اعتبر معارض سوري أن إقالة محافظ حماة ودخول الجيش الى المدينة تؤكد استمرار النظام بنهج القمع وتغييب نية الإصلاح. واعتبر أن مؤتمر سميراميس أعطى النظام صك براءة امام الغرب لكونه quot;تساهل مع معارضيه بالسماح لهم بالإجتماعquot;.وتمنى على المعارضة التوقف عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة.
اعتبر معارض ان اقالة محافظ حماة وارسال وحدات الجيش الى المدينةيؤكد استمرار القمع |
القاهرة: اعتبر ناشط سوري في تصريح خاص لـquot; ايلافquot; أنه كلما زاد قمع النظام السوري للمتظاهرين كلما وحدت الثورة صفوفها، ومن جانب آخر طلب من بشار الأسد أن يخرج من سوريا بأقل خسائر، وطالب المعارضة quot;أن يكون أداؤها متماشيا مع حركة الشارع ومطالبه، وأن تكفّ عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة.quot;
وقال الناشط السوري عبد اللطيف المنيّر، الذي يعيش في سياتل الأميركية، إن إقالة محافظ حماة تأتي بعد إخلاء المدينة من القوات الأمنية وشبيحة النظام لعدة أسابيع سبقت الإقالة، وقال عبر الهاتف لـquot;ايلافquot; quot;كنا نتساءل وقتها لماذا في هذه المدينة لا يوجد حالة قمعية وقتل وهتك للأعراض كبقية المدن والمحافظات ؟ وكنا نتوقع أن يكافئ بشار الأسد المحافظ، وإذا به يقيله تحت ظروف غامضة، ولربما اعتقل قبلهاquot;، ودلل على كلامه، أنه quot;بمجرد الإعلان عن الإقالة دخلت ماكينة القمع ودبابات النظام مدينة حماة وضواحيها، فهذا ُيظهر ويؤكد أن النظام مستمر بالعملية القمعية للشعب السوري، ولا يريد فسح فضاء حواري مع المعارضة. وكل مظاهر الدعوة للحوار التي يطرحها نظام بشار الأسد، خالية من المعطيات العملية كي تبرهن على نية هذا النظام في الإصلاح، لا بل نقول له، إن كان هناك مطر فلا بد أن نرى الغيوم أولاً، للدلالة على أن من يريد الحوار يجب أن يمنح الثقة للآخر ويثبت مصداقية نواياه، فلم نجد أنه اطلق السجناء رغم صدور عفوين، وما زال كثير من النشطاء في السجون كنجاتي طيارة وغيره، وما زلنا نشاهد عملية القتل والقنص، والإغتصاب للنساء وقتل للأطفالquot;، متسائلا quot;أي حوار هذا يريده النظام؟quot;.
وحول المؤتمرات وملتقيات المعارضة اعتبر أنها quot;بحد ذاتها إن كانت في الداخل أو الخارج فهي حالة صحية، حيث اتساع الرقعة الجغرافية في هذا العالم، والإنتشار السوري عليها يحتم انعقاد هذه المؤتمرات الكثيرة، لكن يجب أن يعبر كل مؤتمر عن وجهة نظره الخاصة به، وأن يبتعد عن الخطاب الذي يقول نحن نمثل الشعب السوري وجميع أطيافهquot;، وأضاف المنيّر quot;تختصر هذه المؤتمرات في النهاية إلى أربعة أو خمسة تيارات تحالفية كالإسلاميين، والقوميين، والليبراليين أو الديمقراطيين المستقلين، والأكراد المتحالفين مع غيرهم أو متوحدين بينهم، وأحزاب أخرى وبعثيين، هذه التيارات عندما تنمو بعلمية من الأسفل إلى الأعلى تكون لها قاعدة شعبية من خلال ممثليها في المؤتمر العام الذي سيبحث المشروع الوطني لسوريا ويتضمن الأمور السياسية، والإجتماعية والإقتصادية، والتجاريةquot;.
ولاحظ المنيّر، أن هذه المؤتمرات هي بحد ذاتها عملية بناء، وتمنى أن تنتهي كما ذكر، quot;لنكون قد ابتعدنا عن اقصاء الآخر ورفض رأيه، كما اننا نكون قد ابتعدنا عن فعل الإحتكار للعمل السياسي، ويكون هؤلاء لهم الأحقية في التباحث بالشأن السوري وقضاياه، وهم يمثلون إلى حدٍ ما الشعب السوري بأطيافه المتنوعة.quot;
وعلّق على انعقادها بهكذا ظروف في داخل سوريا كمؤتمر فندق سميراميس مثالاً وما صدر عنه، وعلى حالة الضرب والإعتداء على شخص مجرد انه عبر عن رأيه، وحالة الهتاف التي تؤيد النظام اثناء عملية الضرب، مستنتجاً quot; أن مسرحية هذا المؤتمر تمت بتنسيق مع النظام وأعوانه، وإنه انعقد ليخدم النظام أكثر مما خدم هذا الشعب المنتفض. فهذا المؤتمر أعطى النظام السوري صك براءة أمام الغرب، وأظهر أن النظام متساهل مع معارضيه كونه سمح لهم بالإجتماعquot;، وطلب ألا ننسىquot; أنه تزامن مع عملية السماح لوكالات الأنباء وفضائيات الأجنبية للتغطية الإعلامية في سوريا quot;.
وانتهى المنّير إلى quot;أن المجتمعين لم يستفيدوا ولم يعتبروا، وسقف مطالبهم كان منخفضا وأدنى مما يطالب به الشارعquot;. وقال quot;كانوا يستطيعون إصدار بيانهم من بيوتهم وتفويت الفرصة على النظام، وكان الأجدر بهم أن يتظاهروا مع من يتظاهر في منطقة الميدان أو برزة أو القدم، أو المعضمية، أو داريا، أو القابون وأن يسعوا إلى قيادة التظاهرات لكان أفضل لهم من اجتماعهم في فندق سميراميس، وما ادراك ما سميراميس حيث هذا الفندق بالذات الذي تملكه الدولة، وهو مستثمر من قبل شخصية لاقت حتفها في ظروف غامضة بعد أن استأجرته السفارة الإيرانية في دمشق منه، وفيه طوابق للمخابرات الإيرانية، وهو تحت حماية أمنية عالية، وباقي طوابقه للنزلاء الإيرانيين ذوي المناصب العالية، وهذا الفندق تدار به العلاقات اللوجستية مع حزب الله. فلا يعقل أن تجتمع هذه المعارضة تحت هذه الظروف وبهذا الفندق بالذات quot; على حد قوله .
وتمنى ممن يريد الإجتماع مستقبلا، وقبل أن يبدي النظام نيته الصادقة بالتغيير السلمي،quot; أن ينضم هؤلاء المؤتمرون إلى التظاهرات اليومية ليثبتوا مصداقية عمليتهم السياسية ميدانياً quot;، وعبّر عن أسفه لأنه quot; لم ير أحدا منهم يتظاهر إلى الآنquot;.
وفي السياق نفسه، قال المنّير: quot;كنت قد سألت ناشطاً ميدانياً بعد مؤتمر سميراميس، وسألته عن رأيه، فجاوبني باختصار: quot;إنهم يخطئون ( أي من اجتمع بسميراميس)، فنحن الأكثر والأقوى في الشارع، وسنصحح المسارات والأخطاء مهما بلغت.quot; وقال أيضا: quot;كما للنظام شبيحة، فإن للمعارضة أيضا شبيحتها quot;.
بيد أن كلما واجه هؤلاء الشباب المنتفضون، بحسب المنيّر، مصاعب وحالات قمعية وقتلا، كلما وحدوا ونظموا صفوفهم، وانطلقوا من جديد بشكل أقوى وأكبر، كما لاحظ quot;أن الخط البياني للثورة السورية، ومنذ أن بدأت، يزداد إرتفاعاً نحو الأعلى وبأداءٍ أنشط وخطط أفضلquot;. ورأى المنيّر quot;أنه يبقى على النظام أن يحزم أموره لمرحلة الرحيلquot;، وأمل من بشار الأسد أن يخرج من سوريا بأقل خسائر، وطالب المعارضة، quot;أن يكون أداؤها يتماشى مع حركة الشارع ومطالبه، ويتوقفوا عن حمى السباق والإلتفاف على الثورة، حيث وعي الشباب كل يوم يثبت أنه تجاوز أي وعي للأحزب أو التيارات المعارضة القائمة في الداخل والخارجquot;.
التعليقات