إحدى هفوات الإعلام السوري |
هذه المقدمة لخبر نشر على شاشة التلفزيون السوري بعد أيام من مقتل الطفل الخطيب، الكلام هنا ليس حول quot;الأخيرquot; هو عن طريقة كتابة الخبر والمهنية التي يمتاز بها الإعلام السوري في معالجة الأزمة التي بدا جليا فيها أنه يلعب الدور المحوري والرئيسي في عملية نقل المعلومة للخارج المحيط بسورية .. ولكن بأي طرق يطبخ الخبر في غرفة الأخبار السورية ؟
هي المرة الأولى التي يوضع بها صانعو الإعلام السوري في مواجهة أزمة داخلية لم تكن في مخيلتهم أصلا، فشاشة الإعلام السوري اعتادت على لون واحد للمناصرين للمقاومة والهتاف ضد lt;lt;الإسرائيليgt;gt;، حيث هناك كليشة واحدة لخبر اعتاده من صنعوه منذ أعوام مضت.
في حين يتعامل الإعلاميين السوريين ndash; لكل قاعدة استثناء - اليوم مع الخبر الذي يعالج مشكلة lt;lt;النظام والمعارضةgt;gt; في كثير من الخوف والحساسية اتجاه الموقف، مفسرين الموضوعية والمصداقية كل حسب هواه.
نائبة رئيس كلية الإعلام: طريقة معالجته للأزمة quot;مأساويةquot;
تصف نائبة رئيس كلية الإعلام في جامعة دمشق الدكتورة نهلة عيسى لـlt;lt;إيلافgt;gt; الإعلام السوري وطريقة حله للأزمة بـlt;lt;المأساويgt;gt;، لافتة إلى أن lt;lt;سوء الإدارة جريمة تصل حد التحريضgt;gt; في ذاتها.
ورغم أن الدكتور عيسى تستدرك قولها باستدراك الإعلام السوري لـlt;lt;مهنيتهgt;gt; في مراحل متقدمة بحسب قولها إلا أن الأداء بشكل عام لا يزال lt;lt;أقل بكثير من حجم الأزمةgt;gt; بحسب قولها.
والسؤال الذي يطرح على الدكتورة عيسى؛ هل استفاق الإعلام السوري من حجم الصدمة؟
تجيب: lt;lt;هو ارتجالي إلى حد كبير، إذ لا يزال يفتقر إلى الرؤية والقدرة على استيعاب الحدث للرد على الإعلام المضادgt;gt;.
أخطاء شخصية زادت الطين ؟مديرة التفزيون السوري سابقا خلال مداخلةاعلامية
حتى اللحظة يتعامل من هم في مركز القرار في دائرة الإعلام السوري مع الأزمة القائمة بعدم quot;اعترافquot; يذكر، ففي حين كان الناس يطوفون الشوارع في مناطق معينة من المدن السورية كان التلفزيون السوري يقول إن الحياة طبيعية والناس quot;تشرب الشايquot; .. ولعل هذا ما دفع وزير الإعلام السوري الحالي الدكتور عدنان محمود إلى عزل ريم حداد بعد النقد الذي وجهه رأس النظام لأداء التلفزيون السوري خلال استقباله وفدا شعبيا من منطقة جوبر.
الوجه الأنثوي الناعم المغازل للإعلام الأجنبي أكل الطعم من صحفيين يتقنون فن اللعب على حبال الإعلام ودس السم في الدسم، فانقلبت تصريحاتها التي نفت فيها وجود لاجئين في سوريا،
وإنما فقط سوريون يزورون أهاليهم عليها في الصحافة البريطانية التي سخفتها وهزأت بها في أسلوب فكاهي يعيد إلى الواجهة مدى الضعف الذي يمتاز به الإعلام السوري في إدارة الأزمة.
وأفردت صحيفة laquo;التايمزraquo; البريطانية في طبعتها الورقية الصادرة بعد يوم من تصريحاتها، نصف صفحتها الثالثة، لصور حداد، وتحت عنوان: laquo;يهربون؟ يا إلهي.. لا.. هم فقط يزورون الماما، تقول الناطقةraquo; ؟.
إلا انها بعد حين وفي محاولة منها لتصحيح الخطأ، أعادت كتابة الخبر بآخر وصف بـquot;المغلوطquot; قالت فيه حرفيا نقلا عن موقع quot;داماس بوستquot; في 15/6، 2011م: laquo;إن السبب الوحيد لمغادرة العائلات من جسر الشغور إلى تركيا في الآونة الأخيرة، هو الهرب من الجماعات المسلحة وليس من الجيش الذي لم يكن قد دخل المدينة في وقت التصريح (للقنوات البريطانية)، كما لم تكن قد أقيمت أي مخيمات على الحدود في ذلك الوقتraquo;.
الريم صرحت قبل ذلك بوقت قصير للإعلام البريطاني: laquo;لا أعرف إذا كان الجيش سيدخل، ما أعرفه أن الجيش يحيط بالمنطقة، ولم يدخل بعدraquo;.
هذه الحالة ليست الوحيدة التي تحيط بالترهل الذي وصل له الإعلام السوري سواء من إدارته أو بطريقة مهنيته المتصدعة كما قال عنها أحد الإعلاميين، في ظل أشخاص بلغوا من العمر عتيا، ووصلت خبرتهم كما يقول إلى سقف عالي من التحليل المتعمق في رؤية الواقع .. ولكن أين هم؟
قبل فترة، أجريت انتخابات أعضاء الكثير من الإعلاميين السوريين طرحوا تساؤلات عدة حول؛ لماذا يستعجل المكتب التنفيذي لإتحاد الصحفيين السوري في إجراء الانتخابات بخاصة قبل أن نطلق مسودة قانون الإع لام المرتقب على مو
قع التشاركية؟سميرة مسالمة
في ظل الأوضاع التي تشهدها سورية من عملية لتطوير القوانين هناك حراك لتحويل الاتحاد إلى quot;نقابةquot; كما كان عليه قبل عقود أربع مضت، إلا أن تشاؤم الإعلاميين السوريين باق بعد quot;سنوات عجافquot; وصفوا بها عمل الاتحاد إلى درجة المطالبة بوضع تعريف quot;quot;للصحفيquot; في سورية نتيجة لدخول الكثير من المواهب التي كشفت عورته رغما عنه.
ردود الاتحاد على إهانة الصحفي السوري لم تكن لصالحه كما تقول مقالات معظم الصحفيين في سورية ولعل آخرها تصريحات رئيس الاتحاد في مناسبات كثيرة عندما اعتبر إقالة lt;lt;سميرة مسالمةgt;gt; من رئاسة تحرير صحيفة lt;lt;تشرينgt;gt; ضمن عملية الإصلاح التي تشهدها سورية !!
هنا، ماذا يقول الصحفي السوري أمام الذين أبوا إلا أن يتربعوا على عرش اتحاد الصحفيين لمدة لا تقل عن (15 عاما) طبعا للبعض منهم؟.
أقتبس ما قاله أحد الصحفيين السوريين في موقع الكتروني سوري عنهم: quot; ترى هل سأل أي منهم نفسه، ماذا قدم خلال هذه الدورات، وما الخدمة، وما الدور الذي قام به من مداخلات وآراء ومبادرات لرفع مستوى العمل النقابي والمهني خلال حضوره المؤتمرات السابقة، كانوا أشبه بالقرد الصيني lt;lt;لا أرى، لا أسمع ، لا أتكلمgt;gt; وهو يعبر أصدق تعبير عن حضور أشبه بالغياب حتى أن كثيراً منهم كانوا لا يحضرون الجلسات التي لا تتجاوز ساعات قليلة ؟gt;gt;.
ناشط: الإعلام السوري مطبخ لـ lt;lt; تحريف الحقائقgt;gt;
يرى الإعلامي والناشط السوري جديع دوارة أن قضية الإعلام السوري تجاوزت غياب الهوامش وغياب الحريات في نقل ما يجري على الأرض.
ويقول في حديثه لـlt;lt;إيلافgt;gt; lt;lt;نحن اليوم أمام إعلام ليس فقط لا يقول الحقيقة، وليس فقط يرفض أن يسمع ويرى وينطق إلا بلسان مصدر وحيد، ولا يكفي وصفه بالمنحاز والمضلل والفاقد لأدني القيم المهنية والأخلاقيةgt;gt;.
ويضيف دوارة: lt;lt;الأخطر اليوم في قضية الإعلام سوري هو تحوله إلى مطبخ لتسويق نظرية المؤامرة، في غباء يحسد عليه، وبطريقة غوغائية، وتحوله لمروج للحل الأمني-العسكري، الذي لا يمكن تمريره إلا بالمزيد من الدماءgt;gt;.
ويتهم الإعلامي دوارة الإعلام lt;lt;المسموع والمطبوع والمرئي الرسمي وشبه الرسميgt;gt; في تأجيج الصراع والانقسام وتحريف الحقائق إضافة إلى تخوين إرادة البشر وتزييف مجريات الأحداث على الأرض بحسب قوله.
ويتابع: lt;lt;أنا شخصياً لمست التلفيق والكذب والتشبيح الإعلامي بل الدعوة إلى قتل متظاهرين عزل، هناك الكثير من الشواهد التي عايشتها، ورأيت كيف تمّ تدبيج البيانات المزورة في محاولات بائسة ورخيصة لتشويه صورة الناشطينgt;gt;.
إلا أن الإعلامي دوارة يرفض تقليص دائرة اتهامه على lt;lt;الإعلام الرسميgt;gt; فقط بل يتعدى ذلكوصولاً إلى ملحقاته بخاصة الالكترونية منها.
ويختم دوارة: lt;lt;لا استثنى أحداً وان كان هناك تمايز فهو في درجة الالتصاق بالسلطة والابتعاد عن الحقيقة ليس إلا، واعتقد بأن التاريخ لن يحرم أحداًgt;gt;.
د. نهار: للمعارضة lt;lt;معاييرgt;gt; للمشاركة على الشاشة السوريةد. حازم نهار
يتهم التلفزيون السوري quot;المعارضةquot; اليوم بعدم تقبل الرأي الآخر مبررا قوله بعدم وجود أي quot;معارضquot; على شاشات التلفزيون السوري الحكومي أو شبه الحكومي.
lt;lt;إيلافgt;gt; استفسرت سبب موقف lt;lt;المعارضةgt;gt; السورية من المشاركة في حوارات الشاشة السورية من عضو اللجنة الإدارية في هيئة التنسيق الوطنية الدكتور حازم نهار الذي قال: lt;lt;بالطبع من حق الجميع أن يعلم لماذا لم نتقبل فكرة الظهور على المحطات السورية في هذه الفترة بالذاتgt;gt;.
وأضاف الدكتور نهار: lt;lt;نحن في الحقيقة لم نقبل ولم نرفض صراحةgt;gt;.
ووضع الدكتور نهار عبر lt;lt;إيلافgt;gt; شروطا وصفها بـ lt;lt;معاييرgt;gt; للمشاركة .. كالآتي؛
أولاً: الاعتراف بنا كمعارضين للنظام القائم من دون تغطية ولا مواربة.
ثانياً: تغيير جوهري في السياسة الإعلامية يقوم على الاعتراف بأن وسائل الإعلام السورية ملكية عامة للشعب السوري، وبالتالي تقوم وظيفتها على نقل الحقائق للشعب السوري وخدمته إعلامياً، وليس كيل المديح للنظام القائم، بما يعني أن للجميع الحق ذاته في وسائل الإعلام هذه، ويعني هذا بالتالي أنه لا منة لأحد فيما لو ظهرنا في وسائل الإعلام السورية.
ثالثاً: احترام الحراك الشعبي في سورية والتخلص من ذهنية تقزيمه وتخوينه والكف عن التحريض المباشر وغير المباشر الذي يؤدي في المآل إلى وضع كل المبررات التي تسوِّغ القمع وإطلاق الرصاص على المتظاهرين.
رابعاً: أن تكون اللقاءات على الهواء مباشرة من دون عمليات مونتاج وقص ولصق نعرفها تماماً.
وختم الدكتور نهار بالقول لـlt;lt;إيلافgt;gt;: lt;lt;إن خروج أي منا اليوم في هذه اللحظة السياسية في سورية لمدة ساعة مثلا على التلفزيون السوري في الوقت الذي تخصص فيه الـ 23 ساعة الباقية ليس له معنى إلا أننا أصبحنا ملكية خاصة للسلطة في حفلة التطبيل والتزميرgt;gt;.
التعليقات