دومينيك ستروس-كان |
نيويورك: وجه القضاء الاميركي الاحد رسميا تهمة quot;الاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصابquot; الى المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان، وذلك بعد ساعات من توقيفه في مطار نيويورك، كما افاد مصدر في الشرطة.
وقال ريان سيسا المتحدث باسم شرطة هارلم (شمال مانهاتن) للصحافيين ان ستروس-كان quot;وجهت اليه تهم الاعتداء الجنسي واحتجاز حرية شخص ومحاولة الاغتصاب، لشابة في ال32 من العمر داخل غرفة في فندق في نيويوركquot;.
ودومينيك ستروس-كان (62 عاما) المعروف بالاحرف الاولى من اسمه quot;دي اس كايquot; والمرشح الابرز للفوز بترشيح الحزب الاشتراكي الفرنسي الى الانتخابات الرئاسية في 2012 بحسب استطلاعات الرأي، لا يزال محتجزا في مفوضية الشرطة في هارلم التي اقتيد اليها بعد ظهر السبت بعدما انزله المحققون من طائرة في مطار نيويورك كانت على وشك الاقلاع الى اوروبا، بحسب المصدر نفسه.
ومن المقرر ان يمثل ستروس-كان امام النيابة العامة في وقت لاحق من اليوم الاحد وفي الانتظار سيظل في نظارة المفوضية هارلم، كما اضاف المتحدث باسم الشرطة.
يضع توقيف المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان رهن التحقيق في نيويورك هذه المؤسسة المالية في موضع حرج جدا بعد ان سامحته في السابق عن علاقة عاطفية مع احدى الموظفات.
وقد وضع ستروس-كان رهن التوقيف على ذمة التحقيق في نيويورك السبت بعد صعوده الى طائرة تابعة لاير فرانس. واعلنت شرطة نيويورك مساء السبت انه ستوجه الى المدير العام لصندوق النقد الدولي quot;تهمة الاعتداء الجنسي واحتجاز حرية شخص ومحاولة الاغتصابquot;.
والوقائع المنسوبة اليه يمكن مبدئيا ان تشكل سببا لاقالته من منصبه. لكن مساء السبت لم يجب احد المقربين من ستروس-كان على اسئلة وكالة فرانس برس لمعرفة ما اذا كان ينفي او يعترف بالوقائع.
وردا على اسئلة فرانس برس اوضح متحدث باسم صندوق النقد الدولي ومحامي ستروس-كان في واشنطن انه ليس لديهما اي عناصر بشأن هذه الوقائع.
لكن صندوق النقد الدولي ليس مضطرا في الوقت الراهن لاتخاذ قرار ويمكن ان يعمل بدون مديره العام، في انتظار معرفة المزيد حول هذه القضية. ويمكن ان يتسلم مهامه القيادية المساعد الاول للمدير العام الاميركي جون ليبسكي.
وتفرض المؤسسة المالية الدولية مدونة سلوك على موظفيها الدوليين تطلب منهم احترام القوانين ولكن ايضا quot;اتباع اسمى المعايير للتصرف الاخلاقي تتماشى مع قيم الاستقامة والنزاهة والرصانةquot;.
وتقضي مدونة السلوك بالصرف من الخدمة في اي quot;انتهاك خطيرquot;.
وتشير مقتطفات من عقد عمل ستروس-كان نشرها صندوق النقد الدولي اثناء تسلمه مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، حتى في حال اقالته من قبل مجلس الادارة، الى وجوب حصوله على تعويض الصرف من الخدمة يساوي اليوم 60% من راتبه السنوي.
وقد سبق واضطر صندوق النقد لمواجهة وضع صعب اخر مع ستروس-كان عندما كان المدير العام على علاقة مع احدى الموظفات، الخبيرة الاقتصادية المجرية بيروسكا ناغي، في دافوس بسويسرا في كانون الثاني/يناير 2008.
وكان زوجها اكتشف الامر وابلغ المؤسسة التي وكلت مكتب محامين في واشنطن اجراء تحقيق.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2008 قرر مجلس ادارة الصندوق ابقاء ستروس-كان آخذا عليه في الوقت نفسه quot;خطأ خطيرا في التقديرquot;.
ويأتي توقيف ستروس-كان رهن التحقيق في وقت يمر فيه صندوق النقد الدولي حاليا بادق المراحل في تاريخه، مع الازمة المالية التي تعاني منها منطقة اليورو.
فقد بدأت بعثة من الصندوق اعمالها الثلاثاء في اثينا لتبحث مع موظفي المفوضية والبنك المركزي الاوروبي شروط دفع الشريحة الخامسة من المساعدة التي منحت لليونان في ايار/مايو 2010. ويعتبر القرض الممنوح لهذا البلد اكبر قرض تدفعه المؤسسة وهو 30 مليار يورو.
ويفترض ان يعطي صندوق النقد الدولي موافقته قريبا لمنح قرض للبرتغال، بعد دول منطقة اليورو التي تشارك في خطة الانقاذ. ومن المرتقب ان يلتقي وزراء ماليتها الاثنين في بروكسل في اجتماع كان من المقرر ان يشارك فيه ايضا.
واخيرا قرر مجلس ادارة صندوق النقد، بحسب جدول اعماله الرسمي، ان يبحث الاثنين في دفع شريحة ثانية وثالثة من القرض الذي منح الى ايرلندا في كانون الاول/ديسمبر الماضي وقيمته 22,5 مليار يورو.
لكن من المرجح جدا ان يخصص هذا الاجتماع ايضا للحالة الشخصية للمدير العام الذي يحظى بتقدير الغالبية العظمى لمعاونيه.
سيغولين روايال: توقيف ستروس-كان quot;مثير للصدمةquot;
قالت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2007 الاحد ان اتهام المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان بالاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب هو quot;خبر مثير للصدمةquot; لكن quot;يبقى التحقق من كل شيءquot;.
وقالت سيغولين روايال التي تترشح الى الانتخابات التمهيدية الاشتراكية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر المقبل لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي الى الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في 2012، لاذاعة اوروبا 1 quot;انها صدمة. علمت بهذا الخبر المثير للصدمة لكن يبقى التحقق من كل شيءquot;.
واضافت quot;ان دومينيك ستروس-كان من حقه كاي مواطن ان يتمتع بقرينة البراءة طالما لم يتم اثبات الوقائع. ان افكاري تتجه في هذه اللحظة الى عائلته، الى اقربائه وايضا الى الرجل الذي يمر بهذه المحنةquot;.
وعلى الاسئلة التي امطرت عليها بشأن عواقب هذه القضية على الحياة السياسية الفرنسية، طلبت روايال quot;من الجميع ضبط النفس وعدم السعي الى استغلال الوضعquot;.
التعليقات