تفاوتت المواقف الرسمية والسياسية في لبنان حول مطلب رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النيابية اللبنانية الرئيس فؤاد السنيورة بإعلان طرابلس مدينة quot;منزوعة السلاحquot;. ففيما أثنى عليه البعض، رأى فيه آخرون التفافاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومحاولة للرد على اتهامه المعارضة بالتسبب في اندلاع الاشتباكات في المدينة.

المفتي مالك الشعار

بيروت: استأثر الموقف الصادر عن الاجتماع الذي عقده رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أمس الاثنين، وحضره نواب الكتلة في طرابلس والشمال ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، والمطالب بإعلان طرابلس مدينة quot;منزوعة السلاحquot; باهتمام أوساط رسمية وسياسية وقيادات ومراجع طرابلسية والتي توزعت آراؤها حوله. إذ هناك من رحب به وأثنى على المبادر له، فيما رأى فيه آخرون التفافاً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومحاولة للرد على اتهامه المعارضة بالتسبب في اندلاع الاشتباكات في المدينة يوم الجمعة الماضي، بين منطقتي quot;باب التبانةquot; السنية وجبل محسن quot;العلويةquot;.

وفيما امتنعت أوساط قريبة من ميقاتي التعليق على ما طلع به الاجتماع المذكور، لافتة الى أن موقف رئيس الحكومة سيسمعه فريق العمل المشكل من قبل المجتمعين خلال زيارته المرتقبة له، كما صرح بذلك المفتي الشعار الذي أعلن أيضاً أن الفريق المذكور سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لطرح تصوره من أجل قضية طرابلس والشمال، إلا أن هذه الأوساط لم يفتها التذكير بأن الرئيس ميقاتي لطالما نادى في تصريحات إعلامية له بسحب السلاح من المدن، مميزاً بين سلاح المقاومة والسلاح داخل المدن، وقد كرر ذلك في حديثه الى المحطة اللبنانية للإرسال عشية اهتزاز الوضع الأمني في طرابلس.

من جهته رحب وزير الدولة النائب أحمد كرامي (حليف الرئيس ميقاتي) بجعل مدينته طرابلس خالية من السلاح، وقال لـ quot;إيلافquot; أنه كنائب عن المدينة يتمنى أن يحصل ذلك اليوم قبل الغد، لكنه أشار الى أن مثل هذا الإجراء يلزمه قراراً سياسياً يتخذه مجلس الوزراء، ولا يمكن لمجموعة أو أفراد مهما علا شأنهم أن يقوموا به بدلاً من الدولة والمؤسسات المعنية. وتساءل كرامي عن السبب الذي حال دون مطالبة القيادات والمسؤولين يوم التقوا في دارة المفتي الشعار قبل سنتنين، وبعد أشهر من احتدام المعارك في طرابلس، للتوقيع على بنود المصالحة الخاصة بطرفي النزاع بجعل المدينة quot;منزوعة السلاحquot;، علماً أن مثل هذا الإعلان كان ليتخذ وقعاً خاصاً، كون المشاركين في الاجتماع هم من أصحاب القرار وفي مقدمهم رئيس الحكومة حينذاك فؤاد السنيورة وزعيم quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري ومعهما رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ورئيس الحزب العربي الديموقراطي علي عيد. ولفت الوزير أحمد كرامي أن الوفد المنبثق عن اجتماع الكتلة سيزور كلاً من الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي quot;وحسناً فعل في ذلك كونه أعاد الملف الى موقعه الأصليquot;.

هذا ورفض المفتي الشعار تصوير المبادرة الصادرة عن الاجتماع الذي عقد برئاسة السنيورة، على أنه موجه ضد الرئيس ميقاتي، لافتاً الى أن من يشيع مثل هذه الأقوال لا يدرك مدى العلاقة الطيبة والمتينة التي تجمع بينه وبين الرئيس ميقاتي. وكشف الشعار لـ quot;إيلافquot; أنه كان قد اتصل برئيس الحكومة بعد أدائهما صلاة الجمعة معاً في المسجد المنصوري الكبير بطرابلس، مقترحاً عليه عقد اجتماع للبحث في الوضع المتدهور بين quot;التبانةquot; وquot;الجبلquot;، إلا أن انشغال ميقاتي بعقد مؤتمر صحافي بحضور الوزراء الطرابلسيين الأربعة: محمد الصفدي وأحمد كرامي وفيصل كرامي ونقولا نحاس، حال دون ذلك. وذكر المفتي الشعار أنه اتصل أيضاً بالرئيس السنيورة عارضاً عليه المجيء الى طرابلس للبحث في الموضوع وقد أبدى الأخير ترحيبه بذلك، واتفق على عقد الاجتماع يوم الأحد الماضي، لكن ظروفاً طارئة حالت دون تمكّن السنيورة من الحضور الى عاصمة الشمال، فاستعيض عن ذلك باجتماع موسع التأم في مكتبه في بيروت بمشاركة نواب طرابلس والشمال والمفتي الشعار والنائب في كتلة المستقبل نهاد المشنوق، والوزير السابق عمر مسقاوي والأمين العام لـ quot;تيار المستقبلquot; أحمد الحريري ورئيس بلدية طرابلس نادر غزال والنقيب السابق للمحامين في طرابلس رشيد درباس.

وكان المفتي الشعار قد صرح بعد هذا الاجتماع عن عزم المجتعين عقد لقاء آخر موسع ينضم إليه الرئيس ميقاتي والوزيرين محمد الصفدي وأحمد كرامي أو من ينوبون عنهم لإنشاء مجلس قيادة من أجل استيعاب كل ما يحدث في مدينة طرابلس وإيجاد حل له.

هذا واستغربت أوساط سياسية متابعة إغفال المفتي الشعار عن ذكر وزير الشباب والرياضة فيصل عمر كرامي في عداد الذين يشملهم التواصل، إلا أن الشعار ورغم تدهور العلاقة بينه وبين والد الوزير فيصل كرامي، رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، استدرك الأمر كما أبلغ quot;إيلافquot; وأعلن في تصريحات له اليوم الثلاثاء أن الاجتماع الذي اتفق على عقده سيضم جميع الوزراء والنواب من أبناء طرابلس والشمال.