تتصاعد حدة التوتر الطائفي مع ارتفاع موجة القتل الذي تتعرض له مدينة حمص السورية وسط مخاوف من تحول الانتفاضة الشعبية إلى نسخة من الفتنة الطائفية في الجارتين: لبنان والعراق. وتواصلت التظاهرات في المدينة في ظل سحابة من التوتر بين الغالبية السنية هناك والعلويين الذين ينتمي إليهم الرئيس الأسد.

المخاوف تزداد من اشتعال فتنة طائفية مع اشتداد موجة القتل في مدينة حمص

القاهرة: تثير الآن موجة عمليات القتل التي تتعرض لها مدينة حمص السورية، مخاوف من احتمالية أن تتحول الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد إلى نسخة من الفتنة الطائفية التي لطالما زعزعت استقرار الجارتين، العراق ولبنان.

وقد نشبت أعمال عنف خلال عطلة نهاية الأسبوع في وقت كانت تتجه فيه الأنظار صوب التظاهرات السلمية الضخمة المناهضة للحكومة التي نُظِّمَت في العديد من المدن الأخرىفي أنحاء البلاد كافة، بما في ذلك التظاهرات الأكبرفي نطاق العاصمة دمشق.

تواصلت أيضاً التظاهرات الأسبوعية في حمص، لكن في ظل سحابة من التوترات الطائفية بين سكان البلدة من الغالبية السنية، الذين يشكلون الجزء الأكبر من الحركات الاحتجاجية في الدولة التي تقطنها غالبية سنية، وبين العلويين الذين يشكلون أقلية، وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد ومعظم أفراد نظامه.

وتحدثت ضمن هذا السياق صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية كذلك عن مدى المعاناة التي يواجهها الكثير من الجهات، وبخاصة الإعلامية منها، في ما يتعلق بإمكانية التأكد من تفاصيل ما يحدث، نظراً إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في سوريا.

لكن استناداً للمقابلات التي يتم إجراؤها مع شهود عيان من كلا الجانبين، وكذلك المسعفين الطبيين الذين يتقفون أثر أعمال العنف ويقومون بتجميع الجثث، قالت الصحيفة إن معدلات التوتر قد تصاعدت على ما يبدو، بعدما قام حشد من العلويين المسلحين بالعصي بمحاصرة أحد المساجد فيأحد الأحياء السنية، قبل فترة قصيرة من رفع صلاة الظهر يوم الجمعة، وبدؤوا في ترديد شعارات مناهضة للسُنّة.

وهو ما دفع السُنَّة إلى الرد عن طريق قيامهم بخطف ثلاثة علويين، وتم العثور على جثثهم مدفونة في حي سني في المدينة. وهو ما جعل العلويين يصابون بحالة من الهياج، وقاموا بسرقة وحرق محال تجارية مملوكة للسنة.

وأثناء مشاجرات وقعت بين الطرفين، قُتِل ثلاثة على الأقل من السنّة. وقال أحد الناشطين أن ستة من السنة لقوا حتفهم، ليصل عدد الوفيات الإجمالي في عمليات القتل الانتقامية المتبادلة إلى تسعة، رغم تأكيد المسعف الطبي الذي شاهد الجثث أن العدد الإجمالي كان ستة فقط.

ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن رجل أعمال مسيحي، بعد رفضه الإفصاح عن هويته خوفاً على حياته، قوله: quot;تقف البلاد الآن على حافة حرب أهليةquot;. وقال أيضاً ناشط مهتم بتعزيز الديمقراطية، بعد رفضه هو الآخر الكشف عن هويته، إن السنة المعارضين للحكومة لا يشعرون سوى بالخوف. وتابع quot;الأجواء في مدينة حمص مرعبة. والناس خائفون من الإبادة الجماعية، وندعو الله أن يمر الليل من دون أن يُقتَل منا أحدquot;.

ثم مضت الصحيفة لتنوه بأن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها حمص، ثالث أكبر مدينة سورية يقطنها مليون ونصف مليونفرد، أعمال عنف طائفي منذ اندلاع تظاهرات حاشدة ضد حكم الأسد في مختلف المدن السورية قبل ما يقرب من أربعة أشهر.

في غضون ذلك، يتهم ناشطو الديمقراطية الحكومة السورية بأنها تسعى إلى تأجيج التوترات الطائفية، من أجل تبرير استعانتها بتكتيكات وحشية لقمع التظاهرات، ونصح المجتمع الدولي بالعدول عن دعم ومساندة مطالب المتظاهرين المتعلقة برحيل الأسد.