رغم أن السورية هالة دياب عُرفت عربيا بعد بث مسلسلها laquo;ما ملكت أيمانكمraquo;، فهي صاحبة إنتاج سينمائي وتلفزيوني غزير. لكن آراءها المصادمة للمؤسسة الإسلامية التقليدية حدت بها للاستقرار في بريطانيا حيث بدأ نجمها يلمع هناك أيضا.


هالة دياب

لندن: الدكتورة السورية هالة دياب هي كاتبة المسلسل الدرامي laquo;ما ملكت إيمانكمraquo; الذي أثار جدلا حادا في المشرق العربي على الأقل بسبب الاتهامات الدينية التي ألقاها العديد من المشاهدين عليه. وهذا رغم أن هالة نفسها تقول إنه عمل فني يسعى لتحرير المرأة العربية من القيود التي تكبلها.

ورغم أن دياب قفزت إلى عالم الشهرة بسبب الجدل الذي أثاره هذا المسلسل ومواضيعه التي يتناولها، مثل النقاب والاعتداء الجنسي على النساء، والعذرية، والمثلية والتطرف، فهي ليست جديدة على الأعمال الفنية المثيرة للجدل.

فقد كتبت laquo;الحور العينraquo; في 2005 ومن بعده laquo;يقتلون الياسمينraquo; في 2006. ووفقا لمصادر عدة على الإنترنت فقد كان لديها برنامج أسبوعي على شاشة laquo;روتاناraquo; باسم laquo;ست الستاتraquo;.

كما أعدت وكتبت laquo;سوا يا شبابraquo; وهو فيلم وثائقي من جزأين يتناول التحديات التي تواجه الشباب السوري.

ويأتي كل هذا بالإضافة إلى عدد من الأفلام الوثائقية الأخرى مثل laquo;خرائط جديدة الى كنز قديمraquo; وlaquo;وادي حنيفة: رحلة التغييرraquo;، وlaquo;كلايدسكوبraquo;، وهو فيلم وثائقي تلفزيوني باللغة الانكليزية يتناول التعايش الديني والاجتماعي في بريطانيا. وقد درست في واريك وحازت شهادة الدكتوراه في الدراما من جامعة ليستر في بريطانيا.

والآن فهي تستقر في هذه المدينة الانكليزية التي أسست فيها شركة لإنتاج الأفلام الوثائقية والدرامية laquo;برؤية عربية وبتقنيات أجنبيةraquo;. وهي تنهمك حاليا في تناول التطرف وسط شباب المسلمين البريطانيين في مشروع تموّله laquo;رايت ستارت فاونديشنraquo; بمدينة بيرمنغهام.

وقد سارعت صحيفة laquo;تايمزraquo; إلى لقاء هالة باعتبارها laquo;كريستين بليكلي العربraquo;، في إشارة إلى مذيعة أيرلندية لمع نجمها على تلفزيون laquo;بي بي سيraquo; أولا وlaquo;آي تي فيraquo; الآن في برامج laquo;لا تخشى التصادم مع التيار العامraquo;.

ونقلت الصحيفة أن مما يحويه مسلسل laquo;ما ملكت أيمانكمraquo; ويثير الجدل شخصية نسائية تبدي أقصى درجات التدين لكنها سحاقية في الواقع. ولكل هذا وغيره تكاثرت عليها الاتهامات من رجال الدين في الدول العربية بالإلحاد، وأنها تفسد عقول نساء العرب وتحرضهن على شق عصا الطاعة. ونقلت الصحيفة أن رجل دين ذهب الى حد القول إن الله يعاقب سوريا بحجب المطر عنها من شدة غضبه على هالة.

لقطة من مسلسل laquo;ما ملكت أيمانكمraquo;

وتقول هي: laquo;لا نملك في الشرق الأوسط قوانين تحمي المرأة. فالرجال يستغلون النساء اللائي يذهبن للعمل بدون أن يكون بوسعهن الشكوى للشرطة وحتى إطلاع أمهاتهن بما يحدث لهنraquo;. وتقول عن استقرارها في انكلترا: laquo;بالرغم من انني أحب الشرق الأوسط، فلا أشعر بالانتماء اليه عندما أكون هناك. أحس بأنني مهمَّشة وبأنني عرضة للنيران الإعلامية بسبب آرائي الليبرالية ولأنني أسعى الى كسر الحدود وتجاوز الخطوط الحمراءraquo;.

وتمضي قائلة: laquo;ربيع العرب الحالي يتحدى السلطة. لكن رجال الدين يريدون للمسلمين والمسلمات الامتناع عن تحدي السطلة الدينية وقبول النقاب بدون مساءلة.. رجال الدين هؤلاء يريدون إسكات النساء. يردون لهن أن ينصرفن فقط للتفكير في ما إن كان عليهن تغطية رؤوسهن أو حسرها، وما إن كان عليهن أن يأكلن باليد اليمنى وليس اليسرى.. يريدون لهن فقط الانشغال في كيفية نيل الجنّة الموعودة بدلا من الانتفاض والمشاركة الفعالة في المجتمع. وأحد أهدافي هو أن انزع النقاب عنهن وأن أساعدهن على نيل الحريةraquo;.