بانكوك: اعلن وزير الدفاع التايلاندي الاثنين ان الجيش قبل فوز المعارضة في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد ولن يتدخل لمنعها من حكم البلاد، وذلك اثر اجتماع عقده مع كبار القادة العسكريين. وقال الجنرال براويت وونغسوون لوكالة الأنباء الفرنسية quot;نعم، لقد بحثت الامر مع القادة العسكريين. سندع رجال السياسة يعملون والجيش لن يتدخل في الامرquot;.

واضاف ان quot;الشعب قال كلمته بوضوح وبالتالي لا يمكن للعسكريين فعل شيء. نحن نقبل (النتيجة)، ماذا بوسعنا ان نفعل؟quot;. وفازت في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد المعارضة الموالية لرئيس الوزراء الاسبق تاكسين شيناواترا، الذي اطاح بحكومته انقلاب عسكري.

وحصلت المعارضة بزعامة ينغلاك شيناوترا شقيقة تاكسين الصغرى على الاكثرية المطلقة من مقاعد البرلمان ما سيمكنها من تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن تايلاند شهدت 18انقلابا عسكريا او محاولة انقلاب منذ 1932، وهناك مخاوف دوما من ان يتدخل الجيش للاطاحة بالعملية الانتخابية في كل مرة لا يكون موافقا على نتائجها.

وبالرغم من نفيه المتكرر لشائعات تحدثت عن عزمه على تنفيذ انقلاب اذا ما فازت المعارضة، فان قائد الجيش النافذ برايوت تشان اوتشا لم ينجح في تهدئة هذه المخاوف، لا بل انه دعا قبيل الانتخابات الى التصويت quot;للطيبينquot;، في ما اعتبر هجوما مباشرا على المعارضة.

وقد فاز تاكسين وحلفاؤه في كل الانتخابات منذ 2001. لكن العسكريين طردوهم من الحكم في 2006، مما سمح بتسلم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابهيسيت فيجاجيفا السلطة على رأس ائتلاف من ستة احزاب.

ويعيش الملياردير تاكسين في المنفى هربا من حكم بالسجن صادر بحقه بتهمة الاختلاس المالي. وقد تمت مصادرة نصف ثروته العام الماضي. كما يلاحق ايضا بتهمة الارهاب للاشتباه بدعمه للتظاهرات ربيع العام 2010. لكن تاكسين يسيطر، رغم غيابه، على الساحة السياسية في تايلاند، حيث يحظى بشعبية كبيرة.

فهو يتمتع بشعبية واسعة بين الناخبين في المناطق الريفية الذين يكنون الامتنان لسياساته خلال وجوده في السلطة من قبيل توفير رعاية صحية متدنية الكلفة ومشروعات لدعم ذوي الدخل المحدود، ولكن في الوقت نفسه تعتبره النخبة الحاكمة سياسيا فاسدا ونازعا الى الاستبداد ويشكل تهديدا للملكية التي يجل التايلانديون رموزها.