يتحدّث النائب البرلماني السابق والمرشح المتوقع لانتخابات الرئاسة في مصر حمدين صباحي لـ(إيلاف) عن برنامجه الانتخابي وما سيحققه للشعب المصري في حال فوزه في الانتخابات، ومن ذلك بناء اقتصاد قويّ وتحقيق العدالة الاجتماعية وضمان القضاء المستقل والعادل.


حمدين صباحي

القاهرة: قال النائب البرلماني السابق والمرشح المتوقع لانتخابات الرئاسة في مصر حمدين صباحي إن برنامجه الانتخابي قائم على الانتقال بمصر إلى دولة ذات اقتصاد قوي، مثلما فعل الرئيس البرازيلي السابق في بلاده خلال 8 سنوات، مؤكدًا انه سيسعى إلى تحقيق استقلال القضاء والعدالة الاجتماعية حال فوزه في الانتخابات.

وأكد صباحي في حواره مع إيلاف أنه يرى أن النظام الفرنسي هو الأنسب للتطبيق في مصر، لأنه لا يجعل الرئيس بلا صلاحيات، وفي الوقت نفسه لا يخلق رئيسا ديكتاتوريا ينفرد باتخاذ القرارات.

وفي ما يلي نصّ الحوار كاملاً

ما هي ملامح برنامجك الانتخابي؟

يتبنى البرنامج الانتخابي الخاص بي العديد من القضايا المهمة، ويهدف إلى الانتقال بمصر من دولة نامية إلى دولة ذات اقتصاد قوي، من خلال استغلال الموارد المتاحة اقتصاديًا بأفضل الطرق، ووضع خطط اقتصادية وتنموية للنهوض بمختلف المجالات، مع وضع مصلحة الوطن العليا في المقدمة، إضافة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين، ووضع حد أدنى للأجور لمختلف الوظائف، بما فيها وظيفة الرئيس، الذي سيكون راتبه بمثابة أكبر راتب متاح لأي من العاملين في الدولة، وتحقيق استقلال القضاء، بحيث يكون بعيدًا عن هوى أي شخص، حتى لو كان رئيس الدولة نفسه.

أضع أمام عيني الرئيس البرازيلي السابق، الذي نقل البرازيل من دولة نامية إلى دولة متقدمة، في 8 سنوات فقط.

كيف ترى الاختلافات الأيديولوجية التي بدأت في الظهور بقوة في الشارع بعد الثورة؟

الاختلافات الأيديولوجية موجودة في المجتمع المصري منذ القدم، وتجاهلها كان سببًا رئيسًا في ما نمر به في الوقت الحالي، لذا لابد من الحوار بين مختلف التيارات السياسية على أرضية مشتركة، ومن ثم ستكون هناك رؤية للتوافق، في حال نجاحي في الانتخابات الرئاسية سأعيّن نوابًا من مختلف التيارات لي كرئيس على أن تكون المرأة ممثلة في التيار الليبرالي.

هل توقعت قيام الثورة؟

لم يكن أحد يتوقع قيام ثورة بهذه الصورة، لكن الشعب المصري واجه العديد من المشاكل التي كانت نتيجة سياسات الفساد التي اتبعها النظام السابق من الكبير إلى الصغير، فالمواطنون أصبحوا يعانون الإهانة، سواء في الداخل والخارج، وكانت الأوضاع سيئة بشكل كبير، لذا كان لديّ إيمان بأن الثورة ستأتي في يوم من الأيام، وفي وقت قريب جدًا، وليس بعيدًا، كما كان يعتقد البعض،بسبب استخدام العنف في التعامل مع التظاهرات السلمية من قبل رجال الشرطة، وهذه التظاهرات كانت هي المتنفس الوحيد للمواطنين للتعبير عن حالة الغضب وتردي الأوضاع، لذا عندما بات هذا المنفذ مغلقًا كان من الطبيعي أن يحدث الانفجار في الشارع من خلال الثورة.

كيف ترى التحركات الشعبية المليونية التي تنزل إلى ميدان التحرير بين الحين والآخر من أجل الضغط على المجلس العسكري؟

نمر الآن بالمرحلة الانتقالية، وهي مرحلة نتخلص فيها من بقايا نظام سابق فاسد، ونبدأ فيها بناء نظام جديد، لذا يجب الإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق، وإنشاء دوائر قضائية طبيعية، تختص بنظر جلساتهم، حتى يمكن انجاز القضايا في وقت أسرع، لأنها تسير حتى الآن ببطء شديد.

وهو أمر يستفز مشاعر المصريين، كما إن ما تردد عن طلب مبارك وأسرته العفو مقابل رد الأموال المنهوبة يعتبر تلاعبًا واضحًا بمشاعر الثوار، الذين صنعوا الثورة، ورشوة للعدالة، لن يقبلها الشعب الذي قام بالثورة، لذا سيظل المصريون هم حماة ثورتهم.

في رأيي الشخصي، المرحلة الانتقالية تدار ببطء لا يخدم طبيعتها التي تحتاج التحرك بطريقة أسرع من ذلك، من أجل البدء في بناء النظام الجديد، لذا يجب أن يتم التركيز في الوقت الحالي على استعادة الأمن دوره، حتى يتحرك النمو الاقتصادي بوتيرة أسرع من ذلك، وتزيد الاستثمارات الأجنبية.

في رأيك ما هو النموذج الأنسب لمصر الرئاسي أم البرلماني؟

أرى أن النظام الأنسب لمصر هو النظام الفرنسي، ففي الوقت الذي لا يمنح فيه الرئيس سلطات مطلقة، لا يجعل في الوقت نفسه منه رئيس بلا صلاحيات، يجب أن نستفيد من أخطاء الماضي، ولا نصنع رئيس بمثابة الآلهة، كما فعل دستور 71.

كنت ممن رفضوا التعديلات التي تم إدخالها على الدستور، لكن النسبة جاءت رافضة للتعديلات، كيف ترى هذه النتيجة؟

هذه النتيجة جاءت تعبيرًا عن إرادة غالبية المصريين، لذا فعلينا احترام هذه النتائج، لأنها جاءت بطريقة ديمقراطية.

لا يمكن أن يكون هناك مرشح لانتخابات الرئاسة من دون أن تكون له رؤية للتعامل مع القضايا الخارجية، لاسيما في ظل الدور الذي تلعبه مصر، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي؟

العلاقات مع الدول الأفريقية لابد أن تعود إلى سابق عهدها، لأن هذه الدول ما زالت تعتبر مصر دولة كبيرة وذات ثقل كبير، ولها مكانة متميز لديها وتحتفظ بذكريات طيبة معها على الرغم من أخطاء النظام السابق في طريقة تعامله المتعالية معها خلال السنوات الماضية.

من خلال العلاقات القائمة على التعاون، اعتقد ان حصة مصر في مياه النيل ليست في خطر، كما يعتقد البعض بل ستزيد والدليل على ذلك الحفاوة في الاستقبال والترحيب بوفد الدبلوماسية الشعبية لدى زيارتنا لدول المنبع، أيضًا يجب أن يكون لمصر على المستوى العربي والأفريقي والإسلامي دور،والعمل على المستويات الثلاثةبطريقة متوازية.

تُعتبر معاهدة السلام مع إسرائيل quot;كامب ديفيدquot; من النقاط المثيرة لدى أي مرشح لانتخابات الرئاسة، ما هو موقفك منها؟

رأيي الشخصي أرفض الاتفاقية، لكن هذا الرأي لا يمكن إجبار الشعب المصري عليه، لأن الأمر ليس مرتبط بطبيعة الرئيس، وإنما بالإرادة الشعبية، لذا أعلنت أنني سأطرحها إلى استفتاء عام على الشعب المصري، وسيكون هناك حوار مجتمعي حولها، وكذلك سأوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، لأن العلاقة بين مصر وإسرائيل يجب أن تكون وفقًا للإرادة الشعبية، وليس وفقًا لهوى الرئيس، ويقرر طبيعة العلاقة الشعب المصري وممثله البرلمان المنتخب.

تعتبر مشكلة تمويل الحملة الانتخابية احد ابرز المشكلات التي تثار حول المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة؟

أطالب بأن يكون هناك حساب بنكي لكل مرشح، بحيث يمكن للمواطنين الداعمين له والمساندين لترشحه التبرع فيه بمبلغ مالي، يتم الصرف منه على الدعاية الانتخابية، ويكون الحساب معروف رقمه للرأي العام لمنع إثارة أي شبهات حول موضوع التمويل.

يكون الموضوع تحت رقابة الجهات القانونية، ويجب ان يكون هناك سقف لها وسقف في الإنفاق أيضًا حتى لا تتحول إلى ساحة للتباهي بين المرشحين، واعتقد أن شراء الأصوات مقابل الأموال أمر غير متوقع على الإطلاق، حتى الآن يساندني أبناء دائرتي الانتخابية بالبرلس والحامول مثلما ساندوني من قبل في الانتخابات البرلمانية التي خسرتها في الدورة الأخيرة بالتزوير من قبل النظام البائد.

البعض يرى أنّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون أصعب انتخابات رئاسية في تاريخ مصر؟

بالتأكيد، لكن ليس الانتخابات الرئاسية فحسب، وإنما الانتخابات البرلمانية أيضًا التي تسبقها، لأنها ستعتمد على أصوات الناخبين فحسب، من دون أي اعتبارات أخرى، كما كان يحدث سلفًا، لذا يتحكم الناخب في اختيار رئيسه.

ثمة شخصيات أعلنت ترشحها لانتخابات الرئاسية، ماذا تقول عنهم؟

احتفظ بعلاقة طيبة مع عمرو موسى والدكتور أيمن نور، وأحترم المستشار هشام البسطويسسي، واقدر دور الدكتور محمد البرادعي.