أفاد مصدر مطلع لـ إيلاف ان المنفذ المفترض لاعتداء مراكش حاول الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر موريتانيا، لكنه فشل، كما أنه حاول الدخول إلى العراق، إلا أن السلطات السورية أوقفته. وفيما أكدت السلطات المغربية ان المشتبه به الرئيسي المعتقل صنع المتفجرات quot;بعد تمكنه من كيفية صنعها عبر الانترنت، تساءل الباحث المهتم بالحركات الإسلامية سعيد لكحل عن قدرات المعتقلين.

قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان هناك العديد من المشتبه بضلوهم في الإعتداء الإرهابي على مراكش

الرباط: علمت quot;إيلافquot; من مصدر رسمي مطلع أن المتهمين الثلاثة، الذين جرى إيقافهم على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى quot;أركانةquot; في مراكش، يتحدرون من مدينة آسفي، مشيرا إلى أن المنفذ المفترض للعملية سبق له أن حاول الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر الذهاب إلى مدينة نواكشوط الموريتانية، لكنه فشل، كما أنه حاول الدخول إلى العراق، إلا أن السلطات الأمنية السورية أوقفته، وأعادته إلى المغرب، ثم حاول السفر إلى أفغانستان، والشيشان، وتركيا، وجورجيا، غير أن أي من هذه المحاولات لم تنجح.

وأوضح المصدر أن المنفذ الرئيسي توجه لوحده إلى مدينة مراكش، وهو يحمل الحقيبة المليئة بالمتفجرات، ودخل إلى مقهى quot;أركانةquot;، حيث طلب كأس عصير برتقال، قبل أن يضع الحقيبة، ويغادر، دون إثارة الانتباه، ثم بعد أن ابتعد عن موقع الحادث بمسافة كافية فجر المقهى باعتماد تقنية التفجير عن بعد عبر الهاتف.

وأبرز المصدر أن المتهم الرئيسي كان يرتدي شعرا مستعارا، وهرب بعد أن ركب سيارة أجرة، وتوجه مباشرة إلى محطة المسافرين، حيث استقل الحافلة المتوجهة إلى مسقط رأسه مدينة آسفي، حيث ظل مختبأ في منزله.

وكان الباحث المهتم بالحركات الإسلامية سعيد لكحل قال في تصريح لـ إيلافإن quot;المعلومات المتوفرة حاليا حول المعتقلين الثلاثة، على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي إستهدف مقهى في مراكش، ما زالت قليلة، لكنها تفيد أن المعتقلين مغاربة ولا يوجد شريكا لهم من جنسية أخرى، ما يعني أن المنفذين مغاربة، وسبق لأحدهم أن كان يعمل في إسبانيا، ثم أبعد إلى المغرب على خلفية الإرهاب، إذ قضى سنتين بالسجن ثم خرجquot;.

منفذ عملية تفجير مقهى أركانة

وأضاف سعيد لكحل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;لا شك أن اختيار مقهى (أركانة) في مراكش لم يكن اعتباطا، بل جاء نتيجة تخطيط، إذ استغل الإرهابيون تراخي الأجهزة الأمنية في ما يتعلق بالإرهاب، وانشغالها بالحركات الاحتجاجية، خاصة حركة 20 فبراير، الأمر الذي شجعهم على تنفيذ عملهم الإجرامي في مكان لا حراسة أمنية فيه، ويرتاده أجانب ومغاربة بكثرةquot;.

وأكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن المنفذين quot;لم يذهبوا إلى الفنادق المصنفة لأنها تعرف حراسة أمنية مشددة، إذ لكل مؤسسة فندقية جهازها الأمني الخاص بها، ما يجعل من المستحيل على الإرهابيين تنفيذ عملية إجرامية داخل هذه الفضاءات. لهذا اختاروا المقهى بمراكش بعيدا عن أعين رجال الأمنquot;.

وأشار سعدي لكحل إلى أنه quot;في مثل هذه الأماكن لا يتطلب الأمر تخطيطا ذكياquot;، متسائلا في الوقت نفسه quot;من صنع العبوتين الناسفتين؟ وهل بمقدرة الإرهابيين الثلاثة أن يصنعوا مثل هذه العبوات شديدة الانفجار التي تتطلب دراية وخبرة؟quot;.

وأضاف الباحث المغربي quot;بالتأكيد التحقيقات القضائية ستكشف عن الأجوبة، فضلا عن هذا لا بد من معرفة طبيعة العلاقة بين هؤلاء الإرهابيين، وباقي معتقلي السلفية الجهادية وتنظيم القاعدةquot;.

وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد، يوم الخميس، أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتحريات دقيقة ومعمقة مكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض على ثلاثة مواطنين مغاربة، من بينهم المنفذ الرئيسي للعملية الإرهابية التي استهدفت مراكش.

وأضاف البلاغ quot;هذا المشتبه به الرئيسي المتشبع بالفكر الجهادي، الذي يبدي ولاءه لتنظيم القاعدة سبق أن قام بعدة محاولات للالتحاق ببعض بؤر التوتر، خاصة الشيشان والعراق، قبل أن يقرر القيام بعملية إرهابية داخل أرض الوطنquot;.

وذكر أنه، بعد تمكنه من كيفية صنع المتفجرات عبر شبكة الإنترنت، قام بصنع عبوتين ناسفتين متحكم فيهما عن بعد حملهما إلى مدينة مراكش بعد أن وقع اختياره على مقهى quot;أركانةquot;، بحكم توافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب على هذا الفضاء العمومي الذي دخله متنكرا في هيئة سائح.

كما مكنت التحريات الأولية، التي قامت بها المصالح الأمنية نفسها، من العثور على بقايا المواد المتفجرة، وبعض الأدوات التي تم التخلص منها بعد تنفيذ العمل الإرهابي. وسيجري تقديم الأشخاص المشتبه فيهم أمام العدالة، بعد إتمام البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

وكان خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قال إن عملية التحقيق في الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى quot;أركانةquot; في مراكش، وخلف مقتل 16 وجرح 21، أغلبيتهم أجانب، ما زالت جارية، مشيرا إلى أنه quot;عندما تتوفر المعلومات الكافية التي تسمح بضبط الجناة، سيجري إخبار الرأي العام بذلك بكل شفافيةquot;.

وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن هناك العديد من المشتبه بهم، مبرزا أنه جرى الحديث والتتبث من كل الملابسات المتعلقة بمن يمكن أن يكون مشتبها فيه، وطالما تبين بأنه ليس ضالعا في الموضوع تم إطلاق سراحه على الفورquot;.

وأكدت مصادر موثوقة أن الشرطة المغربية استمعت إلى مجموعة من المشتبه فيهم، من بينهم معتقلين سابقين في إطار ما يسمى بـ quot;تيار السلفية الجهاديةquot;، إلى جانب مهاجر سابق في إيطاليا، وأشخاص آخرين.

وأوضحت المصادر أن المحققين يأخذون جميع الفرضيات المطروحة بالاعتبار أثناء التحريات، إذ أن الأبحاث تذهب في اتجاهات مختلفة من أجل الوصول إلى معلومات دقيقة تقود إلى المنفذ المفترض للاعتداء الإرهابي.

وأبرزت المصادر أن المحققين لا يغفلون أي معلومة، ويحاولون التأكد من كل واحدة منها، قبل مباشرة تحقيق معمق فيها. ورفعت درجة اليقظة والحذر في صفوف مختلف المصالح الأمنية، كما جرى نصب حواجز أمنية في مختلف مداخل المدن.

ووقعت عملية التفجير بالطابق الأول لمقهى quot;أركانةquot; عن طريق استعمال مادة متفجرة، عبارة عن عبوة ناسفة تدخل في تركيبتها مادة quot;نيترات دامونيومquot;، ومتفجر quot;تي أ تي بيquot;. وتسببت قوة الانفجار في إحداث ثقب بـ70 سنتم، مخلفا خسائر مادية مهمة داخل وخارج المقهى، كما تم العثور على مسامير حديدية في عين المكان وفي أجسام الضحايا.

وجرى اتخاذ جميع التدابير الأمنية على صعيد مجموع التراب الوطني من أجل ضمان النظام والأمن في مواجهة أي تبعات لهذا المشروع الإجرامي والتصدي له بكل حزم ويقظة. يشار إلى أن وزير الداخلية المغربي، الطيب الشرقاوي، سبق أن أكد، في لقاء مع الصحافة، أن الطريقة التي تم بها تنفيذ هذا العمل الإرهابي تذكر بالأسلوب الذي يستعمله عادة تنظيم القاعدة.

وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأميركية في باكستان، حاول اختراق المملكة عبر المغاربة، الذين كانوا ينشطون في التنظيم، من خلال تأسيس جماعة خاصة بهم، تتكلف بوضع جميع المخططات وإنشاء اول نواة للقاعدة في المغرب.

ترحيب فرنسي بتحديد المشتبه فيهم

رحبت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم بتحديد المشتبه فيهم بالتفجير الارهابي الذي تعرضت له مدينة مراكش.

وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ايجاز صحافي quot;يسرنا ان يسفر التحقيق في الهجوم الذي راح ضحيته 16 شخصا بينهم ثمانية من مواطنينا عن تحديد المشبه فيهم والمتهم الرئيسيquot;.

واضاف quot;نحن نثني على حرية وفعالية الشرطة المغربية في هذه القضية ونؤكد على نوعية العمل الذي جرى بالتعاون مع الدوائر الفرنسيةquot;.

وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه قد استبعد ان يكون المواطنون الفرنسيون مستهدفي في الهجوم الارهابي بل على الأرجح الاقتصاد المغربي عن طريق ضرب السياحة.

وتوعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مراسم تأبين القتلى الفرنسيين في مطار اورلي الباريسي منفذي جريمة اعتداء مراكش بأشد العقاب مؤكدا تصميم بلاده على محاربة الارهاب بكافة اشكاله وصوره.