من المتوقع ان يقدم الهجوم الذي شنه موالون للرئيس السوري بشار الأسد على مبنى السفارة الاميركية ودار السفير في دمشق سببا اضافيا لخصوم الرئيس باراك اوباما المطالبين باستدعاء السفير روبرت فورد احتجاجا على قمع التظاهرات السلمية ومقتل اكثر من 1500 شخص حتى الآن.

وكان فورد تسلم مهام منصبه قبل حوالي ستة اشهر وهو أول سفير اميركي منذ قرار ادارة بوش سحب السفيرة مارغريت سكوبي في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واتهام النظام السوري بالضلوع في الجريمة.

وخاض اوباما معركة شاقة مع الكونغرس لنيل مصادقته على تعيين فورد معتبرا ان وجود صوت دبلوماسي قوي في دمشق يمكن ان يدفع النظام السوري الى اجراء مفاوضات سلام مع اسرائيل ويسهم بقسط أكبر في تأمين مصالح الولايات المتحدة من التجميد المدروس للعلاقات.

ولكن منتقدي اوباما في الكونغرس يرون ان استراتيجية التواصل هذه باءت بالفشل.وكان السفير فورد زار مدينة حماة يوم الجمعة الماضي مثلما فعل نظيره الفرنسي اريك شيفالييه.

وكانت زيارته حدثا استثنائيا لا سيما وان المدينة مسرح احتجاجات ضخمة ضد نظام الأسد ورد اجهزته الأمنية على المتظاهرين بالرصاص. ويلاحظ مراقبون ان السفارة الاميركية في مصر مثلا ظلت بعيدة عن الاحتجاجات التي اسقطت حسني مبارك في شباط/فبراير رغم ان مركز الاحتجاجات في ميدان التحرير وسط القاهرة كان يبعد بضع مئات من الامتار فقط عن السفارة.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن مصادر دبلوماسية في دمشق ان مبنى السفارة أُصيب بأضرار واسعة في هجوم الاثنين ولكنهم أكدوا بقاء السفير فورد في العاصمة لبعض الوقت.

وسيتلقف منتقدو اوباما في الكونغرس الذين عارضوا تعيين سفير اصلا ما حدث يوم الاثنين للمطالبة باستدعاء فورد في وقت كانت الادارة تؤكد دائما اهمية وجود سفير لنقل وجهة نظر واشنطن الى القيادة السورية.

ولكن استمرار الاحتجاجات ورد قوى الأمن عليها باطلاق النار واعتقال مزيد من المحتجين سيحكم على العلاقات مع دمشق بمزيد من التردي.وكانت هناك مؤشرات الى تنفيذ الهجوم على مبنى السفارة ودار السفير الاميركي في دمشق بتحريض من النظام رغم عدم وجود أدلة ملموسة على ذلك.

وكان نظام الأسد استشاط غضبا على زيارة فورد لمدينة حماة التي كانت مسرح مجزرة نفذتها قوى الأمن السورية في عهد الأسد الأب عام 1982. وكرس التلفزيون الرسمي ساعات طويلة يومي السبت والأحد لادانة الزيارة والولايات المتحدة. ويوم الاثنين حملت وزارة الخارجية الاميركية نظام الأسد مسؤولية الهجوم على سفارتها ببيان قالت فيه ان quot;محطة تلفزيونية شديدة التأثر بالسلطات السورية شجعت هذه التظاهرة العنيفةquot;.

البيت الأبيض يندد بالهجوم على سفارته في دمشق

هذا وندد البيت الابيض الثلاثاء بالهجوم الذي تعرضت له السفارة الاميركية في دمشق الاثنين، مؤكدا انه quot;غير مقبولquot;. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني في مؤتمره الصحافي الثلاثاء ان هجوم الاثنين quot;غير مقبول، لقد ابلغنا ذلك بوضوح الى الحكومة السوريةquot;.

وكرر المتحدث ما اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين، وذلك للمرة الاولى، لجهة ان الرئيس السوري بشار الاسد ليس شخصا quot;لا يمكن الاستغناء عنهquot;. واضاف كارني ان الاسد الذي طالبته الولايات المتحدة باطلاق عملية انتقال ديموقراطية quot;لم يقم بهذا الامر، لقد فقد شرعيتهquot;.

مجلس الامن يندد بالهجمات على السفارتين
وندد مجلس الامن الدولي quot;بشدةquot; الثلاثاء بالهجمات على السفارتين الاميركية والفرنسية في دمشق وطلب من السلطات السورية حماية الممثليات الدبلوماسية والافراد العاملين فيها.

وصرح السفير الالماني لدى الامم المتحدة بيتر فيتيغ الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الامن خلال تموز/يوليو ان quot;اعضاء مجلس الامن الدولي ينددون باشد العبارات بالهجمات ضد السفارات في دمشق والتي الحقت اضرارًا بالمنشآت، وادت الى سقوط جرحى بين افراد الطاقم الدبلوماسيquot;.

واضاف فيتيغ ان quot;اعضاء مجلس الامن يذكرون بالمبادئ الاساسية حول حرمة الممثليات الدبلوماسية والتزام الدولة المضيفة باتخاذ كل الاجراءات لحماية منشآت السفاراتquot;. وشدد على انه quot;في هذا الاطار، يطالب اعضاء مجلس الامن السلطات السورية بحماية ممتلكات وافراد الممثلياتquot;.

وكانت السفارة الاميركية واجهت اعتداءات كهذه من قبل. ففي عام 1998 لجأت عقيلة السفير وقتذاك راين كروكر الى غرفة آمنة داخل السفارة عندما اجتاحها جمع من المتظاهرين رشقوا السفارة بالحجارة.

وكان ذلك احتجاجا على عملية ثعلب الصحراء ضد نظام صدام حسين في العراق. ولكن وزارة الخارجية لم تستدع كركور.وفي عام 2006 احرق محتجون في دمشق سفارات الدنمارك وتشيلي والنرويج احتجاجا على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد.