منعت دمشق القيادي الكردي عبد الرحمن درويش من السفر رغم القرار الذي اعلن عنه نائب الرئيس فاروق الشرع موضحاً فيه عدم وضع عقبات غير قانونية في وجه سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى وطنه متى شاء.
تظاهرة سابقة لأكراد في قامشلي |
القاهرة: بعد خطاب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في اللقاء التشاوري لهيئة الحوار الوطني الذي اختتم مؤخرا في دمشق، والذي أعلن فيه عن صدور quot;قرار واضح من القيادة يفضي بعدم وضع عقبات غير قانونية في وجه سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى وطنه متى شاء ولقد ابلغ وزير الداخلية بهذا القرار لتنفيذه خلال أسبوع من تاريخهquot; ، منعت السلطات السورية من السفر القيادي الكردي عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا .
وقال بيان للمكتب السياسي للحزب، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ،أنه quot; بالرغم مما صدر من وعود، حول التخلي عن النهج القديم في التعامل مع المواطنين والتوجه نحو الإصلاح ، تستمر السلطات السورية في ممارسة أساليبها المعهودة ، ومنها ما يتعلق بقرارات منع السفر. فبعد أيام قليلة من ما صدر من نائب الرئيس السوري، تم في يوم 13/7/2011 وبتوجيه من الأجهزة الأمنية منع سفر الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير حزبنا ، وقد كان ينوي السفر إلى العاصمة الروسية موسكو بقصد المعالجةquot;.
واستنكر البيان quot;استمرار السلطات في مثل هذه الممارسات التي تتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان quot;، معلنين مواصلةquot; بذل كل جهد ممكن من أجل أن تتجاوز بلادنا مثل هذه الحالةquot; ، ودعا البيانquot;جميع المخلصين للتكاتف والتعاون من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري في المطالبة بحقه في الحرية والكرامة ، وبناء الدولة المدنية والحضارية التي تحترم حقوق الإنسان ، وتحرص على تأمين حقوق جميع مواطنيها quot;.
من جانبه قال شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا quot;ان النظام السوري يحاول عبثاً، خلق فجوة بين مكونات الشعب السوري، من خلال خلق فتنة داخلية، وبالتالي ضرب الكرد والعرب بعضهم ببعض، وخاصة في مناطق التماس او في المدن التي تقطنها فسيفساء اثني او ديني، حيث تتقصد السلطات في الفترة الاخيرة، تحريض بعض المرتزقة البعثيين، من بعض القبائل العربية وغيرهم وتأليبهم ضد الكرد، رغم ان الذين يقومون بالمظاهرات ليس الاكراد وحدهم، بل سائر السوريين القاطنين في المدن الكردية، من عرب وآشوريين وكلدان وغيرهمquot;.
وأوضح في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أنه quot;منذ ايام عديدة، تشهد مدينة الحسكة، وكذلك القامشلي، وحي الأكراد بالعاصمة السوري دمشق، تحرشات من قبل الشبيحة وجنجاويد البعث، ببعض ممن يشاركون في التظاهرات من الشباب الكرد وحدهم، دون أن تتعرض هذه الميليشيات، الى الشباب العربي الثائر في مدن الجزيرة، وذلك للايقاع بين الشعبين العربي والكردي، كما فعل عام 2004، إبان انتفاضة كردستان سورية الباسلة، التي عمت معظم انحاء كردستان سوريا، فضلاً عن المدن السورية الكبرى، كـمدينتي حلب والعاصمة دمشق، التي تقطن كل واحدة منها اكثر من نصف مليون كردي، بحسب تخمينات وتوقعات محايدة، وان كانت غير رسمية.quot;
واعتبر كدو انه quot;من غير المستبعد، ان يلجأ النظام الحاكم، الى احداث فتنة داخلية، في مدن التماس المباشر بين العرب والكرد، كمدن الحسكة ورأس العين وتل تمر وغيرهما من المدن المختلطة. لكن هيهات ان تنطلي هذه الخطط على الشعب السوري المنتفض، الذي اخذ احتجاجاته ومظاهراته منذ اليوم الاول طابعاً شعبياً ووطنياً بحتاً، بعيداً عن العنصرية والطائفية، التي بات النظام يعول عليها، للايحاء للرأي العام الداخلي والخارجي، بأن النزاع ليس بينه وبين الشعب، وانما بين فئات او اثنيات او طوائف سورية متصارعةquot;.
وأكد على quot;ان سياسة فرّق تسد المكيافيلّية، المتبعة من قبل النظام السوري، سوف لن يكون سبيلاً لاخماد موجة الاحتجاجات والمظاهرات العارمة، التي تحتاج البلد من اقصاه الى اقصاه، ولن تفلح هذه السياسات البغيضة، من اخماد نار الثورة السورية، التي لا بد وان تنتصر على الظلم والاستبداد والطغيان، وتأتي بسوريا جديدة ديمقراطية تعددية، يحصل فيها كل ذي حق عل حقه، دون تفضيل جماعة او قومية او اثنية او طائفة على اخرىquot;.
وحذّر quot;أن الشعب السوري، لن يقف مكتوف الايدي، في حال الاستمرار في هذه السياسات اللئيمة، الهادفة الى الوقع بين ابناء البلد الواحد، وبين ابناء الشعب الواحدquot;. وقال quot;بدل ان يلجأ البعث الحاكم الى احداث نار الفتنة بين فئات الشعب السوري، من خلال تحريض جنجاويده ومرتزقته على الكرد العزل عليه ان يرحل ويترك السلطة للسوريين وشأنهم، لان البعث كحزب وكفكر وكمنهج وايديولوجية، عفا عليه الزمن واكل عليه الدهر وشرب، ومن المعيب ان يكون المرء بعثياً، في هذا العصر الذي يُصنع فيه التاريخ من جديدquot;.
التعليقات