أطلقت المعارضة السورية أمس ما أسمته quot;أسبوع فكّ الحصارquot; وتستعد لتظاهرات جديدة اليوم بعد مقتل 6 في درعا المحاصرة منذ ستة أيام.


دمشق: عمد أكثر من مئتي سوري إلى شنق دمية تمثل الرئيس بشار الأسد خلال تظاهرة مناهضة للنظام الأحد أمام السفارة السورية في عمّان.

واتهم المتظاهرون الأسد بارتكاب quot;مجازر وجرائم ضد الإنسانيةquot;، مطالبين بسقوط نظامه، ومنددين بقمع المتظاهرين في سوريا. وكتب على لافتة حملها هؤلاء quot;أوقفوا حمّام الدمquot;، وهتف المتظاهرون quot;الشعب يريد إسقاط النظام، بشار خائنquot;.

وواصل الجيش وقوات الأمن السورية الأحد حملة الاعتقالات في العديد من المدن السورية، فيما دعا المتظاهرون إلى تظاهرات جديدة.

واندلعت انتفاضة شعبية غير مسبوقة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس، وأدى قمع التظاهرات إلى 539 قتيلاً على الأقل وفق منظمات تدافع عن حقوق الإنسان.

وقال السوري عماد (29 عامًا) الذي شارك في التظاهرة لفرانس برس quot;هربت من درعا (جنوب) قبل 13 يومًا. عائلتي لا تزال هناك، وابلغتني ان الجيش وقوات الامن ارتكبت اعمال قتل جماعيةquot;. واضاف ان quot;الناس يجمعون الجثث في الشوارع (...) لكن الجيش حضر، ونقلها لطمس الجرائمquot;.

وينوي السوريون المشاركون في التظاهرة ارسال قافلة مساعدات الى درعا لـquot;كسر الحصارquot; عنها، فضلاً عن تنظيم تظاهرات جديدة في عمّان. وقتل ستة اشخاص السبت في مدينة درعا، التي يحاصرها الجيش السوري منذ ستة أيام، فيما يستعد معارضون لتظاهرات جديدة إعتباراً من اليوم الاحد، وذلك في الاسبوع السابع من انتفاضة غير مسبوقة ضد النظام السوري.

في هذا الوقت، شيّع السوريون ضحاياهم الذين سقطوا الجمعة خلال تظاهرات تم قمعها في مختلف انحاء البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 66 مدنيا قتلوا، فيما تحدثت السلطات عن مقتل ثمانية جنود وشرطي في هجمات شنتها quot;مجموعات ارهابيةquot;.

وقال الناشط الحقوقي عبدالله ابا زيد لوكالة الأنباء الفرنسية إن quot;ستة من السكان قضوا السبت في درعا (100 كلم جنوب دمشق) التي لا تزال تنقصها المياه والمواد الغذائية والادويةquot;.

واوضح ابا زيد ان من بين القتلى اسامة احمد السياني (27 عامًا) نجل امام الجامع العمري في وسط درعا، لافتًا الى انه قتل لرفضه كشف المكان الذي يختبىء فيه والده. وقضت ايضًا امراة حامل وولداها في سقوط قذيفة على منزلهم.

واضاف ان الجنود دخلوا المسجد الذي سمعت فيه مساء اصوات عيارات نارية. وكانت قوات الامن السورية دخلت المسجد في 23 اذار/مارس. واكد متحدث عسكري مقتل جندي واصابة سبعة اخرين في درعا، لافتًا الى ان quot;مطاردة المجموعات الارهابية انتهت بمقتل ستة منهم، واعتقال 140 شخصًا ملاحقين، اضافة الى مصادرة كمية من الاسلحةquot;.

وفي مدينة بانياس، في شمال سوريا، قام ثلاثة الاف متظاهر بإضاءة الشموع، وتجولوا في المدينة تضامنًا مع درعا وكذلك مع مدينة جبلة، التي يحاصرها الجيش منذ خمسة ايام، والتي تبعد 20 كلم شمال بانياس، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المصدر ان المتظاهرين quot;رددوا هتافات ضد النظام وللمطالبة بالحرية وفك الحصار عن جبلة وعن درعا، ووقف القصف عنهاquot;. ورغم القمع، دعا الناشطون الى تظاهرات جديدة اعتبارًا من الاحد تحت شعار quot;اسبوع رفع الحصارquot;، في اشارة الى الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على درعا ودوما في شمال دمشق.

واكد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ان quot;دمكم أنار لنا طريق الحرية. نعاهدكم ان نحمل الراية التي بذلتم لاجلها دماءكم، ونواصل المشوار. نعاهدكم ان دمكم الطاهر لن يذهب هباءquot;. واضافوا ان quot;الشهداء هم الخالدون. أما القتلة المجرمون فسيذهبون الى مزابل التاريخ، بعد أن يحاكمهم الشعب ويقتص منهمquot;.

وتابع النداء ان quot;الحرية آتية لا محالة. هذا الشعب بذل دماءه وفلذات اكباده وزهرة ابنائه لاجل الحرية، وسينال الحرية قريبا قريبا. ستزهر دماءكم الزاكية يا شهداءنا الابرارquot;. ودعوا الى تظاهرات الاحد في درعا والاثنين في ضواحي دمشق والثلاثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب) والاربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان.

وينوي المتظاهرون الخميس تنظيم quot;اعتصامات ليليةquot; في كل المدن. وتحدى عشرات الاف المتظاهرين الجمعة قرار منع التظاهر، وخرجوا الى شوارع عدة مدن مرددين quot;حريةquot;، وداعين الى quot;اسقاط النظامquot;. وظهر في اشرطة فيديو صورها المتظاهرون، وبثت على يوتيوب كيف كان متظاهرون يفرون في مدخل درعا خوفًا من رصاص كثيف.

ومن بين الضحايا المدنيين الـ66، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 36 قضوا في درعا، و25 في محافظة حمص، وثلاثة في اللاذقية (شمال غرب). واكد ان عدد الضحايا ارتفع منذ بداية الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس الى 539 على الاقل.

من جانبها افادت quot;لجنة شهداء 15 آذارquot; القريبة من المعارضين عن مقتل 582 شخصًا منذ بداية حركة الاحتجاج. وتحدثت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عن اعتقال 49 شخصًا الجمعة. كذلك، طالبت سبع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان السبت في بيان بالافراج عن حازم نهار (43 عامًا)، وهو طبيب يترأس حزب العمال الثوري اعتقل الخميس.

وقال ناشط انه تم ايضًا اعتقال المعارض البارز حسن عبد العظيم في مكتبه في دمشق. وعبد العظيم هو الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي الديموقراطي غير المرخص له. من جهة اخرى، ارسل ناشطون سياسيون قائمة باسماء 138 شخصًا اضافيًا اعلنوا استقالتهم من حزب البعث الحاكم. وكان اكثر من 230 اخرين اعلنوا الاربعاء استقالتهم من الحزب بحسب ناشطين.

هذا وأكد ناشطون سوريون أمس أن 50 عضوا جديدا في حزب البعث السوري من مدينة الرستن المحاصرة بالدبابات منذ نحو ثلاثة أسابيع، تقدموا باستقالتهم، احتجاجًا على القمع المفرط الذي تستخدمه السلطة في قمع المظاهرات في الرستن.

سياسيًا، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; انه تم تشكيل ثلاث لجان لبحث الاصلاحات السياسية والقضائية والامنية والاقتصادية والاجتماعية قبل ان تحيلها على الحكومة لمناقشتها وتبنيها. وعلى الحدود بين تركيا وسوريا، ارسل الهلال الاحمر التركي تجهيزات استعدادا لاستقبال مزيد من السوريين الهاربين من بلادهم، بعد ايواء نحو 250 الجمعة. وقررت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الجمعة فرض عقوبات على سوريا.

تستهدف هذه العقوبات التي فرضها الرئيس باراك اوباما بسبب quot;انتهاكات حقوق الانسان في سورياquot;، ماهر الاسد المسؤول في الجيش السوري، اضافة الى رئيس جهاز الاستخبارات علي مملوك وعاطف نجيب رئيس الاستخبارات السابق في محافظة درعا (جنوب). وينوي الاتحاد الاوروبي فرض حظر على الاسلحة واعداد عقوبات اخرى بحق النظام السوري ردًا على القمع الدامي للمتظاهرين، وفق مصادر دبلوماسية في بروكسل.

مثقفون سوريون يوقعون عريضة quot;لايقاف الحصار الغذائيquot; على درعا

إلى ذلك، وقعت حوالى 700 شخصية سورية، من بينها مخرجون وكتاب وصحافيون، بيانًا نشر على موقع فايسبوك بعنوان quot;من أجل اطفالنا في درعاquot; لمطالبة السلطات بايقاف quot;الحصار الغذائيquot; على درعا (جنوب) المحاصرة منذ الاثنين.

وطالب الموقعون على البيان quot;الحكومة السورية بإيقاف الحصار الغذائي المفروض على درعا وقراها منذ خمسة أيام، والذي أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلباً على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعهاquot;.
ومنذ الاثنين الماضي، تحاصر القوات السورية مدينة درعا، حيث قتلت 32 شخصًا على الاقل الجمعة عندما اطلقت النار على متظاهرين جاؤوا من القرى المجاورة حاملين مساعدات، بحسب منظمات تعنى بحقوق الانسان. كما قتل ستة اشخاص السبت على يد قوات الامن، بحسب ناشطين.
كما طالب البيان، الذي اطلقته الكاتبة والناشطة السورية ريما فليحان الحكومة السورية quot;بدخول إمدادت غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية أطفال وبإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمرquot;.
وقالت فليحان لوكالة فرانس برس quot;المسألة تتعلق بمطالب إنسانية، فمهما كان ما يحدث لا مبرر لحصار غذائي يدفع ثمنه الأطفال والمدنيونquot;.
وردًا على سؤال عما حفزها لاطلاق المبادرة قالت quot;لأن ما نراه على الشاشات مؤلم، لا نتحمل ألا يكون لدى الأطفال حليب وغذاءquot;.
وعن امكان الاستجابة الرسمية لمبادرتها، قالت quot;راسلت وزارة الصحة عبر موقعها على الانترنت، ولم أتلق أي جواب حتى الساعةquot;.
ومن بين الموقعين على البيان الكاتبة يم مشهدي، والممثلة يارا صبري، والمخرجة رشا شربتجي، والممثلة كاريس بشار، والروائي خالد خليفة، والروائية سمر يزبك.
وتشكل مدينة درعا مهد التظاهرات التي انطلقت في منتصف اذار/مارس احتجاجًا على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وللمطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية.