صورة التقت من فيديو نشر على موقع يوتيوب يظهر تظاهرة معارضة للنظام السوري في كفر نبل

توقيت النشر 15/7/2011 الساعة 6.00 GMT

آخر تحديث 15/7/2011 الساعة 19:05 GMT

شارك أكثر من مليون شخص في تظاهرات quot;أسرى الحريةquot; التي شهدتها سوريا اليوم، فيما قتلت قوات الأمن 18 متظاهرا في دمشق وأدلب ودرعاوفقا لما افاد به ناشطون اليوم الجمعة.


نيقوسيا: أفاد ناشط حقوقي ان 28 شخصا قتلوا الجمعة برصاص قوات الامن التي فتحت النار لتفرقة متظاهرين كانوا يطالبون باسقاط النظام السوري، معظمهم في دمشق وريفها.

وقال عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان ان 18 شخصا قتلوا في احياء مختلفة من دمشق (القابون 12، ركن الدين 3، القدم 2، برزة 1) ، كما قتل طفل في جوبر واربعة اشخاص في دوما وهما منطقتان مجاورتان لدمشق.

كما قتل ثلاثة اشخاص في ادلب (شمال غرب) واثنان في درعا (جنوب)، حسب المصدر نفسه. وبذلك يكون 23 من القتلى ال28 قد سقطوا في دمشق وريفها.

وقد نزل الجمعة أكثر من مليون متظاهر الى شوارع العديد من المدن السورية، واعلن رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من مليون سوري تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مدينتي حماة (شمال) ودير الزور (شرق) وحدهما.
وقال عبد الرحمن quot;اكثر من مليون شخص تظاهروا اليوم في حماة ودير الزور. انه تطور مهم ويشكل دلالة واضحة على ان التظاهرات هي في تصاعد مستمر وليست في افولquot;.

وفي دمشق بدا اكثر من سبعة الاف متظاهر يتجهون نحو جامع الحسن في حي الميدان، الذي اصبح نقطة تجمع المتظاهرين في العاصمة السورية كما افاد ناشطون في المكان.

كما تجرى تظاهرات في بلدة معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) الحدودية مع تركيا.
وتجرى ايضا تظاهرات في العديد من احياء حمص في وسط سوريا والرقة (شمال) وحلب (شمال) كما اوضح الناشطون.

وسار ايضا متظاهرون في عامودا في محافظة الحسكة (شمال) وتجمع الآلاف في عين العرب (شمال) حيث اعتقل العديد من المتظاهرين كما اكد عبد الكريم الريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان.

وقد دعا الناشطون السوريون على صفحة quot;الثورة السورية 2011quot; في موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي الى التظاهر اليوم الجمعة في سائر أنحاء البلاد تحية لـquot;أسرى الحريةquot; وهم الاسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين في السجون السورية.

وتواصل القمع عشية تظاهرات جديدة انطلقت اليوم في أنحاء عدة من سوريا، كما الحال في كل ايام جمعة منذ 15 اذار/مارس تاريخ انطلاق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد بشار الاسد الذي وصل الى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الاسد.

ميدانياً، قتل اربعة مدنيين الخميس وجرح 16 برصاص قوات الامن في سوريا عشية تظاهرات جديدة ضد النظام الذي يواصل قمع الاحتجاجات الشعبية بعد اربعة اشهر على انطلاقها. واكد عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان ان quot;قوات الامن فتحت النار على متظاهرين في دير الزور (شرق) فقتلت اثنين منهمquot;.

واضاف ان خمسة اشخاص على الاقل جرحوا. وقال ريحاوي ان quot;التوتر يسود المدينة والناس ينفذون اضرابا عاماquot; بدعوة من ناشطين من اجل الديمقراطية.

وفي حمص (وسط) ثالث اكبر المدن السورية، قتل مدنيان وجرح اكثر من 11 جريحا بعضهم اصاباتهم خطرة، برصاص قوات الامن التي تستخدم المدافع الثقيلة في بعض الاحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء المدينة حيث تم ارسال الجيش بشكل طارئ منذ اسابيع عدة لقمع الاحتجاجات. وفي الوقت عينه، نفذت القوات الامنية السورية حملة عسكرية في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث لقي اربعة مدنيين مصرعهم في اليوم السابق.

من جانبه، اكد التلفزيون الحكومي السوري ان quot;مسلحين في حماة (شمال) خطفوا عنصرين من القوات الامنية وطالباquot;. وتتهم السلطات السورية quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; بالوقوف وراء اعمال العنف في البلاد.

والاسد، الذي يستند في سلطته إلى حكم الحزب الواحد (البعث)، وعد باصلاحات الا انه استمر في الوقت عينه في ارسال قواته المسلحة لقمع المتظاهرين. وبعد المطالبة باصلاحات جذرية، بات المعارضون والناشطون المطالبون بالديمقراطية ينادون صراحة باسقاط النظام.

وواصل الجيش الذي ارسله النظام لقمع الاحتجاجات في مدن الشمال والوسط والجنوب، عمليات التمشيط والدهم الاربعاء خصوصا في مدينتي ادلب وحمص (وسط)، كما ذكر ناشطون في مجال حقوق الانسان.

وفي مواجهة القمع الذي تسبب بمقتل اكثر من 1415 مدنيا و352 عسكريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وادى الى اعتقال اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف غيرهم، يخفق المجتمع الدولي في التوصل الى قرار موحد في الامم المتحدة يدين الرئيس بشار الاسد.

وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا بالموقف quot;غير المقبول بتاتاquot; للرئيس السوري بشار الاسد وأكد ان quot;كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه ان يحاسبquot; امام المحكمة الجنائية الدولية. وقدمت اربعة بلدان اوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) قبل اسابيع مشروع قرار في مجلس الامن يدين اعمال القمع هذه ويدعو الى اصلاحات سياسية.

لكن روسيا حليفة الحكم في سوريا منذ فترة طويلة، تتمسك بمعارضتها اي تدخل دولي في هذا البلد حيث اسفرت عمليات القمع.

وفي القاهرة، وصف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاصلاحات التي وعد بها الاسد بانها quot;ضعيفةquot;، معتبرا الخسائر البشرية التي يتسبب بها القمع quot;لا يمكن التسامح حيالهاquot; متحدثا عن سقوط quot;نحو الفي قتيلquot;. وبسبب منع وسائل الاعلام الاجنبية من التنقل بحرية في البلاد، من الصعب جدا الحصول على تأكيد من مصدر مستقل لحصيلة القتلى او الاعتقالات في البلاد.

الاتحاد الاوروبي يعلن عزمه على تعزيز العقوبات بحق سوريا

اعلن الاتحاد الاوروبي عزمه على quot;المضي قدماquot; في سياسة فرض العقوبات على سوريا وquot;دفعها قدماquot;، وذلك في اعلان من المقرر ان يعلنه رسميا وزراء خارجية الاتحاد الاثنين المقبل.

وجاء في هذا النص الذي نقل دبلوماسي اوروبي الجمعة فقرات منه ان مضي نظام الرئيس بشار الاسد في السياسة التي ينتهجها حتى الان يعني ان الاتحاد الاوروبي quot;سيواصل سياسته الحالية وسيدفعها قدما خصوصا عبر العقوبات التي تستهدف المسؤولين او المشاركين في عملية القمع العنيفةquot; بحق المعارضة السورية.

وعلق دبلوماسي اوروبي على هذا الاعلان الذي ناقشه سفراء دول الاتحاد الاوروبي ال27 بالقول انه يعطي quot;دفعا سياسياquot; باتجاه فرض عقوبات جديدة بحق النظام السوري.

واوضح دبلوماسي اوروبي آخر ان بعض المشاركين كانوا يفضلون استخدام لهجة اقسى بحق النظام السوري.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعا الخميس الى quot;تشديد العقوبات بحق نظام يطبق اكثر الاجراءات وحشية بحق سكانهquot;.

كما اعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي انها تعتزم فرض عقوبات جديدة بحق الرئيس السوري.

وفرض الاتحاد الاوروبي حتى الان ثلاث دفعات من العقوبات بحق اركان في النظام السوري بينهم الرئيس الاسد اضافة الى مؤسسات ومسؤولين في الحرس الثوري الايراني متهمين بتقدم مساعدة الى النظام السوري لقمع المتظاهرين.

وندد الاعلان بالهجمات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق قبل ايام، كما يكرر القول ان النظام السوري بquot;اختياره طريق القمع بدلا من الوفاء بوعود الاصلاح الواسعة التي قطعها بنفسه، انما يضرب شرعيته نفسهاquot;.

وادت عمليات القمع الجمعة الى سقوط 28 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن السورية.