تحاول عاصمة منطقة القبائل في الجزائر تيزي وزو، استرجاع امنها رغم تهديد الجماعات المسلحة، عبر ايام اعلامية لجعل المواطن يتعاون مع الشرطة لمكافحة الجريمة.


تيزي وزو: يصادف كل من يدخل مدينة تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل في الجزائر عددا كبيرا من رجال الشرطة لاعادة الامن الى منطقة طالما عانت من اضطرابات امنية بسبب نشاط جماعات مسلحة وعصابات للجريمة المنظمة.

وشهدت تيزي وزو (100 كلم شرق الجزائر) خلال الايام الماضية عمليات مداهمة لاوكار الجريمة اسفرت عن توقيف 550 شخص بتهم حيازة وترويج الخدرات والسرقة، حسب مديرية الامن بولاية تيزي وزو.

وبعد عشر سنوات من quot;الربيع الاسودquot; في منطقة القبائل الذي احدث قطيعة بين المواطنين ومصالح الامن، تحاول الشرطة استعادة ثقة سكان تيزي وزو من خلال ايام اعلامية بدات الاربعاء الماضية ويختتمها الاحد المدير العام للامن الوطني اللواء عبد الغني هامل.

وتقول محافظ الشرطة جميلة تمار من مديرية امن تيزي وزو ان quot;الهدف من الايام الاعلامية هو جعل المواطن يتعاون مع الشرطة لمكافحة الجريمة بكل انواعها والوقاية منهاquot;.

وتابعت ان quot;الهدف من الايام الاعلامية هو جلب شباب تيزي وزو للانخراط في صفوف الشرطةquot;.

وتقوم مديرية امن الولاية بعملية دعائية واسعة في وسط المدينة بلافتات تذكر بدور الشرطة في خدمة المواطن ومكافحة الجريمة.

وتقاطعت لافتات الشرطة مع لافتات وملصقات من نوع آخر تدعو لاطلاق سراح الشاب مراد بيلاك المخطوف منذ 11 ايار/ مايو

ولم يتصل الخاطفون باسرة الشاب منذ اختفى وهو في طريقه بسيارته بين بني دوالة ومدينة تيزي وزو.

وجرت آخر عملية خطف في 15 ايار/ مايو بقرية مشطراس (35 كلم جنوب تيزي وزو) وكان ضحيتها صاحب شركة لصناعة الفخار تم اختطافه من منزله من طرف مجموعة مسلحة، حسبما افادت عائلته.

وعادة يطلب الخاطفون فدية مقابل اطلاق سراح الرهائن، لكن عائلة بيلاك تعول على التجنيد الشعبي وتضامن السكان معها لاطلاق سراح ابنها دون دفع فدية.

وتتحدث الارقام الرسمية للشرطة الجزائرية عن quot;177 حالة اختطاف وتحويل قصر خلال سنة 2010 في كامل الجزائرquot;.

وتبقى تيزي وزو التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، في المرتبة الاولى في عدد عمليات الخطف من اجل طلب الفدية اذ وقعت خمس حالات اختطاف منذ بداية السنة، بحسب مصادر اعلامية.

واطلق الخاطفون سراح اغلبية الرهائن مقابل فديات دفعها اهالي الضحايا للخاطفين، حسب الصحف.

لكن في 2010 تم اطلاق سراح رهينتين في منطقة القبائل بفضل تجند السكان وبدون دفع اي فدية.

وبعيدا عن القرى المعزولة التي تنتشر فيها عمليات الخطف والاعتداءات المسلحة، تعاني مدينة تيزي وزو من انتشار التجارة الفوضوية والانحراف، ما دفع مدير الامن الولائي موسى بلعباس المعين حديثا لاعطاء تعليمات صارمة quot;لتنظيف المدينة من تجار الارصفةquot;.

ومنذ 12 ايار/مايو اختفى التجار الفوضويون من الارصفة، لدرجة ان السكان لم يصدقوا ان الرصيف عاد اليهم ويمكن للراجلين استخدامه.

وتقول شابة في الثلاثينات موظفة في مديرية الثقافة بالولاية quot;كأن عصا سحرية أخفت مئات التجار الذين احتلوا الرصيف منذ سنواتquot;.

الا أن زميلتها عابت على مصالح الامن كل هذا التأخر قائلة quot;لا أفهم لماذا لم يقوموا بهذا العمل في السنوات الماضية لقد عانينا كثيرا من الفوضىquot;.

اما الشاب ادير وهو صاحب كشك جرائد في وسط المدينة فتحسر قائلا quot;ما تقوم به الشرطة شىء جيد لكن للاسف المنحرفين الموقوفين لا يقضون الا ساعات في مركز الشرطة قبل ان تامر العدالة باطلاق سراحهمquot;.

وتابع quot;اصبحنا نتردد في تقديم شكاوي بالمعتدين علينا خشية ان نواجههم في اليوم الموالي من القبض عليهمquot;.

وردد العديد من السكان الذين تحدثت اليهم وكالة فرنس برس هذا الكلام، لدرجة انهم تحدثوا عن امكانية تنظيم مسيرة quot;مساندة للشرطةquot;.

وقامت جمعيات احياء تيزي وزو بنشر بيانات تدعو الى هذه المسيرة الجمعة الماضية الا انها لم تحدث.

واكدت مصادر محلية ان السلطات خشيت ان يتصادم quot;المساندون لعمل الشرطة مع +ضحاياها+ من التجار الفوضويين والمنحرفينquot; الذين قرروا هم كذلك تنظيم حركة احتجاجية ضد الشرطة.

وتقول محافظ الشرطة جميلة تمار ان quot;الوضع الامني تحسن كثيرا بفضل العمليات التي قامت بها مصالح الامن كما ان اعادة انتشار قوات الشرطة في المدينة اعطى نتائج جيدةquot;.

وتمكن السكان ربيع 2002 بعد شهور من المظاهرات اليومية من فرض مطلب رحيل اغلب عناصر الدرك الوطني من المنطقة، بعد اتهامهم بالفساد والتعسف في استخدام السلطة.

لكن قوات الدرك الوطني عادت تدريجيا بعد ارتفاع مستوى الجرائم في منطقة تعرف اساسا بانها احدى معاقل القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.