استطلعت (إيلاف) آراء استهدفت نخباً سعودية من المثقفين وأعضاء مجلس الشورى والكتاب والفنانين والشعراء والرياضيين وغيرهم، حول الوضع السياسي المأزوم في لبنان، وكان محور الاستطلاع يختص بالموقف السعودي الأخير حينما أعلنت المملكة quot;رفع اليدquot; عن ملف التسوية.
إيلاف: ارتكز استطلاع (إيلاف) على ثلاثة أسئلة رئيسة، وهي:
1-ما رأيك في خطوة الملك عبد الله بن عبد العزيز برفع يد السعودية عن الملف اللبناني؟
2- كيف ترى القرار وهل تشجع/ين السعودية على الانصراف الى الأقربين؟
3-هل ترى / ترين أن الحريري وحده يمثّل السنة في لبنان؟
تبين من خلال الاستطلاع الذي تنشره إيلاف كاملاً أن الغالبية اختلفت حول الموقف السعودي الأخير، ولكن الملفت كان شبه الإجماع على أن الحريري لا يمثل وحده السنة في لبنان، ولا يعتبر زعيماً سنياً في نظر الكثير منهم، فيما تأرجحت الإجابات في محيط التباين على السؤال الثاني الخاص بالانصراف للأقربين، إذ فضل كثيرون ذلك، فيما أكد آخرون أن السعودية لابد وأن تكون فاعلة في محيطها الإقليمي فضلاً عن الدولي.
quot;إيلافquot; اتصلت وتواصلت مع أكثر من 150 شخصية من كل الأطياف والتوجهات، ولكن كثيرين فضلوا عدم الخوض في الموضوع لاعتبارات كثيرة تخصهم، وكان أبرزها جواب يمكن تلخيصه بالقول quot;لا أحب السياسة ولا أفهمهاquot;.
ما رأيك في خطوة الملك عبد الله برفع يد السعودية عن الملف اللبناني؟
عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور سليمان الزايدي أوضح خلال حديثه أن تصريح الأمير سعود الفيصل الأخير الذي صحح به تفسير التصريح الأول كان واضحا، فالسعودية تقف على مسافة واحدة من الجميع وتنصح اللبنانيين على الدوام في حل المشكلة في البيت اللبناني، مضيفا أن السعودية لن تنصرف بأي حال على دعم لبنان اقتصاديا أو سياسيا ولا يمكن أن تتأخر به بل كانت القضية السابقة هي قضية مرحلة.
عضو مجلس الشورى الدكتور خضر القرشي إتفق مع زميله في الشورى في أن السعودية تدعم الشرعية اللبنانية، ورأى القرشي أن القرار حسم لأجل الاستقرار والأمن في لبنان، كون هذا الشأن هو لبناني بالدرجة الأولى.
عضو مجلس الشورى الآخر الدكتور عبدالعزيز الغرير أوضح أن هذه الخطوة هي نوع من الضغط على اللبنانيين من اجل التفاهم مع بعضهم البعض، نافيا أن يكون الرفع يعني عدم التدخل أو الاهتمام لإيجاد حل للموضوع المهدد للمنطقة بأكملها كما أن انسحاب المملكة ومصر سيجعل سوريا ترضخ لإيران على حد توقعه.
الأكاديمي وعضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور محمد آل زلفة أوضح أن الانسحاب السعودي من لبنان غير صحيح، بل هو يئس من الاستمرار في الوساطة مع الطرف السوري الذي كان محبطا للحكومة السعودية للوصول إلى حل في كافة القضايا ذات الشأن اللبناني.
وأشار آل زلفة إلى أن السعودية تتدخل في الحل لأزمات لبنان لحرصها عليه وعلى الأمن القومي العربي، معتبرا أن السعودية هي الأساس في حل كافة الأزمات اللبنانية عكس ما تفعله إيران التي تحرك حزب الله تجاه لبنان للثأر منه خصوصا بعد اغتيال رفيق الحريري على حد وصفه.
بدوره، أعتبر عضو مجلس الشورى الأسبق أحمد التركي أن قرار السعودية كان صائبا لأنه من الواضح أن هناك فئة تنهر بأمر خارجي قد يكون إقليمي لكنه يضر لبنان وشعبه المكون من جماعات وأحزاب، ورأى التركي أن لبنان أشبه بالمستنقع السياسي، وأوضح أن معاملة سوريا مع السعودية غير لائقة، ومعاملة حزب الله مع إيران تجعلنا نتأكد بأنهم ليسوا أهلاً للمواثيق الآن.
المحلل السياسي الدكتور زهير الحارثي أوضح أن شخصية الملك تحديدا تتمثل في معادلة الوضوح والصراحة والشفافية، مفيدا أن توجه الملك لدعم القضية اللبنانية يستند على نقطة مهمة هو لا يدع نفسه ولا شعبه ولا الشعوب. ورأى الحارثي أن الملك حين علم أن المهمة وصلت إلى طريق مسدود كان صريح وواضح حيث ذكر أن الطريق وصل لطريق مسدود بمعنى أن هناك من يعرقل هذه العملية.
نائب رئيس تحرير جريدة عكاظ الدكتور خالد الفرم أوضح أن الموقف جاء بعد عدم جدية الأطراف اللبنانية، مؤكدا أن السعودية لن تستطيع أن تفرض الاستقرار إذا كان أبناء الأرض محركين لهذه الأزمة، واعتبر الفرم أن لبنان استنزف الجهد السعودي على حساب ملفات وقضايا أخرى.
أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالرحمن السلطان أوضح أن المملكة أولت موضوع لبنان اهتماما غير عادي الفترة الماضية وكثرت المحاولات حتى وجدت كل هذه الجهود لم تحقق المطلوب، ومن الأفضل للجهات المعنية بالقضية أن تحاول حل إشكاليتها بنفسهاـ معتبرا أن الانسحاب ربما يجعل اللبنانيين يقفون أمام واقعهم وجها لوجه ويحاولون حل مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل خارجي.
وفي الوقت الذي أكد وبارك الخطوة الدكتور السلطان معتبرا أن الحل بيد اللبنانيين، ذكر المحاضر بجامعة الملك سعود الأستاذ عادل المكينزي أنه ليؤيد هذه الخطوة والإعلان السعودي لرفع اليد عن لبنان.
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية الأسبق سليمان العقيلي قال إن القرار السعودي صدر لعدم تعاون سوري في هذه القضية وهي الشريك السياسي لها لدعم استقرار لبنان، وإعتبر أن الملك قرر ذلك بعد أن رأى أنه لا يوجد ما يدعم التوجهات السعودية داخل القضية اللبنانية، موضحا أن حزب الله كذلك يريد أن يضع حكومة مصبوغة بلونه الأمر الذي يعكس توجهات الحكومة الائتلافية.
الإعلامي عبدالله القبيع وصف خلال حديثه مع ايلاف، العلاقة السعودية اللبنانية بعلاقة وطن واحد، لكن السعودية أعلنت القرار في ظل تمادي البعض في استغلال ما وصفه القبيع بالطيبة السعودية، معتبرا أن تصحيح الأمير سعود لتصريحه الذي فهم بالخطأ هو تأكيد على الوقوف السعودي الى جانب لبنان ليخرج من مأزق الأزمات.
مدير تحرير الشؤون السياسية بجريدة الرياض سالم الغامدي اكد ان قرار الملك عبدالله نص على رفع يد المملكة عن الوساطة التي تتشارك فيها مع سوريا لحل الازمة اللبنانية، في هذا الشأن فقط، وكما جاء على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وليس عن مساندة لبنان والوقوف معه من اجل أمنه واستقراره، واوضح انه جزء من الجسد العربي الذي تحرص المملكة على تعافيه وعلى بقائه سليما معافى.
وأضاف الغامدي أن قرار المملكة برفع يدها عن ملف الوساطة بعد ما ثبت لديها تهرب وعدم إخلاص بعض الأطراف المعنية مباشرة بتحقيق نتائج ايجابية تنهي نقاط الخلاف والاختلاف الذي فرق بين الأشقاء وادخل لبنان في دوامة جديدة من الصراع الطائفي الذي لن تكون عواقبه حميدة على لبنان كوطن ومواطنين. وأشار إلى أنه بعد سنوات طويلة من المساندة السعودية والدعم المستمر لم تجد المملكة أي حماس أو إخلاص من بعض الزعامات اللبنانية تجاه وطنها ومواطنيها، والمملكة اكدت عبر حديث الأمير سعود أنها ستظل كما كانت دائما داعمة ومؤيدة للشرعية اللبنانية من اجل استقرار وامن لبنان.
بدوره، اوضح الكاتب حمد الباهلي خلال حديثه quot;لإيلافquot; أن قرار الملك عبد الله برفع يد السعودية عن الملف اللبناني لا يعني رفع يد السعودية عن لبنان، بل هو رفع اليد عن ملف بعينه وتحديداً تلك المساعي السعودية السورية المعروفة باتفاق (س . س) لمساعدة اللبنانيين في الخروج من الأزمة. ورأى الباهلي أن هذا الملف جرى القفز عليه من خلال التحرك القطري التركي السوري. هذا التحرك جاء وكأنه يمثل مبادرة قطرية، إن نجحت جيرت لأصحابها، وإن فشلت ألصق فشلها بالمسعى السعودي ndash; السوري.
كما إعتبر الباهلي أن رفع اليد جاء ليضع الأمور في نصابها ولتحمل كل طرف مسؤوليته وهذا لا يعني عدم التواصل مع كل الأطراف للمساعدة في الوصول إلى حل توافقي يقوم على أولوية لبنان على كل ما عداه من هموم إقليمية أو دولية.
الإعلامي بدر الشريف أوضح أن هذه الخطوة من الحكومة السعودية كانت بمثابة صدمة للتيار السني اللبناني والأوساط السياسية كاملة، مضيفا أن هذا القرار أتى في وقت تشبع فيه أحزاب الشارع اللبناني بالفكر الإيراني المسيطر على حزب الله، وامتد لبقية الفصائل والأحزاب المعارضة، معتبرا أن ما حصل ليس تجرد من السعودية حكومة أو شعباً عن إخوانهم السنة في لبنان إلا أن الغموض الذي اكتنف المحكمة الدولية في مسار التحقيق المختص بمقتل الرئيس الاسبق رفيق الحريري كان من أهم الأسباب التي دفعت السعودية لرفع يدها في ظل عدد عديد من التداعيات التي طرأت مؤخراً على المشهد اللبناني على حد وصفه.
بدوره، قال الكاتب السعودي عبدالله العلمي إن إيضاح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل يكفي على أن السعودية أوقفت الوساطة مع سوريا بشأن لبنان، وأن موقف المملكة سيظل مؤيدا للشرعية اللبنانية باعتباره الأساس لاستقرار لبنان وحفظ أمنه وسلامته، مضيفا أن السعودية ما زالت مستمرة بتأييدها للأغلبية النيابية في لبنان.
الكاتب السياسي محمد العثيم أوضح ورأى استحالة انسحاب السعودية من التزاماتها العربية تجاه لبنان، موضحا أن هنالك أصوات خارجية معروفة لها هدف بخلط أوراق العلاقات العربية تتمنى ذلك وخطفت الكلام وروجت له بهذا المفهوم.
واعتبر العثيم أن السعودية لها دور في خلق الاستقرار العربي ولبنان من بينها، التي لم يُعرف تخلي المملكة عن تعهداتها ومنها تعهدات تبادل اقتصادي وتعليمي وخبرة وغير ذلك مما تتعاهد عليه الدول العربية الشقيقة. مضيفا أنه يبقى أن نعرف من يأتي للبنان بالسلاح والدمار ومن يدعو للسلام والاستقرار، معتبرا أن القوى العابثة معروفة وهي من يتمنى التفرد بلبنان لتفريقه وتقسيمه، وأشار العثيم إلى أن الوضع خطير كما قال وزير الخارجية الأمير سعود وهذا الكلام يمكن أن نفسره أن لبنان قد ينتهي إذا انتصرت الفرقة وقوى الشر والحرب.
الإعلامي عبدالله القبيع أوضح في هذا الشأن أن الدور القيادي للسعودية يلزمها بأن تقف مع الدول كافة العربية الشقيقة والصديقة، أما من الداخل فهنالك وزرائها الذين لابد وان يحاسبوا حال التقصير في تقديم الخدمات والمتطلبات للمواطنين محليا.
الكاتب يحيى الأمير أوضح خلال حديثه أن الخطوة السعودية رأت أن قرار رفع اليد عن الوساطة لحل أزمة لبنان ذلك هو الوسيلة الأنسب للتعامل مع الوضع اللبناني، الذي ليس له أي موقف يوحي بالتخلي عن لبنان، معتبرا أن أزمة لبنان ليست سياسية بل هو بلد تتحرك به أحزاب ذات صلة إقليمية خصوصا حزب الله الذي يعتبر الذراع لإيران في المنطقة.
المخرج السعودي حمود الشمري قال لا أخفي أنه فور سماعي للخبر هرولت إلى صفحتي على فايسبوك لأعلن فرحتي العارمة بهذا الخبر وعبرت عن فرحتي الكبيرة بهذا القرار الحكيم.
الكاتب والروائي السعودي عبده خال قال في إجابته عن السؤال أن لكل دولة استراتجيات سياسية، هذه الاستراتجيات يتم مراجعتها وفق الظرفية العالمية، مما يقود الدول لتبني سياسات قد تبدو للوهلة الأولى أنها متناقضة إلا أن المسير لأي سياسة هي المصلحة الوطنية وهي بهذا تذهب دائما صوب مصالحها بغض النظر عن المثاليات والشعارات المرفوعة.
ورأى خال أن لبنان ملعب سياسي كبير لقوى عالمية مختلفة لكنه لا يتصور أن ترفع السعودية يدها عن الملف اللبناني على المدى الطويل، كون اللاعبون الآخرون سوف يستغلون الفراغ الذي تتركه في تعزيز قواهم على حساب مصالحها الوطنية. وإعتبر خال أن قرار رفع المملكة يدها من الملف اللبناني هو قرار سياسي ينهج نهج المصلحة الوطنية آنيا لكنه لن يكون طويل المدى، فالسياسة فعل متغير لايرتهن لثبات.
وأكد الشاعر والكاتب السعودي طلال حمزة أن الوضع في لبنان خطير والطريق الى لبنان شائك والسعودية ومن خلال خبرتها الفريدة و موقعها المميز على الخارطة السياسية في المنطقة تعرف ذلك جيداً الا ان قرار رفع اليد الذي صرح به وزير الخارجية السعودي يصيب المتابع للملف السعودي في لبنان بالدهشة فالامر في لبنان جد خطير والانسحاب السعودي من لبنان في هذا الوقت قد يكون مكلفاً على الصعيد السياسي كما أن البقاء في لبنان مكلف، فلبنان بلد مفتوح على البحر كما هو مفتوح دائماً على جميع الاحتمالات.
الكاتب خالد الفاضلي أوضح خلال حديثه أن غالبية المتابعين لظاهرة quot;حرب الآخرين على ارض لبنانquot; أن السعودية حاملة لسيف التيار السني هناك، وأن الحريري منفرد بشرف الجهاد، لكن قراءة حياة لبنان ما قبل السنة الخامسة والسبعين من القرن الماضي تأتي بالأتي، السنة في لبنان متعددة السيوف، والتواجد السعودي كان ولا يزال لإنقاذ بيروت من حرب شوارع دامت ربع قرن دون أهداف تتجاوز سقيا الأرض بدماء أبرياء.
وأشار الفاضلي الى أنه يصعب الارتكان في حرب شوارع قادمة إلى تبرير أنها نتيجة حرمان طائفة من السجود إلى ربها، أو أن قرية quot;شبعاء quot; حبلى بصلاح دين جديد ، فلا القدس عائدة من بوابة لبنان، ولا خادم الحرمين يبحث عن حرم ثالث، بينما إيران و أن صنع لها حزب الله مقاطعة مستقلة ستكون عاجزة عن تحويلها إلى قاعدة عسكرية متقدمة، فعرش الملالي تأكله دودة الأرض ونحو سقوط يردد بعده شعب إيران لو كنا نعلم ما لبثنا quot; في عذاب مهينquot; .
واعتبر الفاضلي أن سوريا تركض إلى الثأر من تحقير عالمي أصابها ساعة إعلانها اضطراراً إلى تأجيل quot;حلم سوريا الكبرى quot; القائم لمنع quot;حلم إسرائيل الكبرى quot; بينما نظريات حزب البعث تحاول النهوض بعد سقوط بغداد، فلا تزال سوريا quot;قطر يتيم quot; يبحث عن أخ جديد حتى و إن تمت ولادته من رحم حرب.
عضو مجلس الشورى سليمان الزايدي قال أن السعودية تقوم بواجباتها بشكل متوازن مع التنمية الداخلية، وهي لا تغلب أي طرف خارجي على المصلحة الوطنية وهو ما تؤكد عليه كافة الخطط والكلمات والرؤى الملكية.
عضو مجلس الشورى الدكتور خضر القرشي أوضح أن المملكة تنفق على جميع الدول وهي محليا تقوم بدورها وفق التزامات ولا تجلس في الظل على حد وصفه، وأضاف أن الدور القيادي للسعودية جعلها أحد الدول الكبرى الاقتصادية العشرين التي جعلتها بعيدا عن الانعزال.
عضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور محمد آل زلفة أوضح أن السعودية عليها مسئولية كبرى مع الدول العربية الأخرى ولبنان على رأسها، أما الشأن المحلي على وصف آل زلفة فهو يلقى الاهتمام الحكومي الذي لا يحتاج إلى الوصف.
عضو مجلس الشورى الأسبق أحمد التركي رأى أن السعودية لم ولن تدخل بشئون أي دولة الداخلية بأي شكلاً فهي الدولة القريبة البعيدة معاً، فالسعودية تكثف جهودها لجميع الأقربين وتعتبر اليمن أيضا الحديقة الخماسية للسعودية وتدعم اقتصادها على حد وصفه.
مدير تحرير الشئون السياسية بجريدة الرياض سالم الغامدي أوضح أن المملكة ترى أن كل العرب والمسلمين من الأقربين, ولبنان جزء من العالم العربي, يؤثر ويتأثر بما يجري في المنطقة، والوقوف مع لبنان من قبل جميع العرب واجب قومي من اجل المحافظة على لبنان وعلى بقية الوطن العربي في مواجهة الأطماع المحيطة سواء من إسرائيل أو سواها.
عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين أوضحت خلال حديثها أن المملكة لم تتخلى ولن تتخلى عن لبنان بل هي داعمة لمواقفها وقريبة منها بما يحقق المصلحة العامة للبنان. نافية أن تكون لحزب الله أي صلة باغتيال رفيق الحريري أو المساهمة بذلك على وصفها، متهمة الدكتورة سهيلة زين العابدين إسرائيل وأميركا بالتخطيط لجر لبنان وحزب الله إلى إلصاق تهمة الاغتيال بها.
نائب رئيس التحرير المساعد في صحيفة الحياة طلال آل الشيخ قال إن السعودية لم ترفع يدها عن لبنان بل رفعت يدها عن التسوية السعودية- السورية بسبب إسقاط المعارضة حكومة الحريري قبل التوصل إلى حل لمشكلة لبنان.
وقالت الكاتبة والصحافية السعودية أميرة المالكي إن رفع اليد عن الوساطة ، لا يعني بالضرورة رفع اليد عن كل ما يخص لبنان، وربما ما ننتظر الحديث عنه هو الشيء الآخر الذي ليس مطروحاً حالياً، وهو بذاته ما نحب أن نعرف عنه .. لأجلنا كمجتمع ، ومواطنين، ومحبين لأرضنا ، وراغبين بأن يكون الأقربون أولى بكل المعروف في وقتنا الحالي، الذي نحتاج فيه أن يكتمل جسدنا، وقوته المالية، والتقنية، ضد الأرهاب والفقر والكوارث الطبيعية.
ومما لا شك فيه هي خطوة تجعلنا نبحث أكثر عن الأسباب، ونتكهن بما قد يكون .. الفراغ الذي سيتركه التواجد السعودي لن يكون صغيراً، وبكل تأكيد سيؤول الأمر إلى مفترق، ويحدث فارق كبير. وتتابع quot;هل من ارتياح للقرار وهو صادر من السلطة العليا..! برأيي الأغلب منا يترقب دون أي مشاعر ايجابية كبيرة ولا حتى سلبية، الترقب وحده يجعلنا نقول quot; خير إن شاء الله quot; ربما هناك أمنيات بشكل آخر لكيفية رفع اليد ليس أكثر quot;.
الكاتب والمفكر شتيوي الغيثي أوضح خلال حديثه أن قرار رفع اليد عن مشاكل لبنان كانت تقتضيها المصلحة الوطنية للبنان؛ إذ مهما فعلت السعودية مع الفرقاء في لبنان فإن حل لبنان هو بيد اللبنانيين أنفسهم، مشيرا إلى أن الوساطة التي تحاولها السعودية منذ سنوات لم تؤت ثمارها لدى المتنازعين، السعودية لو وقفت في صف أحد دون أحد فإنها سوف تدخل في وضع محرج مع الآخرين ومع الكثير من دول المنطقة في الوقت التي كانت تريد الصلح.
واعتبر الغيثي أن لبنان بلد أقرب إلى كعكة مقسمة بين أكثر من دولة والأحزاب اللبنانية لها مصالحها التي تحاول أن تفرضها على الواقع اللبناني والدخول في معترك، ورأى أن ذلك سوف يضر باستقرار السياسة الخارجية التي كانت تتسم بالاعتدال مما كان ضروريا أن ترفع السعودية يدها من لبنان لأنه وضع يمكن أن يضر بسمعة السعودية ومصالحها مع دول الجوار، وهي التي كانت تحول مصالحة الأمر فيما سبق.
الكاتب السعودي الدكتور عبدالله اللحيدان أوضح أن القرار السعودي برفع اليد يعتبر سليما، حيث أن بعض الأطراف لم تتعاون ولم تقبل بالحلول التوافقية التي رعتها السعودية بمشاركة سورية.
الكاتبة حصة آل الشيخ امتدحت في مستهل حديثها الخطوة السعودية في رفع اليد عن حل الأزمة اللبنانية، مطالبة بتكريس كل الاهتمام نحو الداخل، وأشارت الى أن هنالك العديد من القضايا التي تحتاج التدخل الحكومي، ورأت أن الوطن هو الأساس بعيدا عن الدعم الذي تتلقاه هذه الدول التي غالبا ما تنقض اتفاقياتها التي تعلنها أمام الملك.
الإعلامي السعودي محمد الشيخ أكد أن السعودية تدعم الشرعية اللبنانية وعليه فإن هنالك مستجدات على ساحة لبنان، فاللبنانيون قادمون لتشكيل حكومة جديدة وسيكون موقف السعودية ثابتا ومعروفا ويؤكد ذلك، ورأى الشيخ أن السعودية تقف مع الصالح العام لاستقرار لبنان.
المدون والناشط فؤاد الفرحان امتدح بدوره القرار السعودي في رفع اليد مرحليا عن لبنان خصوصا وأنه يأتي قبل صدور القرار الإتهامي، وأضاف الفرحان أن أرض لبنان هي أرض معارك ووجود حزب الله له اليد الكبرى في خلق الأزمات التي تأتيه بمساعدة من الداعم الأكبر له إيران.
الكاتب الاقتصادي السعودي جمال بنون بارك القرار وقال إنه كان قرارا صائبا وحكيما، خاصة المستنفعين من هذه الخلافات قد كثر عددهم فكان من الواجب ان تنسحب، ولعل تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وضع النقاط على الحروف، وهو ان السعودية رفعت يدها من ملف القضية إلا أنها لم ترفع يدها من دعم لسيادة لبنان، وأعتبر ان موازين اللعبة تغيرت وتبدلت موضحا أن الدبلوماسية السعودية أنهكها التعب في هذه القضية وتحتاج إلى دماء جديدة تتفاعل مع المتغيرات على حد وصفه.
عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم مصلح آل مسلم أوضح خلال حديثه أنه مع أي خطوة يخطوها الملك عبدالله بن عبدالعزيز كونه الرجل الأول في العالم العربي مكانة وتعاملا، معتبرا انه لم يقم بالخطوة إلا وهو على دراية بما يقوم به.
المخرج والمنتج السعودي عامر الحمود قال إن الخطوة السعودية خطوة عظيمة، معلنا تأييده للقيادة السعودية في كل توجهاتها.
الفنان السعودي حبيب الحبيب قال في مستهل حديثه إنه يثق كثيرا بقيادتنا ومؤمن إيمانا تاما انه لا يوجد قرار اتخذه العاهل السعودي إلا بعد أن أخد كل الدراسة بشكل جيد يسعى فيه دوما لما هو في صالح الشعب والعالم العربي، معلنا تضامنه مع القرار وأنه سيكون له الأثر للصالح العام.
اللاعب الدولي السعودي راشد الرهيب أوضح أن ثقته بالعاهل السعودي كبيرة مضيفا أنه وزملاءه جنوده ومعه في أي خطوة أو قرار، فهو رجل سياسي من الدرجة الأولى ولم يخط هذه الخطوة إلا لسبب مقنع.
المهندس المعماري وصاحب أحد أكبر المكاتب الهندسية بمدينة جدة سعود الدلبحي قال في معرض إجابته عن السؤال إن قرار السعودية في الانسحاب صائب وحكيم وموفق، صحيح أن لبنان جزء من العالم العربي الذي لا يستثنى، رافضا التركيز على شخصية دون غيرها كما يحدث الآن مع رئيس الوزراء سعد الحريري صاحب الشخصية المزدوجة كما وصفه.
الصحافي السعودي أحمد السهيمي قال أعتقد أن الموقف السعودي من الملف اللبناني لم يتغير بشكل جذري، الذي تغير هي الطريقة التي ستدعم بها السعودية لبنان لتكون أقل عمقا مما اعتدنا عليه في السنوات الماضية..
وأهمية المشاركة السعودية وعمقها يحددها السياسيون اللبنانيون أنفسهم من خلال احترام المبادرات السعودية التي تهدف دائما لجمع الكلمة وتوحيد الصف اللبناني ومن ثم العربي..
وقال عضو الشورى مازن بليله إن موقف المملكة من الملف اللبناني فهم بغير قصد وقد حاولت الخارجية السعودية توضيح ذلك للرأي العام عدة مرات موضحا أن المقصود هو رفع يد الوساطة في إصلاح الأوضاع بين الأطراف المختلفة في لبنان ودول الجوار وعلى رأسها سوريا مؤكدا أن موقف المملكة تجاه القضايا العربية والإسلامية موقف ثابت لا نستطيع أن تنسلخ عنه أو نحيد عنه لأن المملكة تمثل ثقل عربي ودولي يترتب عليه العديد من المسؤوليات للدول الجوار واتجاه الدول العربية والإسلامية مشيرا إلى أن اختيار المملكة ضمن دول العشرين الدولية يؤكد ثقة العالم والدول الأجنبية في مواقف المملكة الثابتة وقدرتها على أن تكون لاعب رئيسي في الاستقرار والثوابت في المنطقة ولذلك القاعدة التي تقوم عليها الأحزاب في لبنان تقوم على اتفاقية الطائف التي تمت في المملكة وبمباركه منها لذلك مواقف المملكة ثابتة وهي رفعت يدها عن الوساطة الحالية حتى تتضح الصورة بشكل اكبر من قبل الأطراف المتطاحنة إلى حل وسط من خلال تنازل من الطرفين مضيفا ان الأمير سعود الفيصل أوضح ان لبنان يمثل قمة التوافق العربي حيث يوجد العديد من الأحزاب والتيارات المختلفة مؤكدا على أهمية دور لبنان الرئيسي والمحوري في استقرار المنطقة.
الفنان راشد الشمراني أكد أن الكواليس مليئة بمعلومات واحداث مهمة جدا أهم من الظاهر على السطح، ويضيف فبالتالي أي تحليل على السطح هو محاولة عبثية للتعامل مع القشور، إنما الحقائق موجودة في الكواليس فمن أولى ترك تحليل القشور.
تقول الأكاديمية والكاتبة هيا المنيع quot; بداية علينا كسعوديين ان نحمد الله على سلامة الوالد عبدالله ...اتصور اننا نحتاج كثيرا ان نرفع يدنا عن الكثير من القضايا العربية والاسلامية وان نعود اكثر للداخل فنحن نمر بمرحلة تحولات نوعية مهمة ...انشغالنا باي شكل بالهم العربي استنزف الكثير من جهدنا ومالنا دون ان تتحقق الاهداف....املك قناعة ان الاهتمام بالشان الداخلي اكثر بات ضرورة، مع ملاحظة ان طبيعة مكانة المملكة العربية السعودية الاسلامية والعربية قد يكون دافعا لاحتوائها بعض القضايا العربية والاسلامية ولكن المهم ان لايكون الاهتمام اشبه بالزواج الكاثلوكيي بل وفق جدولة زمنية محددة مسبقا تلزم الطرف الاخر بالعمل وانتشال نفسه من واقعة السيئ استمرارية الاحتواء حولت البعض لمجموعة من السلبيين والمنتظرين للحلول الجاهزة بكل تبعاتها السياسية والمالية. من هنا اتصور ان رفع المملكة يدها من الشان اللبناني خطوة تحسب للملك عبداللهquot;.
فيما قال عضو مجلس الشورى، واستاذ العلوم السياسية الدكتور صدقه يحى فاضل إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين اعلنت انها تدعم لبنان، شعبا وارضا ، وتدعم استقلاله ووحدته ورفاهه، وتقف دائما معه. ولكنها، نظرا للوصول الى طريق مسدود ، ترى ان رفع يدها عن الوساطة في الازمة السياسية اللبنانية الحالية ، والتي نامل ان لا تتفاقم ... لتصل الى حرب اهلية - لا سمح الله ويضيف د. صدقه قائلا.. يبدو ان الاخوة قادة لبنان - او بعضهم - وبدعم من قوى خارج لبنان يسعون الى تصعيد الازمة الحالية ( ازمة المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريرى ) دون النظر الى المصلحة الحقيقية للشعب اللبناني . وهذا ما قد يؤدي الى شلل البلاد ، وعدم وجود حكومة وطنية تسير الامور فيه وتحفظ لها الامن والاستقرار . واضاف quot;نشر القرار الظني للمحكمة وتبين ان عناصر من quot; حزب الله quot; كانت ضالعة فى هذا الاغتيال ، فان هذه العناصر يجب ان تحاكم ... دون اعتبار انها تمثل الطائفة الشيعية اللبنانية. هكذا يجب ان تسير الامور العامة في الدولة الحديثة. اما الطائفية والمذهبية التي تسود في لبنان فانها لن تجلب للبنان اي خير او استقرار واعتقد ان سعد الحريري - السياسي الغض - لا يمثل غالبية الطائفة السنية فى لبنان. وعلى اي حال ، ارى ضرورة الغاء الطائفية وتاسيس دولة عصرية بالمفهوم السياسي العالمي المعاصر ان كان اللبنانيون يريدون خلق دولة تضمهم جميعا ... ولا تنفجر بهم من حين لاخر كما يحصل الان؟quot;.
الكاتب حمد الباهلي قال أن القرار لا يشكل منعطف في الأولويات التي يقودها الملك عبد الله في علاقة المسئوليات الداخلية بالمسئوليات الخارجية للسياسة السعودية وإنما يعالج مشكلة بعينها . معتبرا الباهلي أن الملك عبد الله لا يزال يواصل تقديم هموم الداخل على ما سواها من خلال استمراره في دفع عجلة الإصلاح الشامل قدماً والاهتمام بقضايا الناس والظروف الصعبة التي يمر بها العديد منهم.
بدوره ذكر الكاتب عبدالله العلمي أوضح أنه من الايجابي أن توازن كل دولة بين مسئولياتها داخلياً اتجاه شعبها وخاصة بما يتعلق بالأمور الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية من جهة، وبين حرصها على أن يكون لها ثقلاً سياسياً اقليمياً ودولياً من جهة أخرى.
وأوضح العلمي أن لدينا مشاكل تنموية تتطلب اهتماماً عاجلاً وحلولاً جذرية مثل البطالة والفقر والتعليم والصحة إضافة طبعاً لمكافحة الإرهاب. أما إقليميا فالسعودية تحرص على المحافظة على الأمن والسلام في الدول المجاورة مثل اليمن وفلسطين المحتلة والعراق والسودان ولبنان ومعالجة الاحتقان بين الدول العربية وحل مشاكل صراع النفوذ العسكري أو الأيديولوجي. أما دولياً فالسعودية تعمل على أن تحافظ على مركزها وأن يكون لها حضورا سياسيا واقتصاديا فاعلاً.
الكاتب يحيى الأمير أوضح أن الثقل السياسي للحكومة السعودية يحتم عليها الاهتمام بالقضايا التي توجد في المحور الشرق أوسطي والعربي، رافضا كل الدعوات الشعبية لأنها تقوم على العاطفة دون الأسس العلمية.
وأكد الشاعر والكاتب السعودي طلال حمزة قائلاً من جهتي أزعم ان الانسحاب لو حدث لن يكون بهذه السرعة ولا بهذه السهولة التي قد يتخيلها البعض فإذا كان مجرد (خبر ) الانسحاب السعودي من لبنان أحدث كل هذا الدوّي في المنطقة فكيف ستكون نتيجة الإنسحاب على لبنان والمنطقة يا ترى؟
في حالة الانسحاب فان أقل ما يمكن للمتابع أن يتخيله هو أن لوحة الفسيفساء اللبنانية المتشابكة الألوان ستتحول إلى اللون الواحد والذي سيكون اسوداً حتى من وجهة نظر أكثر المتفائلين.
أما عن انصراف المملكة الى الأقربين فهذا أمر كلنا نشجعه ونتمناه بشدة، واجزم انه الآن أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى ولكني أقول: إن هذا أمر مستقل لا علاقة له بالشأن اللبناني البتة فهذه أشبه بخطوط متوازية يمكن لها أن تسير دون أن تصطدم فهي وان تقاطعت ستتقاطع حتماً بانسجام.
الكاتب والروائي السعودي عبده خال أوضح أن كل المساعدات التي تقدمها الدول هي مساعدات تقف خلفها مصالح وطنية يرغب السياسي في الحصول عليها، وإن لم تكن مصالح مباشرة فهي بذلك الفعل تبحث عن دور عالمي. مضيفا أن القوة السياسية المؤثرة ليست حصرا على القوة العسكرية بل على بقية القوى الأخرى كالاقتصاد والإعلام والقوى البشرية (في جميع طاقاتها) ورأى أن هنالك دول توجد نفسها كقوة عالمية مؤثرة بما تمتلكه من مصادر تلك القوى.
واعتبر عبده خال أن السعودية تستخدم قوتها الاقتصادية في تواجدها العالمي وليس من المعقول أن تتخلى عن قوتها هذه مقابل الأقربين او البعدين، هي دولة تلعب سياسة ،واللاعب السياسي عليه أن ينظر للبعيد جدا وفق المتغير الاستراتيجي الدولي .
نائب رئيس التحرير المساعد في صحيفة الحياة طلال آل الشيخقال :quot; أرى أن تنصرف السعودية إلى الدول الأكثر تأثيراً على الداخل السعودي من لبنان، مثل العراق التي ترتبط معها السعودية بحدود طولها نحو 700 كيلومتر مربع وإلى اليمن التي نشاركها هموم الإرهاب ونرتبط معها بحدود طولها أكثر من 1000 كيلومتر ، كما أن من الأفضل للسعودية أن تلتفت للداخل وأن يكون إن أرادت البقاء في لبنان لديها حلفاء أقوياء قادرون على مواجهة حزب الله وحلفائه quot;.
الكاتب والمفكر شتيوي الغيثي قال أنه في كافة الدول هناك مساعدات دولية متبادلة، وليس غريبا أن تساعد دولةٌ دولةً أخرى لتقوم وتستقر، لكن هذا لا يكون على حساب الدولة المساعدة لأن الأولوية هي للداخل قبل الخارج، لكن المسألة هي في أن استقرر الخارج هو استقرار للداخل، لذلك إذا كان قرر السعودية هو من صالح لبنان والداخل السعودي، وهذا ما يبدو عليه الأمر ظاهرياً، فإن القرار جاء في وقته.
في هذا الشأن أوضح الكاتب السياسي الدكتور عبدالله اللحيدان انه لا تعارض في ما تقدمه الدولة للدول العربية الأخرى وما يقدم على الشأن المحلي، حيث رأى أن الأجهزة المحلية تقوم بعملها على أكمل وجه على حد وصفه، مفيدا أن هذه الأعمال الخارجية مهمة لسمعة البلد الذي يمثل ثقلا اقتصاديا وسياسيا على المستوى الدولي.
المخرج التلفزيوني حمود الشمري قال بالطبع أشجعها على هذا القرار ولا أشجعها بالانصراف إلى الأقربين فحسب إذا قد يفهم بالأقربين الدول الأكثر قرباً والتصاقاً بالمملكة، ولكني أشجعها على الانصراف إلى الداخل فقد أسهمت بما فيه الكفاية بالخارج وأدت دورها على أكمل وجه بل وتعدت الدور المنتظر منها ، وقد آن الأوان للاهتمام ببناء الإنسان السعودي وبنيته التحتية والالتفات إليه بجدية وإخلاص وكفاها إيثاراً للغير وإهمالا لذاتها ، فنسبة البطالة والفقر والعوز داخل المملكة في تزايد للأسف ومشاريع دعمها لدول العالم المختلفة أيضا في تزايد و (الأقربون أولى بالمعروف).
الإعلامي بدر الشريف أوضح أنه لا يوجد أثر عكسي كبير من القرار الصادر عن السعودية فهي لم تفلت الحبل السياسي والاقتصادي كاملاً ولم تقطع العلاقات مع لبنان إنما هي أرخت الحبال السياسية قليلاً، ولازال بإمكانها شدها خصوصاً أن السعودية تعتبر أكبر دولة داعمة للاقتصاد اللبناني ولن تفرط بمكانتها لدى الحكومة اللبنانية أو الشارع اللبناني بشكل عام.
الإعلامي السعودي محمد الشيخ قال أن السعودية هي القلب النابض والضلع الثابت لكافة القضايا وهي تقف داعمة بالمال والمواقف خصوصا وأن دورها العربي يحمل الكثير من الثقة لدى الساحة العربية كافة على حد قوله.
المدون والناشط السعودي فؤاد الفرحان رأى أن النظر في الملفات الداخلية هو الأهم في الفترة المقبلة، أكثر مما كان عليه الاهتمام بالملف اللبناني الذي أخذ الجهد والمال على حساب قضايا محلية أكثر حساسية من لبنان التي لا تصل للسعودية بأية صلة استراتيجيا. مشيرا إلى أن مصير لبنان أصبح معروفا والاستمرار فيه يقود للفشل.
بالطبع لا أشجع انصراف المملكة إلى الأقربين كسياسة عامة، وهي السياسة المتبعة في البلاد أصلا، إذ أن الروابط السياسية في العالم الجديد، تتطلب توسيع دوائر العلاقات بدلا من التقوقع، خاصة وأن مصالح العالم العربي تتشابه وتتحد في نقاط كثيرة، وأي اهتزاز سياسي في لبنان سيؤثر على الدول المجاورة له، وهي سلسلة متصلة، فالتفات الدول العربية عن المشكلة اللبنانية قد يكون لها عواقب أمنية وسياسية كبيرة، بحكم موقع لبنان بين الدول العربية، وتعقيدات الصراع السياسي فيها، وارتباطه بسوريا التي تربطها حدود مع السعودية.
الأكاديمية والكاتبة هيا المنيع قالت إن انشغالنا بأي شكل بالهم العربي استنزف الكثير من جهدنا ومالنا دون أن تتحقق الأهداف، أملك قناعة أن الاهتمام بالشأن الداخلي أكثر بات ضرورة ,مع ملاحظة أن طبيعة و مكانة المملكة العربية السعودية الإسلامية والعربية قد يكون دافعا لاحتوائها بعض قضاياها، ولكن المهم أن لا يكون الاهتمام أشبه بالزواج الكاثيلوكي بل وفق جدولة زمنية محددة مسبقا تلزم الطرف الآخر بالعمل وانتشال نفسه من واقعه السيئ.
استمرارية الاحتواء حولت البعض لمجموعه من السلبيين والمنتظرين للحلول الجاهزة بكل تبعاتها السياسية والمالية,من هنا أتصور أن رفع المملكة يدها عن الشأن اللبناني خطوة تحسب للملك عبدالله, كسعوديين نحتاج للعودة أكثر للداخل والإسراع في برامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي.
نحن مهمومين بجدلية بيزنطية تعرقل خطى التقدم وتكتم أنفاس حراك التنمية,عودتنا للداخل أمر ملح ومطلب اجتماعي عام, تركيزنا على الداخل يشكل قوه وتسريع للحراك التنموي الذي عاد لشرايين البلاد في السنوات الأخيرة.
هل ترى أنّ الحريري وحده يمثّل السنة في لبنان؟
عضو مجلس الشورى السعودي سليمان الزايدي أوضح أن لبنان لا تكمن مشكلته في التمثيل السني من غيره من المذاهب، بل المشكلة تكمن في السياسة التي تقوده قوى خارجية تهدف إلى إسقاط لبنان وتدبر مشاكله. الأمر الذي اتفق فيه معه عضو الشورى الآخر الدكتور خضر القرشي.
عضو الشورى الدكتور عبدالعزيز الغرير رأى أن الحريري عبء أكثر من انه مكسب وهو صاحب قضيه شخصيه ولو كان يعرف مصلحته كان ترك غيره الأكثر تحاورا وفهما في السياسة لا أصدقاء ول أعداء دائمون بل هنالك مصالح وأنا لا أرى أنه يمثل السنة و كل السنة متفقين عليه مطالبا في الإبعاد في كون سعد ابن رفيق الرجل الفاضل رفيق على حد قوله.
عضو مجلس الشورى الأسبق أحمد التركي أكد بأن سعد الحريري يفتقر للحبكة السياسة فهو رجل أعمال أقرب من رجل سياسي فلا علاقة بسني أو شيعي فيما يتعرض له الحريري في هذه الأيام رغم أنه رجل سلمي ولا نوايا سيئة تختلج دواخله لكنه ورث السياسة عن والده ليس إلا.
نائب رئيس التحرير المساعد في صحيفة الحياة طلال آل الشيخقال إن الحريري لم يكن في يوم من الأيام ممثلاً للسنّة ولا أرى أنه الممثل الوحيد لهم. السنة في لبنان لديهم زعامات تاريخية قبل بروز عائلة الحريري.
المحلل السياسي الدكتور زهير الحارثي أوضح أن الحريري يمثل الشرعية بلبنان بحكم انه يقود الأغلبية ووصل للمكان استناد على انتخابات حرة ونزيهة، ورأى أن من يمثل السنة يقرره سنة لبنان ولكن بعودتنا لصندوق الاقتراح هو من يقرر وهنالك شخصيات كثيرة مشيرا إلى أن القضية ليست قضية سنة أو غيرها إنما القضية استقرار قضية لبنان ولن يتحقق إلا بمجموعة توافقات وهكذا التركيبة السياسية بلبنان.
وتوقع الحارثي أن يكون سعد الحريري هو رجل المرحلة الحالية وهو المناسب فضلا على انه رشح أيضا لتمثيلهم وهو معنى بملف ، ووريث للراحل رفيق الحريري وهو المناسب الذي يستطيع إخراج لبنان من الأزمة الحالية.
عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين رأت أن الحريري ليس هو الممثل الوحيد للسنة بل هنالك الكثير ممن يتصفون بالحكمة والخبرة في المجال الإداري الحكومي، مستشهدة برئيس الوزراء الأسبق سليم الحص وعمر كرامي ممن هم صالحين لتولي رئاسة الحكومة.
نائب رئيس تحرير جريدة عكاظ الدكتور خالد الفرم رأى أن التاريخ السياسي اللبناني يزخر بالعديد من القيادات اللبنانية السنية، واعتبر أن الهجوم الذي يواجه الحريري هو هجوم سياسي و ليس ديني.
مدير تحرير الشئون السياسية بجريدة الرياض سالم الغامدي قال أن هناك قيادات سنية معروفة تاريخيا. إضافة إلى قيادات برزت مؤخرا أو ربما تبرز مع الأيام والأحداث, قادرة على تمثيل السنة. راجيا أن للبنان الخروج من الأزمة باختيار قيادات وطنية مخلصة قادرة على إخراجه من الأرضية الموحلة بسبب الخلاف إلى أرضية اشد قوة وصلابة في رحاب اتفاق يحقق أماني ومطالب الشعب اللبناني.
أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالعزيز السلطان قال في إجابته أن العملية هي بالأساس برلمانية، موضحا أنه يوجد اتفاق بين السنة في لبنان.
واتفق رئيس تحرير جريدة الوطن الأسبق سليمان العقيلي مع الدكتور الفرم، حيث أوضح العقيلي أن الهدف من تنحية الحريري هو سياسي في المقام الأول وهي الأساس في تنمية النزاع بعيدا عن الدين.
وقال الكاتب حمد الباهلي أن الحريري لا يمثل السنة في لبنان لكنه يمثل الأكثرية المنتخبة له ولتياره السياسي في حزب المستقبل ثم في دائرة أكبر في تكتل (14) آذار. واعتبر الباهلي أن المشكلة هي في أطراف الصراع في لبنان وتحديداً في المعارضة التي تحاول حصر المشكلة في شخص الحريري كما تبين التصريحات المتتالية في هذا الاتجاه.
الكاتب عبدالله العلمي أوضح أن الحريري منتخب بأغلبية الأصوات من قبل البرلمان اللبناني، ولكن هناك أيضاً شخصيات سنية مؤثرة أخرى في لبنان. أذكر منهم السيد سليم الحص وهو رئيس وزراء أسبق وزعيم سني بيروتي، والسيد عمر كرامي وهو أيضاً رئيس وزراء أسبق ومن القيادات السنية البارزة في مدينة طرابلس شمال لبنان، والسيد نجيب ميقاتي وهو رئيس وزراء أسبق ورجل أعمال بارز، وغيرهم من الشخصيات السنية المؤثرة. وطالب العلمي عبر الاستشارات القادمة أنه على كل كتلة نيابية أن تدلي باسم مرشحها إلى رئاسة الحكومة، على أن يكلف الرئيس الشخصية السنية التي تحظى بأكبر نسبة من التأييد بتشكيل الحكومة.
واعتبر الكاتب محمد العثيم أن الحريري رجل اتفقت عليه الأطراف وجاء بأغلبية، فإن فاز غيره بأغلبية فهو الأحق مطالبا بالتفريق بين أصوات الناخبين التي جاءت بالسيد الحريري وإسقاط الحكومة الذي حدث بانسحاب وزراء المعرضة الموضوعان مختلفان.
الكاتب خالد الفاضلي أوضح بدهشة قدرة المهاجرين اللبنانيين على ممارسة تنظير وتطبيق يتسبب في نمو بلدان بعيدة، بينما هم عاجزون عن كتابة نظرية سلم وحيدة تنقذ بلدهم من تمزق اقتصادي و سياسي. وأضاف الفاضلي أنه لا يهم أن تحولت لبنان إلى دولة شيعية، أو سنية، أو مسيحية، أو حتى لا ديانة أو معتقد لها، معتبرا فلبنان quot;حجراً وبشراً quot; أرق بكثير من حرب شوارع جديدة و زيادة ضفاف أنهراها بضفاف على جبالها.
الكاتب شتيوي الغيثي رأى أن تلك مشكلة أخرى كون الحريري يحاول أن يدخل بحس طائفي إلى رئاسة لبنان. لبنان للبنانيين بغض النظر عن سنته أو شيعته أو دروزه أو مسيحييه من الموارنة، وحتى لو أن الأمر كان كذلك فإن الحريري هو أحد الممثلين وليس الممثل الوحيد للسنة، لكن هذا القرار ليس عائدا إلى آرائنا بقدر ما هو عائد إلى السنة اللبنانيين وليس لأحد غيرهم، واعتبر الغيثي أن اختيار لبنان للحريري أو غيره لابد أن يكون خياراً وطنياً وليس خياراً فئوياً لتحقيق مصالح ذاتيه.
الكاتب السياسي الدكتور عبدالله اللحيدان اعتبر أن لبنان بلد يقوم على التوافق ووضعه الحالي يبحث عن قيادة سنية بديلة لسعد الحريري، معتبرا أن لبنان لديها الكثير من الطائفة السنية التي تحتكر مقعد رئاسة الحكومة.
المحاضر بجامعة الملك سعود الأستاذ عادل المكينزي أوضح أن الحريري ليس هو الأنسب لتمثيل السنة، وقال أن السنة في لبنان ضاعوا بين آمرين quot; انتهازية زعماءهم وغفلة مجتمعهم quot;.
الكاتب والروائي عبده خال أفاد أن في لبنان كل لاعب يرفع شعارات مصالحه، وهناك ليست المذهبية الإسلامية هي الوحيدة في الملعب بل الثلاث الديانات ترفع شعاراتها هناك، ففرنسا وأمريكا وبريطانيا يرفعون شعارات الديانة المسيحية وإسرائيل ترفع الشعارات اليهودية والإسلام يرفع شعار السنة والشيعة من خلال القوى المغذية للطرفين واعتبر أن لبنان يمتلك ثنائيات متعددة فالكل شعار مؤيدوه وساعون لإبقائه داخل الملعب.
الكاتبة حصة آل الشيخ قالت أن الأحداث اللبنانية غير مفهومة فكل ما هنالك أن أحزابا أرادت عدم التوافق ورغبت في اتساع الخلاف، رغم التقديم السعودي لها للعديد من العطايا التي لم تستجب إلى تلبية رؤى الحكومة السعودية.
المدون والناشط السعودي فؤاد الفرحان أوضح أن السنة هم في موقع ضعيف نتيجة توغل الكثير من الطوائف والدعم الخارجي الذي تتلقاه للتدخل في الشئون المحلية.
الإعلامي بدر الشريف قال أن الحريري يبدو كرجل أعمال أكثر من كونه رئيس دولة معتبرا أن تحركاته السياسية كانت أكثر صخباً وجدلاً على الصعيد السلبي السياسي، وقال أن الطابور السني في لبنان لن ينتفع بأي مزايا من الحريري منذ توليه الحكم ، ورأى أن كل سني في لبنان يستطيع أن يمثل السنيين وفق مبادئهم وتوجهاتهم واتجاههم، غير أن مفاتيح القوى السياسية تقترن دائماً بميدالية مفاتيح القوى الرأس مالية.
الكاتب الاقتصادي السعودي جمال بنون أجاب بأن سعد الحريري لا يمثل السنة في لبنان، وأن الحكومة السعودية لا تتعامل أو تتقرب من خلال أو من اجل سعد الحريري، فالسعودية وقفت مع لبنان قبل الحرير وإثناء الحريري وبعد الحريري، معتبرا أن اللبنانيين هم اقدر على اختيار شخصية سياسية ممتلئة على إدارة بلادهم، ورأى بنون أن سعد الحريري لا يزال في مقتبل العمر السياسي وتنقصه الكثير من الخبرة وطريقة التعامل، فلبنان في حاجة إلى شخصية قوية وليس إلى شخصية لديها علاقات قوية، وأضاف أن على القيادات اللبنانية إعادة صياغة الدستور بما يتماشى مع تطورات العصر.
عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم مصلح آل مسلم أوضح
التعليقات