بانكوك: باتت ينغلاك شيناواترا الحديثة العهد بالسياسة اول امرأة تتولى رئاسة وزراء تايلاند. ورصيدها الاساسي هو ايضا مكمن ضعفها الاكبر.
فالكثيرون ينظرون اليها باعتبارها مجرد واجهة لاخيها الاكبر رئيس الوزراء السابق المنفي تاكسين شيناواترا الذي وصف ينغلاك بانها quot;مستنسخة منهquot; وسارع الى الاتصال بها لتهنئتها بالفوز الانتخابي الكبير.
فبعد فرز 92 في المئة من الاصوات حصل حزبها بوي تاي على 260 مقعدا من مقاعد البرلمان الخمسمئة، متقدما بفارق ضخم عن الديموقراطيين بزعامة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، الذين حصلوا على 163 مقعدا.
وقد خاضت سيدة الاعمال البالغة الرابعة والاربعين من العمر حملة انتخابية نجحت خلالها في تحدي المشككين الذين قالوا ان البريق الاول لترشحها عن المعارضة سرعان ما سيخبو.
ووصلت ينغلاك، ذات الابتسامة المحببة، الى مقر حزب بوي تاي بعد ظهر الاحد وسط هتافات انصارها ومراسلي وسائل الاعلام، ولم تتعجل اعلان الفوز قبل التأكد من النتائج، موجهة الشكر لمن ادلوا باصواتهم.
وخلال مسار الحملة الانتخابية نجحت ينغلاك، التي تصغر اخيها بثمانية عشر عاما، في اجتذاب الاضواء.
ويقول مايكل مونتيسانو الخبير في الشؤون التايلاندية quot;لاشك في ان كثيرين يتحمسون لفكرة تولي اول امرأة رئاسة وزراء تايلاند. بالتأكيد صب ذلك في مصلحتها فضلا عن صغر سنها وجاذبيتها مقارنة بالحملة الباهتة التي باشرها الديموقراطيونquot;.
اضف الى ذلك انها تحمل اسم quot;شيناواتراquot; وهو الرصيد الضخم لدى انصار رئيس الوزراء السابق تاكسين مع ما يثيره من نفور لدى انصار المؤسسة الحاكمة.
ويقول مونتيسانو من معهد دراسات جنوب شرق اسيا في سنغافورة quot;حتى لو لم تكن شيئا على الاطلاق، حسبها هذا الاسم للفت الانظارquot;.
ونقلت فرانس برس عن ينغلاك اثناء حملتها الانتخابية تأكيدها تطابق وجهات النظر بينها وبين شقيقها في كثير من الامور.
وقالت quot;نحن متشابهان انطلاقا مما تعلمته منه في مجال الاعمال فضلا عن تفهمي لنظرته للامور وكيفية حله للمشاكل وكيف بنى كل شيء من اللبنة الاولىquot;.
غير ان تاكسين بالتأكيد شخصية تثير جدلا وانشقاقا في اوساط التايلانديين. فقد اطاح به الجيش العام 2006 وفر من البلاد العام 2008 قبل صدور حكم قضائي غيابي بسجنه عامين بناء على تهم بالفساد.
وما زال كثيرون في الريف وبين ناخبي الطبقات العاملة يعشقونه للسياسات التي انتهجها خلال وجوده في السلطة والتي حازت امتنانهم، ولكن النخبة الحاكمة تمقت شيناواترا وتنظر اليه باعتباره سياسيا فاسدا وتهديدا لملكية تحظى بكثير من الاحترام في تايلاند.
ويبدو ان شعبية ينغلاك لم تتاثر باتهامات خصومها السياسيين بانها عمدت الى الكذب امام المحكمة حماية لاخيها.
ومقارنة برئيس الوزراء الراهن البريطاني المولد ابهيسيت، والذي ينتقده كثيرون لعدم ادراكه نبض الشارع، لم تلجأ ينغلاك الى ابراز الجوانب السلبية خلال حملتها الانتخابية، بل ركزت على سياساتها والحاجة الى المصالحة بعد سنوات من الاضطرابات التي عصفت بالبلاد.
ويشير مونتيسانو الى قدرة ينغلاك على ان تبدو طبيعية امام الحشود الضخمة.
ولدت ينغلاك في الحادي والعشرين من حزيران/يونيو 1967 في اسرة من كبرى الاسر المتحدرة من العرق الصيني باقليم تشيانغ ماي شمال البلاد، وهي الابنة الصغرى بين تسعة اشقاء وشقيقات.
وحتى عهد قريب تولت رئاسة مؤسسة اس سي اسيت كورب التايلاندية للعقارات، وقد تخصصت في العلوم السياسية بجامعة تشيانغ ماي وحصلت على ماجيستير في الادارة العامة بجامعة ولاية كنتاكي الاميركية.
وعادت ينغلاك الى تايلاند لتعمل في احدى شركات تاكسين كمتدربة في اوائل التسعينات ثم تدرجت في المناصب في امبراطوريته للاعمال.
وعملت كمديرة سابقة لوحدة الهواتف النقالة بمجموعة شين كورب العملاقة للاتصالات التي اسسها تاكسين والتي طاولتها فضيحة تتعلق ببيع اسهم اسرة شيناواترا في المجموعة العام 2006 من دون دفع ضرائب.
وفيما لا يشكك كثيرون في خبرتها في مجال الاعمال يصعب على المراقبين السياسيين تحديد اي مسار سياسي ستتخذه.
ويقول احد الدبلوماسيين الغربيين في بانكوك quot;في الوقت الراهن تلتزم ينغلاك بارشادات تاكسين بالحرف الواحد، ولا اعتقد اننا راينا حتى الان ما يمكنها فعلهquot;.
التعليقات