سلوان:تعرضت للتعذيب والاعتقال وحرمت من ممارسة السياسة، لكن القيادية الكردية ليلى زانا لم تعدل عن الدفاع عن حقوق الاكراد وتستعد للعودة الى البرلمان التركي بعد ان طردت منه وسط الاستهجان قبل عشرين سنة.
وقبل اقل من شهر من الانتخابات التشريعية في 12 حزيران/يونيو تجوب الناشطة بحزم كبير جنوب شرق البلاد حيث اغلبية السكان من الاكراد وحيث ترشحت عن محافظة دياربكر.

غير ان الاجواء تغيرت منذ الفترة التي اعتقلت فيها لمجرد انها تلفظت بجملة بالكردية داخل البرلمان، بينما اصبحت حملتها الان تتضمن العديد من الشعارات باللغة الكردية التي كان قبلا ممنوعا استعمالها لمخاطبة الحشود.
وقالت ليلى زانا (50 سنة) في خطاب القته في سلوان مسقط رأسها quot;بعد عشرين سنة لن تسمح لي اصواتكم فحسب بان اجلس في البرلمان بل ستعزز ايضا المعركة من اجل حرية الاكرادquot;.

وقد كسب الاكراد مزيدا من الحقوق خلال السنوات الاخيرة لا سيما في سياق عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي التي بدأت سنة 2005 ووعد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالعمل على المصالحة.
غير ان الحكومة لم تفلح في اقناع متمردي حزب العمال الكردستاني بالقاء السلاح.

ومع اقتراب موعد الاقتراع ازدادت حدة المواجهات في المدن الكردية ومع المتمردين الاكراد في الجبال. وقتل 12 متمردا خلال ثلاثة ايام في مواجهات عند الحدود العراقية بينما قتل جندي تركي بانفجار لغم كما افيد السبت.
لكن ليلى زانا ما زالت متفائلة، وقالت لفرانس برس قبل مهرجان انتخابي في سلوان ان quot;المعسكرين -الاتراك والاكراد- بلغا درجة معينة من النضجquot;، واضافت quot;اننا وصلنا الى نقطة سنرى فيها اذا كنا نستطيع اقامة شراكة وما سيكون وضع الاكرادquot;.

وتحولت زانا الى الشخصية-الرمز في الحركة الكردية بعد انتخابها في البرلمان سنة 1991 بينما كان النزاع على اشده في جنوب شرق البلاد بين التمردين الاكراد وقوات الامن.
وخلال حفل التنصيب عصبت النائبة الجديدة رأسها بالوان الحزب الكردستاني الصفراء والخضراء والحمراء، ما اثار استنكار النواب لا سيما انها اضافت لقسمها بالتركية جملة بالكردية تدعو الى السلام.

وحظر حزب زانا بعد ذلك بتهمة التواطؤ مع حزب العمال الكردستاني واعتقلت سنة 1994. وحصلت سنة 1995 على جائزة ساخاروف التي يمنحها البرلمان الاوروبي لحرية المعتقد وافرج عنها سنة 2004.
وقالت هذا الاسبوع quot;انني لم اتوقف قط عن الايمان بالمعركة الديمقراطيةquot;، مؤكدة ان quot;معنوياتي في اعلى ما يكون ويحدوني امل كبير، هذا هو رأس مالي الوحيدquot;.

وقد تزوجت زانا في الرابعة عشرة باحد اقاربها بعد سنة واحدة من دخولها المدرسة ولم تكن حينها البتة مرشحة لان تتحول الى شخصية سياسية بارزة لكنها بدأت مع زوجها الناشط الكردي المعتقل في 1980 تهتم بالسياسة وتتثقف.
وعلى غرار نساء كرديات اخريات ترددت هذه الام لطفلين على السجن لزيارة زوجها وما يواكب ذلك من اهانة من قبل قوات الامن وصراخ المعتقلين المعذبين حتى انها تعرضت هي شخصيا الى التعذيب.

كذلك كانت ليلى زانا البرلمانية الكردية الاولى في تركيا، اول من طعن في النظام الذكوري في المناطق الكردية حتى باتت النساء الان يتبوأن مكانة هامة في الحياة السياسية المحلية.
وردا على سؤال خلال خطاب زانا في سلوان، قال التاجر الصغير محمد نادمداغ quot;انا متأكد انها ستعمل افضل من الرجال (...) ان رغبتي شديدة بأن اراها في البرلمانquot;.