دمشق: دخل الجيش السوري الاحد مدينتي الزبداني في جنوب سوريا وحمص في وسطها اللتين شهدتها تظاهرات كبيرة مناهضة للنظام، وفق ناشط حقوقي، فيما اورد الاعلام السوري ان الجيش يستعد لاقتحام مدينة البوكمال في شرق البلاد.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان quot;قوات الامن والجيش دخلت الزبداني اليوم. لقد فتشت المنازل واعتقلت اكثر من خمسين شخصاquot; في هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية والتي تبعد 50 كلم شمال غرب دمشق.

واضاف المصدر نفسه ان الجيش دخل ايضا مدينة حمص (وسط، 150 كلم شمال دمشق)، لافتا الى ان quot;اربع دبابات وناقلة جند تمركزت في (حي) دوار الخالدية، وقد نظم السكان تظاهرة كبيرة تعبيرا عن رفضهم دخول الجيشquot;.

والسبت، وقعت مواجهات في حمص بين مناصرين للنظام ومعارضين له بعد مقتل ثلاثة شبان مؤيدين للنظام، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافادت الرابطة السورية لحقوق الانسان انه تم الاحد اعتقال الكاتب والمعارض السوري علي العبدالله في اطار حملة اعتقالات في مدينة قطنا التي تبعد 25 كلم جنوب دمشق.

وكان افرج عن العبدالله اخيرا بعد عفو عام اصدره الرئيس السوري بشار الاسد في ايار/مايو الفائت.

واعتقل العبدالله (61 عاما) في كانون الاول/ديسمبر 2007 وحكم عليه بالسجن عامين ونصف عام لدعوته الى الديموقراطية. وكان يفترض ان يفرج عنه في حزيران/يونيو 2010 لكنه ابقي قيد الاعتقال على خلفية تصريحات ادلى بها عن ايران ولبنان.

والعبدالله واحد من 12 معارضا سوريا وقعوا اعلان دمشق الذي دعا الى تغيير ديموقراطي في سوريا. وقد حكمت محكمة الجنايات في دمشق في تشرين الاول/اكتوبر 2008 على جميع هؤلاء بالسجن لسنتين ونصف سنة بتهمتي quot;اضعاف الشعور القوميquot;، وquot;نقل انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامةquot;. وافرج عنهم جميعا باستثناء العبدالله.

من جهتها، اكدت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام الاحد ان الجيش السوري يستعد لاقتحام مدينة البوكمال شرق سوريا التي تشهد وضعا quot;متفجراquot; بسبب قيام quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; باشعال الاضطرابات في هذه المنطقة على الحدود مع العراق.

وكتبت الصحيفة ان quot;الوضع الامني تفجر في مدينة البوكمال، بينما يبدو ان الجيش يستعد للتدخل على حدود سوريا الشرقية مع العراقquot;.

واضافت نقلا عن quot;مراقبينquot; ان quot;رد السلطات السورية كان حاسما بارسال الجيش الى بؤر التوتر الحدودية لأنها تخشى من ان تنشأ حركة تمرد مسلحة في احدى المناطق الحدودية حيث تستطيع ان تحصل على خطوط تموين لوجستي ودعم سياسيquot;.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا قتل واصيب اربعة اخرون السبت في منطقة البوكمال حين اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمع مناهض للنظام.

لكن وكالة الانباء السورية الرسمية سانا تحدثت عن مقتل عنصرين في قوات الامن السبت quot;بعد مهاجمة المجموعات المسلحة لمبنى قيادة منطقة البوكمال واستيلائها على الأسلحة فيه بينما انتشر بعض المسلحين على اسطح الأبنيةquot;.

واضافت الوكالة ان ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وخطف اثنان اخران.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات منتصف اذار/مارس في سوريا، يتهم النظام مجموعات مسلحة تسعى الى زرع الفوضى في البلاد بالوقوف وراء الاضطرابات.

والسبت، عقد quot;مؤتمر انقاذ وطنيquot; في اسطنبول جمع اكثر من 300 معارض سوري من تيارات مختلفة اعلن تنديده بالقمع الدامي للتظاهرات وبquot;اكاذيبquot; النظام.

وعلى رغم الاحتجاجات، من المقرر اجراء مهرجان موسيقي مساء الاحد في ساحة الامويين في دمشق في الذكرى السنوية ال11 لاداء الرئيس السوري بشار الاسد القسم الرئاسي في 17 تموز/يوليو 2000.

وخلف بشار الاسد الذي انتخب باجماع مجلس الشعب السوري، والده الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي توفي في العاشر من حزيران/يونيو 2000 بعد ان حكم البلاد بقبضة حديدية على مدى عقود.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الاسد ووجهت بقمع دام ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص واعتقال اكثر من 12 الفا اخرين، وفق منظمات حقوقية.