استنكرت المعارضة السورية إبقاء النظام على سجن الفنانين والمثقفين والصحافيين السوريين، الذين تم اعتقالهم أمس وفض اعتصامهم السلمي بالقوة، مشيرة الى انه يصدر عفو رئاسي على المجرمين ليضع مكانهم أصحاب الرأي والضمير.

المعارضة السورية تستنكر اعتقال المثقفين والفنانين

القاهرة: قالت مصادر المعارضة السورية لـquot;ايلافquot; إنه لم يكن متوقعا أن يعمد النظام الى الابقاء على سجن الفنانين والمثقفين والصحافيين السوريين، الذين تم اعتقالهم أمس خلال اعتصام في الميدان في دمشق.

وأكدت quot;أن السجون السورية باتت لا تتسع للمعتقلين السياسيين ويعمد النظام الى اخراج المجرمين من السجون عبر عفو رئاسي ليضع مكانهم أصحاب الرأي والضميرquot;.

وأشارت الى quot;أن اعتقال الفنانين والمثقفين والابقاء عليهم هي سقطة جديدة من سقطات النظام quot;.

وظهرت عدة بيانات ومجموعات وصفحات على الفيسبوك تدين ممارسات السلطة السورية في اعتقالها لنخب سوريا حيث تعرضوا للضرب والاهانة والاساءة.

من جانبها أعلنت منظمات حقوقية مدافعة عن حقوق الانسان في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، أن السلطات السورية فرقت بالقوة تجمعاً سلمياً لمثقفين وإعلاميين وفنانين سوريين يطالبون بدولة عادلة وعصرية يحكمها القانون وتكفل حرية الأفراد، وأكدت أنها تلقت، ببالغ الإدانة والاستنكار نبأ قيام السلطات السورية ( دوريات من الشرطة والأمن ) في يوم الأربعاء بتاريخ 13 / 7 / 2011 في حي الميدان أمام جامع الحسن في دمشق، باستعمال القوة المفرطة لفضّ تجمع سلمي، كان قد دعا إليه بعض المثقفين والإعلاميين والفنانين السوريين تعبيراً عن تأييدهم لـquot;مطالب المتظاهرين والمحتجين السوريين وانسجاماً مع تطلعاتهم، وحقهم في quot;دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون وتكفل حرية الأفرادquot;، وأقدمت الأجهزة الأمنية على اعتقال العديد من المتظاهرين.

عُرف من المعتقلين حتى الآن:الفنانة مي سكاف - الممثل المسرحي محمد ملص الذي أصيب بجراح - أحمد ملص- يم مشهدي - محمد آل رشي - إياد شربجي - غيفارا نمر - ساشا أيوب - محمد زاكر الخليل - الناشطة الحقوقية ريما فليحان - فادي زيدان - نضال حسن - سارة الطويل - دانا بقدونس - رامي العاشق - عبد العزيز الدريد ( ناشط في مجالات العمل التطوعي، ومتطوع في الهلال الأحمر السوري ).

وكان الفنانون قد أعلنوا مطالبهم المتمثلة بـ quot;الوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملةquot;، وquot;معاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمحاكمات عادلة ومعلنةquot;، وquot;إيقاف التحريض والهجمة الإعلامية التي يشنّها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية، وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبيquot;، وكذلك quot;السماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقتهquot;، وquot;الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين سواء الذين اعتقلوا في السابق وما زالوا أسرى السجون السورية، أو جرّاء الأحداث الأخيرةquot;، وأخيراً طالبوا قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج بquot;توحيد صفوفها والخروج بتصوّر مشترك للدولة المدنية الديمقراطية، وحمّل منظمو التظاهرة بشكل مسبق السلطات الأمنية السورية quot;كامل المسؤوليةquot; في حال تم التعرّض لهم بأي سوء من أية جهة كانت خلال أو بعد التظاهرة.

وأدانت المنظمات الحقوقية اعتقال بعض المثقفين والإعلاميين والفنانين السوريين، قمع أي تجمع سلمي،معلنةquot; تأييدنا الكامل لممارسة السوريين جميعا لحقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة ونرى ان هذه المطالب محقة وعادلة وعلى الحكومة السورية العمل سريعا على تنفيذها، من اجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن وواعد لجميع أبنائه دون أي استثناءquot;.

وتوجهت للحكومة السورية، quot;من اجل الإفراج الفوري دون قيد أو شرط عن كافة المثقفين والإعلاميين والفنانين السوريين الذين تم اعتقالهم تعسفيا مساء الأربعاء 13 / 7 / 2011 وان تعمل الحكومة السورية على اتخاذ التدابير اللازمة والفعّالة لضمان ممارسة حق التجمع السلمي ممارسة فعلية. وإصدار قانون للتجمع السلمي يجيز للمواطنين بممارسة حقهم بالتجمع والاجتماع السلميين.أن تتخذ السلطات السورية خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان والكف عن المعالجة الأمنية التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها، وتفعيل مرسوم إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، والإقرار بالأزمة السياسية في سورية ومعالجتها بالأساليب السياسية بمشاركة السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهمquot;...
والمنظمات الموقعة اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( الراصد )، المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية،منظمة حقوق الإنسان في سورية ndash; ماف، المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية،المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD )،لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

وفي بيان منفرد أدانت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا اعتقال السلطات الأمنية السورية المثقفين والفنانين الذين تظاهروا يوم الأربعاء 13/7/2011 أمام جامع الحسن في حي الميدان في دمشق كما تم الاعتداء عليهم بالضرب .

واستنكرت، في بيان، تلقت quot;ايلاف quot; نسخة منه،quot; فض الاعتصام الذي تجمع فيه حوالى 200 مثقف وفنان وطريقة التعامل مع المحتجين واغلاق قوات حفظ النظام وعناصر الشرطة محيط جامع الحسن، ومنع المارين من الدخول أو الخروج الى محيط المنطقة، وتعتبر هذه الاعتقالات تكذيبا واضحا من النظام لنفسه بأنه لا يسعى الى الاصلاح بل يسعى الى تصعيد القمع بحق كل من يرفع صوته، صوت الحقquot;.

وأكد الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة لـquot;ايلافquot; أن النظام يرتكب أخطاء لا يمكن السكوت عنها وما الدماء التي تسيل يوميا وما الاعتقالات الا مسمار جديد في نعش النظام يدقه بيديه وبرغبته دون أن يأخذ الموعظة من التاريخ القريب ومن الثورات التي سبقت البركان السوري .

وأشار البيان الىquot; أن تزامن هذه الاعتقالات مع لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعرض الأسد له quot; جملة من الإصلاحات التي تقوم بها سورية، والخطط الموضوعة لتجاوز الظروف التي تمر بها على طريق بناء دولة حديثة ديمقراطيةquot;، يؤكد أن كل ما فعلته السلطات السورية من اعلان عن رفع حالة الطوارئ، وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا،وتشكيل لجان لإعداد قوانين الأحزاب والإعلام والانتخابات والإدارة المحلية، والحوار الوطني، ومكافحة الفساد، لا يغدو كونه تسويفا وشكلا أقل ما يقال عنه إنه مجرد حبر على الورقquot;.