قرر أمير موناكو، ألبير الثاني، المعروف بتواضعه وخجله الدخول إلى قفص الزوجية في مطلع الشهر المقبل، ليس هذا فحسبن بل إنه يخطط وزوجته شارلين ويتستوك لإنجاب طفل، ويتوقع أن ينعكس هذا الزواج على المملكة الصغيرة، ويغيّر الأفكار النمطية السائدة حولها في العالم.

تحتفل موناكو في نهاية الأسبوع المقبل، في 1 يوليو/تموز، بزواج الأمير ألبير الثاني من خطيبته شارلين ويتستوك، الذي سيساهم في إظهار موناكو بصورة أفضل، خاصة أنها إمارة تعاني الأفكار النمطية.

وفي انتظار النتائج الإيجابية لهذا الزواج شعبياً واقتصادياً، يستعد سكان موناكو لاحتفال ضخم يستمر 3 أيام، بحضور نحو 200 ألف زائر.

ويتوقع الأمير ألبير الثاني أن quot;يشكل هذا الزواج فرصة لتسليط الضوء على الإمارة، والمساهمة في وضع حد للأفكار السائدة المترسخة عنها، وإن لم تكن هذه هي الغاية الأولى من الزواج!quot;.

ورداً على سؤال قال ستيفان بيرن، الصحافي في قناة quot;فرانس2quot;، إننا quot;نميل دائماً إلى قول إن موناكو هي عاصمة ألعاب الحظ مثلاً، مع أن هذا القطاع يمثل 4% فقط من إجمالي ناتجها المحليquot;.

وأضاف quot;لا أحد يذكر شركات التكنولوجيا النانو في فونتفييلquot; التي تعكس مواكبة الإمارة للحداثة، على سبيل المثال!.

من العناصر الأخرى التي يمكن أن تغير الأفكار النمطية هو زواج أمير من quot;الرعيةquot;، في تطور طبيعي للعادات والتقاليد. كما إنه quot;سيضفي الطابع الديمقراطي على الأنظمة الملكيةquot;.

سيكون لزفاف ألبير وشارلين وقع زفاف الأمير البريطاني ويليام وكاثرين ميدلتون نفسه، لأن هذا الزواج quot;أشبه بالحلمquot; الذي يجعل الجميع quot;يصدق القصص الخرافيةquot;.

أما بالنسبة إلى أوجه الاختلاف بين الزفافين فأشار ستيفان إلى نقطتين، الأولى بروتوكولية، وهي أن quot;ألبير أمير موناكو هو أمير حاكم، بينما ويليام الثاني في ترتيب خلافة العرش في بريطانياquot;. ومن ناحية الأجواء، يتوق الجميع إلى أن يكون الزفاف ساحراً، مثل الزفاف البريطاني، لكن مع مزيد من الحرارة والألفة.

فالمراسم الدينية ستقام quot;في الهواء الطلقquot; في ساحة الشرف في القصر، كما إن الأمير دعا رعيته لحضور الزفاف على شاشات عملاقة. وأخيراً، يعكس تنوع المدعوين إلى الزفاف الطابع العالمي لدولة تضم 120 جنسية. ويشير ستيفان بيرن إلى أن quot;ذلك سيعطي الاقتصاد دفعة، ويشكل متنفساً في هذه الفترة المقلقة. وهو أيضاً بادرة أمل لأن الزواج هو وعد بوريثquot;.

سيرأس مراسم الزواج المدني، في الأول من يوليو، في الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، مدير الدوائر القضائية فيليب مارمينو، فيما يرأس رئيس أساقفة موناكو، المطران بارسي، المراسم الدينية في اليوم الذي يليه.

ووفقاً لما نشرت مجلة quot;هالوquot; البريطانية فقد اختارت أميرة موناكو المقبلة مصمم أزياء فستان الملكة رانيا quot;جورجيو أرمانيquot; لتصميم فستان زفافها المرتقب.

هذا فيما تستعد وسائل الإعلام الغربية للاحتفال بالزواج الأسطورى الثاني بعد زواج الأمير وليم وزوجته كات، للأمير موناكو ألبير الثاني وزوجته شارلين - ويتستوك من جنوب أفريقيا يوم 2 يوليو المقبل.

فقد قامت خمسون محطة تليفزيونية بوضع كاميراتها على الصخرة التي سوف تنقل من خلال حفل الزواج الذي من المنتظر أن يشاهده 2 مليار مشاهد، والذي يتكلف أكثر من مليون يورو دفعتها إمارة موناكو، بينما يستغرق خمس ساعات بث مباشر.

كما رفض الأمير ألبير الثاني قيام طائرات هليكوبترا بتصوير حفل الزفاف، لأن ذلك يسبب ضوضاء تدمر بالبيئة، كما يوجد 200 سيارة quot;ليموزين بى ام دبليوquot; لنقل الضيوف من الشخصيات الكبيرة.

وقامت إحدى محطات التلفزيون الألماني برصد مبلغ 40 ألف يورو من أجل تأجير بلاتو لمدة أسبوع تضع فيه 15 كاميرا إضافية.

وكانت شارلن ويتستوك، فتاة الجنوب أفريقيَّة الشقراء، قررت تغيير مذهبها الديني، لتتمكَّن من إتمام زواجها.

وبقرارٍ فرديٍّ منها وبحريَّةٍ مطلقةٍ، إعتنقت شارلين الكاثوليكيَّة بدلًا من البروتستانتيَّة، وذلك كي تنتمي إلى الدين الرسمي لإمارة موناكو، وتزيل أي عائق قد يقف أمام زواجها بالأمير ألبير.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعرب الزوجان عن رغبتهما في إنجاب طفل بعد زاوجهما في الشهر المقبل. فقد قالت الخطيبة في حديث مشترك مع خطيبها نشرته صحيفة quot;لجوورنال دي ديمانشquot; الأسبوعية الفرنسية في عددها الأخير إنها تحب الأطفال كثيرًا، وإنها تتمنى أن تكون أمًا مثالية على غرار الأميرتين كارولين وستيفاني أختي اﻷمير ألبير الثاني، اللتين تشاطرهما الانخراط في العمل الإنساني، في إشارة إلى تعيينها سفيرة مؤسسة تعنى بالمعوقين الذين يمارسون الرياضة.

تشترك شارلين، التي تبلغ من العمر الثالثة والثلاثين مع خطيبها في ممارسة الرياضة على أعلى مستوى، وكذلك الدفاع عن البيئة. فقد كانت إحدى بطلات السباحة في إفريقيا الجنوبية. وقد ورثت عن والديها حبّ الطبيعة منذ طفولتها في زيمبابوي، حيث ولدت قبل أن تهاجر أسرتها إلى أفريقيا الجنوبية.

أما اﻷمير ألبير الثاني فقد ورث التعلق بالطبيعة أساسًا عن جده. ولديه مبادرات كثيرة في مجال حماية البيئة، منها مثلاً منع استهلاك لحم التونا الحمراء المهددة بالإنقراض في مطاعم الإمارة. والملاحظ أن زفاف العروسين سيحتفى به يومي الأول والثاني من شهر يوليو/تموز المقبل. وقد دعي إليه قرابة خمسمائة شخصية من كبار شخصيات العالم.