أفراد شرطة يؤمّنون المنطقة بالقرب من السفارة الأميركية في دمشق بعد يوم من الهجوم عليها |
قتل الأمن السوريّ بالرصاص أربعة مدنيين الأربعاء في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد خلال تنفيذ عمليات تمشيط وتفتيش في المنطقة، يأتي ذلك غداة تفريق الشرطة بالهراوات نحو 250 مثقفًا وفنانًا تظاهروا في حي الميدان وسط دمشق في غمرة الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ مارس.
دمشق: قتل اربعة مدنيين الاربعاء في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا برصاص قوات الامن التي عمدت ايضًا الى تفريق تظاهرة في دمشق، وذلك في الشهر الرابع من الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع فرانس برس ان اربعة مدنيين قتلوا بالرصاص في منطقة جبل الزاوية التي وصل اليها الجيش السوري قبل اسبوعين في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاج ضد النظام.
واضاف ان quot;عيارات نارية كثيفةquot; سمعت في هذه المنطقة، من دون توضيحات أخرى. وفي دمشق، قامت الشرطة بتفريق نحو 250 مثقفا وفنانا كانوا يهتفون quot;الله سوريا حرية وبسquot; وفق ناشطين حقوقيين. وقال عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان لفرانس برس ان عناصر الشرطة quot;ضربوا هؤلاء بالعصي والهراواتquot;.
وتم اعتقال 25 متظاهرًا، بينهم الصحافي إياد شربجي والفنانة جيفارا نمر والممثلة مي سكاف والناشطة ريما فليحان.
ودعا المثقفون الى التظاهرة بهدف quot;وقف العمليات العسكرية والامنية ضد المتظاهرين والافراج عن معتقلي الرأي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور، التي تقول إن البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد أخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعةquot;.
وطالب المثقفون بصوغ quot;دستور عصري وحضاري يتناسب مع المرحلةquot;، وفق بيان صادر منهم.وخلال تجمع المثقفين، تشكلت سريعًا تظاهرة أخرى مضادة أطلقت هتافات مؤيدة للرئيس بشار الاسد.
من جهة اخرى، وقع انفجار مساء الثلاثاء في انبوب للغار في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز.
وهذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ بدء حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في 15 اذار/مارس، وما زالت ظروفها مجهولة حتى الآن.
من جهته، اكد الامين العام الجديد للجامعة العربية نبيل العربي الذي ناقش مع الرئيس السوري quot;الاحداث في سورياquot; الاربعاء في دمشق، انه quot;لا يحق لأحد سحب الشرعية من زعيمquot; ، كما ذكر التلفزيون السوري.
واكد العربي في تصريح صحافي ان quot;الجامعة العربية ترفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ولا يحق لاحد سحب الشرعية من زعيم، لأن الشعب هو الذي يقرر ذلكquot;، وذلك بعد تصريحات واشنطن بأن الرئيس السوري quot;فقد شرعيتهquot;.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعتبر في حديث لشبكة quot;سي بي اسquot; ان الرئيس السوري quot;فوّت فرصة تلو الاخرى لتقديم برنامج اصلاح فعليquot;.
واضاف quot;وبشكل اوسع، اعتقد ان الرئيس الاسد يفقد شرعيته بشكل متزايد في نظر شعبهquot;.
وتابع الرئيس الاميركي ان واشنطن اوصلت رسالة واضحة بأن quot;ما رأيناه من قبل النظام السوري كان درجة غير مقبولة من القمع العنيف الموجه ضد شعبهquot;.
كما ندد بسماح سوريا لأشخاص مؤيدين للنظام بمهاجمة السفارة الأميركية قائلاً إن واشنطن quot;اوصلت رسالة واضحة بأنه لا يسمح لأحد بالتعدي على سفارتنا وسنتخذ ما يلزم من الخطوات من اجل حماية سفارتناquot;.
وقد تدهورت علاقات سوريا مع واشنطن وباريس بعد اربعة اشهر على بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام، لا سيما بعدما قامت حشود مؤيدة للنظام بمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق تنديًدا بزيارة سفيري البلدين في نهاية الاسبوع الماضي لمدينة حماه (شمال).
في المقابل، جددت روسيا الاربعاء رفضها اي تدخل دولي في الوضع في سوريا، مؤكدة انها ترى بوادر حل في لقاء التشاور حول الحوار الوطني، الذي عقد مطلع الاسبوع في دمشق، وقاطعته المعارضة.
واجتماع الحوار الوطني عقد في حضور حوالي مئتي شخص من اعضاء حزب البعث الحاكم منذ 1963 ومستقلين وممثلين للمجتمع المدني، والهدف منه بحسب السلطات السورية إلاعداد لمؤتمر وطني شامل quot;يمكن منه الانتقال بسوريا الى دولة تعددية ديموقراطيةquot;، بحسب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
واعلنت المعارضة عن مقاطعة الاجتماع مطالبة قبل اي حوار بوقف قمع الحركة الاحتجاجية والافراج عن المعتقلين.
لكن وزارة الخارجية الروسية اضافت في بيانها quot;نحن مقتنعون بقدرة السوريين على التوصل الى قرارات سياسية توافقية بدون عنف وبدون تدخل خارجيquot;.
وتدعو روسيا، حليف سوريا منذ زمن طويل، الى عدم التدخل في شؤون هذا البلد، وتندد بانتظام بالأسلوب الذي يطبّق فيه الغربيون القرار 1973 بشأن ليبيا، الذي أجاز في 19 اذار/مارس الماضي بدء عمليات القصف للقوات الموالية للزعيم الليبي معمّر القذافي.
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الاربعاء ان quot;عرقلةquot; الصين وروسيا لمشروع قرار في مجلس الامن الدولي يندد بالقمع في سوريا هو أمر quot;غير لائقquot;.
التعليقات