اظهرت التقارير التي تحدثت عن مقتل ملا محمد عمر قوة الشائعة وشطط الاعلام في افغانستان وباكستان بعد مقتل اسامة بن لادن.


كابول: نفى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد موت زعيم الحركة الروحي أو مقتله في وقت أكد جهاز الاستخبارات الرئيسي في افغانستان ان ملا عمر اختفى من مخبئه المفترض في باكستان.

ونقلت صحيفة لوس انجيلس عن ذبيح اله مجاهد قوله في اتصال هاتفي ان ملا عمر الذي يسمي نفسه امير المؤمنين حي وبخير وانه يوجه حملة طالبان العسكرية في افغانستان.

وابدى دبلوماسيون غربيون في كابل مع مصادر قبلية واستخباراتية في باكستان شكهم في إشاعة موته التي سرت مرات عديدة في السابق.

ولكن نبأ موت ملا عمر الذي انتشر كالنار في الهشيم يوم الاثنين بمساعدة شبكات التواصل الاجتماعي مثل توتير كان تعبيرا عن حجم التكهنات المتعلقة بمصيره وخاصة بعد انتشارها على نطاق غير معهود خلال الاسابيع الثلاثة التي مضت منذ مقتل اسامة بن لادن.

كما سلطت هذه التكهنات الضوء على العلاقة الإشكالية والمعقدة بصورة متزايدة بين افغانستان وجارتها باكستان بشأن توفير الأخيرة مأوى للمسلحين.

ويبدو ان مصدر الشائعات التي انتشرت عن موت ملا عمر كان مديرية الأمن الوطني في افغانستان.

إذ قال المتحدث باسمهما لطف الله مشعل للصحافيين في كابل ان ملا عمر اختفى قبل ايام من اقليم بلوشستان الباكستاني، مقر مجلس قيادة طالبان، ولم يُسمع عنه منذ ذلك الوقت.

وأضاف ان مصادر الاستخبارات وقادة كبارا في طالبان أكدوا انهم لم يتمكنوا من الاتصال بملا عمر.

وكان مشعل صرح في وقت سابق لوكالة اسوشيتد برس ان ملا عمر نُقل من مقره في مدينة كويتا الى منطقة شمال وزيرستان القبلية بمعرفة حميد غُل رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق والمعروف بتعاطفه مع المتمردين.

وظهر غُل على التلفزيون الباكستاني لينفي النبأ قائلا انه اصلا لا يعرف ملا عمر.

ومضت قناة تولو التلفزيونية الافغانية خطوة أبعد ناقلة عن مصادر لم تسمها في مديرية الأمن الوطني ان ملا عمر قُتل خلال نقله الى شمال وزيرستان، ولكن مسؤولين في المنطقة نفوا وجود ما يشير الى صحة هذا الإدعاء.

وقال مسؤول امني باكستاني طلب عدم ذكر اسمه ان الاستخبارات الباكستانية ليس لديها معلومات تشير الى مقتل ملا عمر.

وكانت باكستان نفت دائما علمها بمكان وجود عمر مثلما كانت تنفي علمها بمكان وجود بن لادن.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان نبأ مقتل عمر دعاية هدفها هز ثقة مقاتليها في الميدان.

كما نفت الحركة منذ مقتل بن لادن الأنباء التي تحدثت عن دخولها في محادثات هدفها اجراء مفاوضات سلام مع الغرب أو حكومة الرئيس حامد كرزاي في افغانستان.

وقال مسؤولون في القوة الدولية للمساعدة في احلال السلام في افغانستان quot;ايسافquot; التابعة لحلف شمالي الأطلسي ان لا علم لهم بالتقارير التي تحدثت عن موت ملا عمر.

وقال ناطق باسم quot;ايسافquot; في كابل ان الإغراء قوي للشروع في اطلاق التعليقات او التكهنات بشأن مقتل عمر.

وحين كُشف ان بن لادن عاش نحو خمس سنوات في مدينة ابوت آباد التي توجد فيها ثكنة واكاديمية عسكرية أحيت هذه المعلومة غضبا افغانيا قديما على ايواء باكستان قياديين من حركة التمرد في أراضيها، كما يُفترض.

وكان ملا عمر رفض مطالب الغرب بتسليم بن لادن بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

وأدت مقاومته الى غزو افغانستان بقيادة الولايات المتحدة في تشرين الأول/اكتوبر 2001.

وأصبح ملا عمر مع بن لادن اشبه بالاسطورة في منطقة القبائل على الحدود بين افغانستان وباكستان.