المنزل الذي قتل فيه أسامة بن لادن

اهتمت اليوم مجلة quot;التايمquot; الأميركية بالحديث عن الأسباب التي دفعت بباكستان لاستهداف الأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة في تعقب وتقفي أثر زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن. وبعد أن لفتت في بداية حديثها إلى أجواء التوتر التي هيمنت على العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن، بعد عملية قتل بن لادن، مضت المجلة تشير إلى نفي الجيش الباكستاني الصارم أن يكون أحد ضباط الجيش -قيل إنه سجَّل أرقام السيارات التي كانت تتردد على مجمع زعيم القاعدة على بعد 50 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من إسلام آباد ndash; قد تم اعتقاله.

غير أن أحد ضباط الجيش الباكستاني أوضح أن التحقيقات جارية الآن مع بعض المدنيين الذين تتراوح أعدادهم ما بين 30 إلى 40 فرداً، وأن بعضهم قد أُطلِق سراحه يوم الثلاثاء الماضي. لكن المجلة الأميركية أوضحت أن هناك احتمالات تتحدث عن أن الضابط المحتجز، والذي يعتقد أنه يعمل مسعف في الجيش، ربما كان يقيم في منزل يقع بالقرب من المجمع الذي كان يتواجد فيه بن لادن، حيث كانت هناك لوحة تقول إن العقار يخص الضابط أمير عزيز، وهي اللوحة التي أزيلت في وقت لاحق.

ورأت المجلة أن تلك الخطوة التي اتخذت بحق المرشدين الذين تعاونوا مع واشنطن بدت كمحاولة للوقوف على ما تراه المخابرات الباكستانية على أنها أحادية أميركية وتوسع غير مصرح به لبصمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في باكستان. وقال مسؤول باكستاني بارز إن المخابرات الباكستانية تحاول أن ترسي القاعدة التي تتحدث عن أن السي آي إيه لا تعمل بشكل مستقل في باكستان.

وتابعت المجلة بقولها إن أكثر ما تسبب على ما يبدو في إثارة غضب جنرالات باكستان الأقوياء هو عدم الثقة الذي أظهرته واشنطن في الغارة الأحادية التي نفذتها من جانبها لاصطياد بن لادن ndash; وكذلك الضعف الاستراتيجي الذي تعرضت له. وأثناء الغارة، تنبأ دبلوماسيون غربيون كبار في إسلام آباد بأن ترد المؤسسة الأمنية الباكستانية في غضون يومين. لكن رد الجنرالات جاء عنيفاً بطرق أقل إفادة.
وأكدت التايم أن الخطوات التي اتخذتها باكستان مؤخراً ضد المخبرين وغيرهم توحي بأن هناك رغبة في أن يُنظَر إليها على أنها تقف في وجه الولايات المتحدة. ثم نوهت المجلة إلى رغبة كبار مسؤولي الجيش والمخابرات في باكستان في خفض مستوى تواجد السي آي إيه والجيش الأميركي بباكستان. ولفتت إلى أنهم قاموا الأسبوع الماضي بطرد مجموعة من المدربين العسكريين الأميركيين الذين تم دعوتهم للبلاد، كي يساعدوا في تعزيز القدرات الخاصة بمكافحة التمرد لدى القوات الباكستانية التي تقاتل الميليشيات المسلحة في المناطق القبلية بامتداد الحدود الأفغانية.

وختمت المجلة بقولها إن حملة الاعتقالات التي طالت مؤخراً المخبرين ( الذين تعانوا مع السي آي إيه من أجل اصطياد زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن) أتت في أعقاب المزاعم التي تحدثت من خلالها وكالة السي آي إيه عن أن المخابرات الباكستانية ربما أبلغت الميليشيات المسلحة المتمركزة في مصانع القنابل بوزيرستان، بعد أن علم الباكستانيون بمواقعهم من خلال المعلومات التي مررتها لهم السي آي إيه. ولفتت التايم إلى أن مثل هذا الفشل في عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية واتخاذ إجراءات ضد المتشددين الذين يهاجمون القوات الأميركية في أفغانستان هو ما جعل الرئيس أوباما يُفسِّر تكثيفه لعمليات السي آي إيه في باكستان.