قال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي بدأت محاكمته غيابيا انه تعرض لما أسماها quot;خديعةquot; اضطرته لان يبقى خارج تونس، ونفى أن يكون أعطى أوامر لقوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين الذين كانوا يطالبونه بالتنحي، مؤكدا أنه استقلّ طائرة إلى السعودية لتوصيل أسرته لمكان آمن وانه كان يعتزم العودة.


جانب من الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي

تونس: تتواصل في تونس محاكمة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في قصر العدالة في العاصمة وبحضور مكثّف من وسائل الإعلام المحلية و الدولية.

وانطلقت حوالى الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في المحكمة الابتدائية في العاصمة محاكمة بن علي وزوجته من قبل الدائرة الجنائية في غياب المتهمين وبحضور عدد كبير من المحامين يتقدمهم عميد المحامين التونسيين عبد الرزاق الكيلاني.

وتلا رئيس هيئة المحكمة القاضي التوهامي الحافي لائحة الاتهام في القضية الأولى وهي القضية عدد 23004 أو ما تعرف بقضية quot;قصر سيدي الظريفquot; والتي يحاكم فيها بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي بتهمة تتعلق خاصة بالاستيلاء على المال العمومي والاختلاس قبل أن يتم الاستماع إلى النيابة العمومية.

ورافع المحامي عبد الستار المسعودي الذي مكنته المحكمة من التقديم فيquot; الجانب الشكليquot; لا غير وفق مقتضيات الفصل 141 من مجلة الإجراءات الجزائية التونسية.
وواصلت المحكمة بعد استراحة ب15 دقيقة النظر في القضية الثانية عدد 23005 المعروفة بقضية quot;قصر قرطاجquot; والتي تتعلق بالخصوص بالمخدرات وبإدخال أسلحة وذخيرة نارية وعدم الإعلان عن امتلاك آثار منقولة.

وينوب المتهمين في هذه القضية الثانية المحامون الذين سخرتهم الهيئة الوطنية للمحامين وهم عمر خميلة وبشير المحفوظي وحسني الباجي الذين طالبوا بالتأجيل حتى يتمكنوا من الاطلاع على ملف القضية.

وأكد بن علي عبر بيان نشره محاميه اللبناني أكرم عازوري وحصلت (إيلاف) على نسخة منه، انه تعرض لخديعة اضطرته لان يغادر البلاد ونفى إعطاءه أوامر لقوات الأمن بإطلاق النار على المحتجين الذين كانوا يطالبونه بالتنحي.

وقدم بن علي في بلاغه سردا تفصيليا للأحداث التي انتهت بمغادرته تونس متوجها إلى السعودية يوم 14 يناير كانون الثاني منهيا 23 عاما قضاها في السلطة.

وقال انه وافق على أن يستقل طائرة إلى المملكة العربية السعودية لتوصيل أسرته لمكان آمن وانه كان يعتزم العودة على الفور، بعد أن اعلمه مدير أمنه الشخصي علي السرياطي بوجود مؤامرة لاغتياله وأن الوضع في العاصمة التونسية quot;خطر جداquot;.

وقال البيان ان رئيس الأمن الرئاسي حضر اليه في مكتبه وقال له ان أجهزة مخابرات من دول quot;صديقةquot; قدمت معلومات عن وجود مؤامرة لاغتيال بن علي.
وقال انه اقتنع بان يستقل الطائرة التي كانت تحمل زوجته وأبناءه لمكان امن في جدة في المملكة العربية السعودية لكن بنية العودة على الفور، مضيفا انه وبعد الوصول إلى جدة عادت الطائرة إلى تونس دون انتظاره بما يتعارض مع أوامره، مؤكدا لم يترك منصب رئيس الجمهورية ولم يفر من تونس كما اتهم كذبا، لكنه قال إن الطائرة غادرت السعودية دونه بعد أن تجاهل الطاقم أوامره، مؤكدا ان من يشهد على كلامه هذا هم المدير العام المكلف بأمن الرئيس ومدير التشريفات وقائد الطائرة والمدير العام للخطوط الجوية التونسية.

كما نفى بن علي الذي بدأت محاكمته غيابيا صباح الاثنين الاتهامات الموجهة له بحيازة المخدرات والأموال والمجوهرات والأسلحة بشكل غير مشروع.

وأضاف أن الأسلحة كانت هدايا من رؤساء دول وان المجوهرات هدايا من شخصيات أجنبية مرموقة لزوجته ليلى الطرابلسي.

وأضاف أنه تم دس الأموال والمخدرات في منزله والقصر الرئاسي بعد رحيله في إطار quot;مؤامرة ضدهquot;.

ونفى ان يكون أعطى أمرا بإطلاق النار على المتظاهرين وquot;يمكن إثبات ذلك من خلال اتصالات بين الرئاسة ووزارة الداخلية والوزارات المختلفة في مكالمات مسجلةquot;، على حدّ تعبيره.

وفي محاكمة تعقد لاحقا في محكمة عسكرية من المتوقع أن يواجه بن علي اتهامات بأنه أمر الشرطة بفتح النار على المحتجين خارج العاصمة ما أسفر عن مقتل المئات على مدى ثلاثة أسابيع.

إلى ذلك، قررت هيئة المحكمة التونسية رفع الجلسة حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر للمفاوضة والحكم في القضية الأولى، والنظر في طلب الدفاع الخاص بالتأجيل في القضية الثانية، على أن تستأنف أشغالها عشية الاثنين.

تنشر (إيلاف) فيما يلي تصريح الرئيس التونسيّ المخلوع كما أورده محاميه اللبناني أكرم عازوري