أوصت الأجهزة المعنية في تل أبيب ذوي الجاسوس الاسرائيلي المعتقل في مصر بعدم الحديث عن الجهود الأميركية والإسرائيلية الرامية الى الإفراج عنه، ونفي الاتهامات المنسوبه له، في حين افادت معطيات عبرية ان الجاسوس المتهم يعد واحداً من 2.400 شاب يهودي من مختلف دول العالم تطوعوا لخدمة إسرائيل.


الجاسوس الإسرائيلي الموقوف في مصر على ذمة التحقيق أثناء زيارته القاهرة أثناء ثورة يناير

محمد نعيم من تل أبيب: تجري سفارتا الولايات المتحدة وإسرائيل في القاهرة اتصالات حثيثة بأجهزة الأمن المصرية في محاولة لنفي الاتهامات عن الجاسوس الإسرائيلي quot;إيلان جربلquot;، الذي اعتقلته الشرطة العسكرية المصرية الأحد الماضي.

ووفقاً لتقارير نشرتها آلة الإعلام العبرية، رفضت quot;إيرين جربلquot; والدة الجاسوس المعتقل في مصر، الحديث عن الاتصالات التي تلقتها من أجهزة الأمن والخارجية الإسرائيلية، التي أوصتها وجميع أفراد أسرتها بعدم الإدلاء من قريب أو بعيد بأية تصريحات تتعلق بمحاولات واشنطن وتل أبيب إطلاق سراح جربل، بداعي عدم ثبوت أدلة إدانته.

تطورات سياسية وحقوقية
في اتصال هاتفي أجرته القناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي، زعمت quot;إيلان جربلquot; والدة الجاسوس الإسرائيلي المعتقل، أن ابنها قام بزيارة إلى القاهرة والإسكندرية، ممثلاً لإحدى المنظمات القانونية الأميركية غير الهادفة إلى الربح، لمتابعة ما يجري في مصر من تطورات سياسية وحقوقية في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير، ولم يكن نشاطه خلال الزيارة قائماً على جمع معلومات لمصلحة الموساد أو الخارجية الإسرائيلية، كما تشير لوائح الاتهام المصرية المقدمة ضده.

تحفظت جربل الأم في حديثها على عدد ليس بالقليل من الأسئلة التي وجّهها إليها مذيع القناة التلفزيونية الإسرائيلية، مما يعطي انطباعاً، بحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، برغبة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في التعتيم على الاتصالات الجارية مع مصر لإعادة إيلان جربل إلى أسرته.

ولعل موقف جربل الأم لم يختلف عن الأب، الذي واصل حملة النفي القاطع لتورط ابنه في قضية التخابر، إلا أنه عوّل كثيراً على الولايات المتحدة، لما وصفه بتبرير موقف جربل الابن، وحيثيات وجوده في مصر، خاصة أن الجاسوس المتهم يحمل الجنسية الأميركية، إلى جانب جنسيته الإسرائيلية، كما هو الحال بالنسبة إلى الجندي الإسرائيلي المخطوف في قطاع غزة جلعاد شاليط، حيث إنه يحمل الجنسيتين الفرنسية والإسرائيلية، لذلك تبذل الحكومة الفرنسية جهوداً حثيثة للمساعدة في إطلاق سراحه.

وكانت الخارجية الإسرائيلية قد حاولت نفي خبر اعتقال إسرائيلي متهم بالتجسس في القاهرة، وفور بث الخبر على وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، سارع المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ليعلن أن quot;التقارير الآتية من القاهرة حول اعتقال جاسوس إسرائيلي في مصر عارية تماماً من الصحةquot;.

وفي حديث مع يديعوت أحرونوت، قال والد الجاسوس الإسرائيلي، الذي يقيم في مقاطعة quot;كوينسquot; في ولاية نيويورك الأميركية إن ايلان زار مصر موفداً عن منظمة تطوعية أميركية، مؤكداً أن تلك المنظمة تعمل في إطار إحدى مدارس القانون التابعة لجامعة quot;أموريquot; في ولاية جورجيا، وأضاف: quot;تنظم تلك المنظمة لنشطائها عدداً من الرحلات السنوية لمختلف دول العالم، وفي هذا السياق أوفدت المنظمة إيلان جربل إلى مصر، ووصل إليها في التاسع من شهر أيار/ مايو، بعدما زار بعض الدول الأوروبية في طريقه إلى مصر.

على الرغم من ذلك، أكد جبرل الأب أن ابنه أقام في العام الماضي في إسرائيل، وكان مجنداً في الجيش الإسرائيلي منذ عام 2005 في سلاح المظليين، وتحديداً في الكتيبة رقم 101، وبرر الأب خدمة ابنه في الجيش الإسرائيلي بأنه quot;شديد التعاطف مع إسرائيل والحركة الصهيوينةquot;، وبعد إنهاء الخدمة العسكرية، غادر إلى الولايات المتحدة، ليدرس في إحدى مدارس القانون التي أوفدته إلى مصر، وهناك أقام في أحد الفنادق المتاخمة لميدان التحرير، كما إنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، الأمر الذي خلق بينه وبين المصريين أجواء من التقارب.

آخر اتصال بالجاسوس
إلى ذلك، أوضح دانيال جربل والد الجاسوس المعتقل في مصر أن آخر اتصال هاتفي أجراه بابنه كان السبت الماضي، مؤكداً ان ايلان كان يعتزم مغادرة مصر في نهاية آب/ اغسطس المقبل، ليعرج إلى إسرائيل، ثم يعود إلى الولايات المتحدة، إلا أن جربل الأب لم يوضح أسباب سفر ابنه إلى اسرائيل قبل العودة الى الولايات المتحدة، الامر الذي فرض علامات استفهام كبيرة حول القضية برمتها، وفقاً لتقدير مراقبين أمنيين في القاهرة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة هاآرتس العبرية، قرر إيلان جربل اليهودي الأميركي، البالغ من العمر 20 عاماً، تلقي الدراسة الأكاديمية لمدة عام في جامعة بن غوريون الإسرائيلية، إلا انه خلال العام الدراسي، قرر الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي، وعلى خلفية رغبته تلقى تدريبات في قيادة الاركان، غير انه لم يجتاز تلك التدريبات، خاصة ان لغته العبرية كانت ضعيفة للغاية، الامر الذي فرض عليه الخدمة في سلاح المظليين، وخلال حرب لبنان الثانية عام 2006 أصبح واحداً من بين 20 جندي إسرائيلي تعرضوا للإصابة في تلك الحرب أمام عناصر حزب الله.

تعليقاً على خدمة ايلان جربل في الجيش الاسرائيلي، قال quot;اهارون هوربتشquot; احد اليهود الاميركيين الذين خدموا في الجيش الاسرائيلي: quot;إيلان كغيره من الجنود الذين يشعرون بواجبهم في الدفاع عن اسرائيل، وهم على استعداد لتقديم اية خدمة، بما في ذلك quot;العمل الاسودquot;. واوضح هوربيتش انه كيهودي على قناعة بضرورة دفاعه وقرنائه عن إسرائيل على اعتبار أنها دولة اليهود.

أما quot;غوش سكنوفيسكيquot;، وهو يهودي بريطاني، فقال في حديث للصحيفة العبرية: quot;هناك عدد كبير من الشباب اليهودي quot;المثاليquot; الذي يتطلع إلى خدمة إسرائيل من أي موقع يوجد فيه، وانا شخصياً اتمنى الخدمة في جيش quot;الدولة اليهوديةquot; للدفاع عنها ضد اية جبهة معاديةquot;.

وتفيد معطيات هاآرتس أن إيلان جربل كان واحداً من بين 2.400 جندي يهودي تجندوا في الجيش الاسرائيلي من مختلف دول العالم، وهم في معظمهم متطوعون، وان نصف هؤلاء المتطوعين اليهود تقريباً ينحدرون من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وتعكف الوكالة اليهودية على تشجيع مثل هذه الهجرة، خاصة بين الشباب صغير السنّ، وينحدر ما يقرب من 120 جندي يهودي قدموا إلى اسرائيل من الولايات المتحدة وكندا.

وتضيف المعطيات أن جزءاً من الشباب اليهودي المتطوع قدم الى اسرائيل من اجل الاستثمار بما يخدم مصالح الدولة العبرية، غير أن بعضهم يفضل تأدية الخدمة العسكرية التطوعية في الجيش الاسرائيلي، وتقتصر مدة الخدمة بالنسبة إلى المتطوع على تسعة اشهر، يعود بعدها الشاب اليهودي الى موطنه الاصلي.