مؤتمر أنطاليا... رمال متحركة ترعب السّوريين

افتتحت أعمال المؤتمر السوري للتغيير صباح اليوم الأربعاء في مدينة أنطاليا التركية، ويضم المؤتمر أحزاباً وشخصيات معارضة، حيث عرضت خلاله صور لقتلى الحوادث التي تشهدها سوريا حالياً. ورفع بضعة متظاهرين صور الرئيس السوري بشار الأسد أمام مدخل الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر.


متظاهر يحرق صورة الأسد أمام القنصلية السورية في تركيا

أنطاليا: بدأت أعمال quot;المؤتمر السوري للتغييرquot;، الذي يضم أحزاباً وشخصيات معارضة في أنطاليا الساعة 9:30 (6:30 تغ) بالنشيد الوطني السوري، ثم وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح قتلى الثورة السورية.

ألقى بعد ذلك المسؤول الإعلامي للمؤتمر محمد دغمش (25 عامًا) كلمة.

وأعلن دغمش افتتاح المؤتمر قبل أن يؤكد رجل الأعمال غسان عبود في كلمة ان quot;قرارنا أن ننبذ كل الخلافات، لاننا نريد الوصول الى وطن كريمquot;.

واضاف عبود في كلمة افتتاح اللقاء quot;نلتقي هنا لنواجه نظامًا امتهن البطش في وجه شعب لا يركعquot;. وعرضت صور لقتلى الحوادث التي تشهدها سوريا حاليًا.

من جهته، اكد الشيخ محمد مراد الخزنوي، ابن العلامة الكردي محمد معشوق الخزنوي، ان quot;ما نطمح الى تحقيقه مطلب شرعي، ومساندتكم الثورة أمر شرعي، لكن هذا لا يعني اننا نريد إقامة إمارة إسلاميةquot;. وأضاف quot;ندعو إلى دولة القانون ودولة ديموقراطية ليبرالية علمانية على اساس فصل الدين عن الدولة، وليس معاداة الدولة للدينquot;.

اما فراس الغنام (19 عامًا) الناطق باسم ائتلاف صفحات الثورة السورية ضد نظام الاسد quot;لسنا ابطال المعارك. ابطال المعركة في الداخل (...)، ولا نتبع أي جهة ولا أي جماعة ولا أي حزبquot;. كما ألقى ضياء الدين دغمش الناطق باسم شباب التعبئة كلمة. وتجمع بضعة متظاهرين يرفعون صور الرئيس السوري بشار الاسد امام مدخل الفندق، الذي يعقد فيه المؤتمر، كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد اعلن مساء الثلاثاء عشية بدء المؤتمر عفوًا عامًا، يشمل الاخوان المسلمين والمعتقلين السياسيين حتى تاريخ صدوره، لكن المعارضة المجتمعة في أنطاليا سارعت الى التشكيك به، لاعتباره quot;غير كافquot; وquot;جاء متأخرًاquot;.

وقال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر quot;القرار تاخر كثيرًا، طالبناه به منذ فترة طويلةquot;. واضاف في الفندق، الذي سيعقد فيه المؤتمر لمدة يومين، quot;بالنسبة الينا نحن صدى لصوت الشعب، الذي أجمع على أنه يريد إسقاط النظام. ونحن نجتمع تحت شعار اسقاط النظامquot;.

وتابع عبد الرزاق عيد quot;نحن بحاجة الى ايضاحات حول ما اذا كان العفو يشمل المعتقلين اخيرًا مع المحكومين منذ عشرات السنينquot;. كما قال رئيس وفد الاخوان المسلمين الى المؤتمر ملهم الدروبي quot;اعتبر ان الخطوة ايجابية، لكنها غير كافية، والاخوان يطالبون بمطالب الشعب، الذي يطالب بالحرية ويريد اسقاط النظامquot;.

واضاف الدروبي quot;ان دماء الشعب لن تذهب هدرًا، وعلى من ارتكب جرائم ان يحاسب على فعلتهquot;. وبعد ابلاغ المجتمعين بقرار العفو، انطلقت الايدي بالتصفيق والاصوات بالهتاف quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;، وquot;الموت ولا المذلةquot;، وquot;اسلام ومسيحية، الشعب يريد الحريةquot;، مع التلويح بالاعلام السورية.

وبعد نحو شهرين ونصف شهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا ضد نظام الاسد، تنطلق اعمال هذا المؤتمر بهدف quot;بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارهاquot;، حسبما اجمع عليه ممثلون عن مختلف الاطراف المشاركين.

واللقاء، الذي يعقد تحت اسم quot;المؤتمر السوري للتغييرquot;، هو المؤتمر الاول الفعلي للمعارضة السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس الماضي في سوريا.

يأتي مؤتمر أنطاليا بعد اجتماع أول، شارك فيه معارضون سوريون في إسطنبول في السادس والعشرين من نيسان/ابريل الماضي، الا انه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية، دعت شخصيات معارضة سورية إلى بحث مجريات الاحداث في سوريا.

يشارك في مؤتمر انطاليا ممثلون عن جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وعن اعلان دمشق، الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.

ومنذ صباح الثلاثاء، امتلأت ردهات الفندق، الذي يعقد فيه المؤتمر، بعشرات السوريين الآتين من كل انحاء العالم. وحظي الوافدون من الداخل، وخاصة الشبان منهم، بأكبر قدر من الاهتمام، حيث تحلق ابناء المهاجر حولهم لاستقصاء اخبار الوطن.

وقال انس العبدة، رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق في الخارج، لفرانس برس ان quot;الهدف الاساسي من هذا المؤتمر هو بحث كل السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشودquot;.

واضاف العبدة ان هذا المؤتمر هو quot;خطوة مهمة في اتجاه توحيد جهد المعارضة السورية في الداخل والخارج وتنسيق عملها مع شرائح لم تكن تشكل جزءًا من المعارضة قبلاً، وهي رجال الاعمال وزعماء عشائر عربية وكردية وممثلو تنسيقيات للثورة السورية في الداخل من الشبان السوريينquot;.

ويتابع العبدة quot;كنا نتحدث في السابق عن توازن الضعف بين النظام والمعارضة. اما الان فقد اصبحت المعارضة اقوى والنظام اضعفquot;. واكد العبدة اخيرًا ان هذا المؤتمر quot;ليس سوى حلقةمن سلسلة حلقات من العمل الوطني، وهو لا يحتكر تمثيل المعارضة، ولا العمل الوطنيquot;.

واعلن رئيس وفد الاخوان المسلمين ملهم الدروبي ان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو quot;دعم الثورة السوريةquot;، معتبرًا ان quot;ما نستطيع القيام به في الخارج يتكامل مع ما يقوم به الثوار في الداخلquot;. وتوقع الدروبي في تصريح ان يحدد هذا المؤتمر quot;خارطة طريق عبر تشكيل هيئة تنفيذية للعمل على دعم الثوار لإسقاط النظام وتشكيل هيئة متابعة لتنسيق خطوات تنفيذ ما يتفق عليهquot;.

ورأى المسؤول في الاخوان المسلمين ان هذا المؤتمر وما قد يليه من مؤتمرات اخرى quot;هي محطات في مسيرة الثورة السورية للعمل على توحيد الجهود والتواصل مع المجتمع الدولي لدعم الثورة وهناك انفتاح كامل للتعامل مع المؤتمرات الاخرىquot;.

وعمّا تسرب من معلومات حول عزم مؤتمر انطاليا على تشكيل مجلس انتقالي على غرار المجلس المقام في ليبيا وعن الاتجاه من الآن لمناقشة دستور سوري جديد، قال الدروبي quot;ليس من اهداف هذا المؤتمر تأسيس مجلس انتقالي، كما إننا غير معنيين حاليًا بمناقشة دستور، فالهدف الاساسي الان دعم الثورة لاسقاط بشار الاسدquot;.

من جهته، يوضح محمد دغمش في اللجنة الاعلامية للمؤتمر ان quot;عدد المشاركين سيكون نحو 300 شخص من شرائح مختلفة، تضم غالبية اطياف المعارضة من شخصيات سياسية وثقافية وكتاب وفنانينquot;.

واوضح ان quot;نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا، ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخلquot;. ومن المتوقع ان ينهي المؤتمر اعماله الخميس بإصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للإعلامَين العربي والتركي.

وافاد عدد من المشاركين في المؤتمر انهم فوجئوا بتظاهرة تضم نحو 40 شخصًا يحملون صورًا للرئيس السوري، وهم يقفون امام مدخل المطار قبل ظهر الثلاثاء، ونقلوا ان بعض الواصلين من المشاركين في المؤتمر quot;تعرضوا للضرب والشتائمquot; قبل ان تصل الشرطة التركية وتفرق التظاهرة.