

وحده المواطن اللبناني عبّر لإيلاف عمّا ينتابه من خوف على المصير.

يلتفت إليّ المواطن ربيع الحلو بكثير من الغضب ليقول ان معادلة السين سين ذهبت الى غير رجعة مع إعلان وزير الخارجية السعودي ان السعودية رفعت يدها عن الوساطة العربية، أما مفاعيل سقوط المبادرة فتعني برأيه معادلة الفريقين، السعودية تتبنى فريق 14 آذار/مارس وسوريا تتبنى 8 آذار/مارس، وعندما تتفقان تستطيعان لجم العملية السياسية في لبنان وبالتالي لجم الشارع.

ويضيف:quot; يبدو ان المملكة العربية السعودية تركت المعادلة ربما بسبب ضغوطات معيّنة او لعدم وصولها إلى نتيجة ما.

عن الحديث عن إمكانية حدوث تقسيم في لبنان هل يخاف كمواطن من ذلك؟ يجيب:quot; الكلام الذي تم الحديث عنه على لسان وزير الخارجية السعودي هو عمليًا مخيف جدًا، لانه تحدث عن مبادئ تقسيم، وبانهيار أمني وعملية خطرة في لبنان، وكأن الصورة أصبحت سوداء، مع العلم ان السعودية كانت تضبط العملية والإيقاع قبل هذا التاريخ.

ويضيف ربيع:quot; اليوم أيضًا سمعنا ان الوساطة القطرية التركية انتهت مبدئيًا وبرأيه هذه الوساطة من اصلها ميتة وولادتها غير موجودة لانه لا يوجد فيها لا من السعودية ولا من سوريا، من هنا ولدت ميتة، واليوم كل من يريد ان يلعب دورًا فالمجال مفتوح لان الساحة اللبنانية خالية من كل الأدوار.

ويقول ربيع:quot; من الاساس لبنان يتأثر بالدول العربية والخارجية، لانه بالنسبة إلى الارتباطات الموجودة على الاراضي اللبنانية كل فريق مرتبط ببلد معين، وعندما تختلف البلدان في ما بينها سينعكس ذلك على الاجواء اللبنانية، ولا قرار شخصيا في لبنان وله خلفيات ومرجعيات قديمة، اما كمواطن فهو يتواصل مع قسم كبير من العالم واللبنانيين ويلاحظ ان هناك تخوفًا كبيرًا من كل الامور التي تجري، ومن كان يفكر في صرف بعض الاموال أصبح اليوم يصرف فقط من اجل الامور والحاجيات الضرورية، ولا يعرف المواطن اللبناني ما هو الاسوأ الذي يتم التحضر له.

يوسف برشا لا يفكر في هجرة لبنان في حال ساءت الاحوال الأمنية فيه ويقول لإيلاف انه شخصيًا لا يزال يؤمن بالبلد وليس بالسياسيين، وانه يومًا ما سيشهد هذا البلد خلاصًا كبيرًا، والامور غير مرتبطة باشخاص او سياسيين معينين، البلد مرتبط بالاشخاص الذين لديهم ايمانٌ به، لانه لولا ذلك لما كنا وصلنا الى هنا، وقد مررنا بظروف أقوى في حرب تموز/يوليو 2006، او حرب ال1975، او الحرب الاسرائيلية في الثمانينات، كلها امور لن تؤثر سلبًافي ما مرّ بنا سابقًا.

هل يتخوف من تحرك في الشارع بعد صدور القرار الظني؟ يقول يوسف:quot; التحركات في الشارع لن تكون حربية او بسلاح، ولكن حسب الاجواء التي أوحى بها وزير الخارجية السعودي، أرى أن كلّ شخص سيقوم بالمحافظة على منطقته، لن يكون هناك انتشار مسلح، لكن ممنوع الدخول لدى مناطق الآخرين.

فريد جمعة يرى سيناريوهات عدة يمكن تطبيقها في حال حصول أزمة أمنية في لبنان، واليوم اذا صدر قرار من المحكمة الدولية بالنسبة إلى أشخاص معينين فالدولة اللبنانية لن تستطيع جلبهم، وتأتمر الدولة اللبنانية بمجلس وزراء مجتمعًا، لا حكومة لنا، لذلك سيبقى القرار معلقًا، الى حين حصول تسوية، وبرأيه الأزمة الوزارية ستطول.

ولا تأثير للمواطن اللبناني لانه لا يعيش بتوجهات دولة بل توجهات شخصية، وكل سيقوم بوضع كونتون له من خلال تعليق الكهرباء والفوضى المرتقبة، وربما المنظمة.

ويقول فريد ان موقف السعودية قد يكون بايعاز من اميركا، في ظل التغيرات السياسية التي تحصل في كل الدول العربية، وآخرها في تونس، واذا لاحظنا خلال 24 ساعة ترك رئيس الجمهورية التونسية ولم يستقبله احد سوى السعودية، وبعدها تم اتخاذ اجراءات بمحاكمته واخذ امواله واموال اقاربه، مع العلم انه حكم تونس خلال 23 عامًا، برأيي كل الانظمة العربية اذا لم تلبّ طلبات الشعب فخلال 24 ساعة تحصل الثورة والأمر مرتبط بمصر وبالسعودية والجزائر، ويمكن القول ان كل المحيط العربي وليس لبنان فقط يقف اليوم على فوهة بركان.

لورا شختورة تنظر بكثير من الأسى الى الوضع السائد في لبنان وتسألني هل نحن في البلد أمام خطر التقسيم؟ فمنذ العام 1975 يتم الحديث عن التقسيم وكان مشروعًا اميركيًا لكيسنجر، اما هل يطبخ خارجيًا؟ اعتقد، تضيف، انه لا يمكن تطبيق التقسيم في لبنان لانّ هناك تداخلا وتشعبًّا في الموضوع فهناك مناطق فيها من كل الاديان.

وتقول:quot; اليوم الجميع خائفون، لان الوضع الامني يؤثرفي وضعنا النفسي والمعيشي، ولم نعد نشتري سوى الضروريات، وكنساء لا نخرج الى الاسواق ولا نشتري الثياب علمًا ان هناك تنزيلات ولكن من يهتم، وكذلك كلنا خففنا السهر في الليالي لان البال غير مطمئن.

لبنان بلد المفاجآت تقول، خصوصًا الظهور باللباس الاسود الذي شاهدناه لبعض العناصر منذ يومين، هل كان ذلك تنبيهًا لنا او عرض عضلات.

اما هل تفكر بهجرة لبنان اذا ساءت احواله الامنية؟ تقول لن اترك لبنان الا اذا حملونا في البواخر، صمدنا سنوات عدة، ولن اترك بلدي، انا من الجنوب لم اترك ضيعتي الا عندما اصبح الامر يشكل خطرًا على حياتي وحياة أولادي.