قال مصدر رفيع في المعارضة اليمنية لـ إيلاف إن لقاءً ضم قادة اللقاء المشترك بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان مساء الأربعاء، واستمر قرابة سبعين دقيقة، وذلك عقب لقاء مماثل بنائب الرئيس عبدربه منصور ونجل الرئيس صالح.
جيفري فيلتمان |
غمدان اليوسفي من صنعاء: أوضح مصدر رفيع في المعارضة اليمنية أن فليتمان أكد على موقف الولايات المتحدة الداعم لنقل السلطة بشكل آمن وسريع وفقًا للمبادرة الخليجية.وقال المصدر إن المسؤول الأميركي عبّر عن صدمته لما شاهده في شوارع العاصمة من حالة عسكرية وأمنية ومن انقطاع الكهرباء والظروف الصعبة التي وصلت إليها البلاد.
وحسب المصدر، الذي حضر اللقاء، فإن فليتمان أكد أن زيارته ليست لإقناع الجانب الرسمي في اليمن، لكنها لتوضيح الموقف الأميركي، وإزالة التباين حوله، وأن الولايات المتحدة واقفة حاليًا مع المبادرة الخليجية، التي تنص على تسليم السلطة بشكل آمن وسلس، وأنه أبلغ نائب الرئيس صالح ونجله بهذا الأمر في لقاء سبق لقاء المعارضة.
وقال إن فليتمان أعرب عن مخاوف الولايات المتحدة من التأخير في تنفيذ المبادرة الخليجية، معبّرًا عن قلقه من تدهور الوضع فيالبلاد. وينهي فيلتمان اليوم الخميس زيارة لليمن، هي الأولى لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية منذ بداية الأزمة، التقى خلالها بكل من نائب الرئيس ونجل الرئيس اليمني أحمد علي عبدالله صالح ووزير الخارجية الذي سلمه رسالة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
تضمنت رسالة كلينتون إدانة للاعتداء الذي استهدف الرئيس علي عبد الله صالح وكبار المسؤولين اليمنيين في جامع الرئاسة في الثالث من يونيو /حزيران الجاري، مؤكدة أن السفارة الأميركية في صنعاء ستعمل مع الحكومة اليمنية لتقديم المساعدة المطلوبة.
وقالت في رسالتها: quot;لا يمكن للعنف أن يحلّ القضايا التي تواجه اليمنquot;.. معربة عن تطلعها إلى العمل مع الحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون الخليجي وبقية الشركاء الدوليين وأصدقاء اليمن لما من شأنه حل الأزمة السياسية في اليمن، بما يلبي احتياجات وتطلعات الشعب اليمنيquot;.
في السياق عينه، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن نائب الرئيس صالح والقائم بأعماله عبدربه منصور هادي قال في لقائه مع المسؤول الأميركي إن quot;اهتمامات الرئيس الأميركي باراك أوباما الشخصية بالدول والجهات الشقيقة والصديقة لتلافي حدة التوتر في اليمن قد ساعدت إلى حد كبيرفي تجاوز المراحل الخطرةquot;.
وتقود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساعي إلى نقل السلطة إلى نائب الرئيس اليمني، حسب الدستور، مستغلة وجود الرئيس صالح في الرياض لتلقى العلاج منذ 3 أسابيع. من جانبها دعت اللجنة التنظيمية للثورة إلى مقاطعة زيارة فيلتمان لليمن، تنديداَ بالموقف الأميركي من الثورة.
وتلقى للولايات المتحدة انتقادات من قبل المعتصمين ضد نظام صالح، ويتهمها البعض بدعم صالح تحت مبرر اعتباره حليفاً مهماً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وتعدّ زيارة فيلتمان لليمن هي الثانية، حيث كان قد زار صنعاء في مارس/ آذار من العام المنصرم، والتقى الرئيس صالح ومسؤوليه، وناقشوا القضايا المتعلقة بالحرب على الإرهاب.
المبادرة أنسب الحلول
يقول المحلل السياسي عبدالغني الإرياني لـ إيلاف إن quot;المجتمع الدولي عموًما، والولايات المتحدة في المقدمة، يسعون إلى إقناع الأطراف اليمنية بالاستمرار في المبادرة الخليجية، وهذا يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية والاستمرار في إجراءات النقل الآمن للسلطةquot;.
وأضاف: quot;فيلتمان جاء إلى اليمن لكي يتحدث مع الأطراف المعنية، بينها المعارضة وأبناء الرئيس وإقناعهم في الاستمرار في تنفيذ المبادرة الخليجية، ويلتقي بأولاد الرئيس لكونهم العقبة الأساسية في طريق الاستمرار في الشرعية الدستوريةquot;.
ورأى الإرياني أن أبناء الرئيس quot;يجدون صعوبة كبيرة في تقبل هذه النتيجة، لكنه هو الأمر الذي كان والدهم على وشك التوقيع عليه يوم الثلاثاء، الذي تلا حادث التفجير في جامع النهدين، والحادث هو الذي حال دون التوقيع عليها من قبل الرئيس بعدما كان قد اتخذ القرار هو وأركان حكمه قبيل الحادث بقليل (تحديدا الساعة 12 ظهرًا)، على أن يتم التوقيع على المبادرة الخليجية الثلاثاء المقبل من ذلك التاريخ، وذهبوا بعد الاجتماع إلى الصلاة، فوقعت هذه الحادثة، وهي التي عطلّت التوقيعquot;.
ورأى أن quot;زيارة فيلتمان لم تكن متوقعة، لكن استمرار بحث المسألة بالفعل كان متوقعًا من قبل الولايات المتحدة الأميركيةquot;.
وتابع: quot;حاليًا الجواب النهائي هو عند الرئيس صالح، وليس عند أولادهquot;. ويقول الإرياني إن quot;السعودية ستبذل جهدها لإقناع صالح بعدم سلامة فكرة العودة، فالسعودية مقتنعة تمام الاقتناع بضرورة توقيع صالح على المبادرة الخليجية والاستمرار في تنفيذ بنودها لأنها أساسا هي فكرتهاquot;.
ويعتبر quot;أن المبادرة هي المخرج الوحيد، والذين يتحدثون عن أن المبادرة لا تعطي الثورة حقها فهو كلام غير منطقي، فالمبادرة تقوم بترتيب نقل السلطة، ولاشك أن النقل الآمن للسلطة أفضل من العنف واستخدام السلاحquot;.
تأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من إعلان سفارة الولايات المتحدة في صنعاء عن وصول معونات غذائية إلى اليمن بقيمة 10 مليون دولار، مقدمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لبرنامج الغذاء العالمي. وتحتوي على الدقيق والفاصوليا وزيت الطهي، وذلك للإسهام في دعم 416 ألف شخص في صعدة وحرض في حجة شمال البلاد، غالبيتهم من النازحين المحليين ومتضررين جراء الحرب في صعدة.
لقاء بين النائب والأحمرين
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من الشيخ صادق الأحمر إن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عقد اجتماعًا مشتركًا مع القائد العسكري المنشق عن النظام اللواء علي محسن الأحمر، وزعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، إضافة إلى شقيقه رجل الأعمال والقيادي في المعارضة الشيخ حميد الأحمر.
وحسب المصدر، فإن الاجتماع تطرق إلى quot;آلية نقل السلطةquot; في اليمن، في ظل غياب الرئيس علي عبدالله صالح، وذلك quot;من أجل ان يمارس نائب الرئيس صلاحيات الرئيس بشكل كاملquot;.
التعليقات