تدعو جهة غير محددة على موقع اجتماعي إلكتروني النساء إلى إبداء ولعهن برئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لحشد التأييد له قبل انتخابات العام المقبل الرئاسية، ضمن حملة لا تستحي من الإيجاءات الجنسية. وهذا رغم أن الرجل نفسه لم يعلن عن نيته خوضها بعد.

_________________________________________________________________

صلاح أحمد: ثمة جهة تسمّي نفسها laquo;جيش بوتينraquo;، وتقول إن عضويتها تتألف من أكثر من 1200 على موقع اجتماعي الكتروني باسم laquo;في كونتاكتاraquo; (النظير الروسي لفايسبوك).

ورسالة هذه الجهة سياسية في جوهرها، إذ إن الغرض منها هو حشد التأييد لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين. لكن أسلوبها غير مألوف على نحو ما.

الرسالة التي يبعث بها quot;جيش بوتينquot; موجهة الى النساء عامة، والشابات منهن خاصة، وتقول: laquo;ابدين تعلقكن ببوتين الى حد الاستعداد لتمزيق ملابسكن من أجلهraquo;. هذا برغم أن بوتين نفسه لم يعلن عن نيته خوض الانتخابات المزمع إجراؤها في غضون أقل من تسعة أشهر من الآن. ويذكر أن الرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف ايضًا لم يكشف عن نواياه في هذا الصدد بعد.

ولا أحد يعرف على وجه التحديد هوية جيش بوتين. لكن ثمة أشياء قد تشي بأن الجهة التي تقف خلفه تملك ما يكفي من الموارد اللازمة لحملة انتخابية مدروسة بدقة. فشريط الفيديو الذي بثته عالي التقنية ومن الواضح أنه ليس من انتاج هواة، وإنما جهة تحترف هذا النوع من العمل.

بوتين حريص على مظهر الرجل الحنون.. مع كلب

في هذا الفيديو، الذي اجتذب عددًا هائلاً من المشاهدين منذ أن تم بثه للمرة الأولى على صفحة مدونة تعود إلى كيريل شيتوف، وهو نائب شاب في برلمان الدوما موال لبوتين، تظهر فتاة شقراء ممشوقة القوام وهي تسير بدلال على شارع في وسط موسكو، وتقول: laquo;هاي! اسمي ديانا. أنا طالبة.. ومولعة الى حد الجنون بالرجل الذي غيّر الحياة في بلادنا. إنه سياسي من الطراز الأول وأيضًا جنتلمان النساء. إنه فلاديمير بوتين. هناك الملايين ممن يعبدنه ويثقن فيه. لكن هناك ايضًا قلة تريد رميه بالوسخ. أهذا لأنهم يخافونه؟ أم فقط لأنهم ضعاف، ولن يحلوا مكانه الى الأبد؟raquo;.

تمضي هذه الفتاة لتقول إن الغرض من الفيلم هو إجراء مسابقة وسط النساء يرسلن فيها شرائط فيديو تصورهن وهن يمزقن ملابسهن من أجل عيون بوتين. ثم تعلن أن الفائزة، التي سيعرض شريطها على موقع laquo;في كونتاكتاraquo; الاجتماعي، ستحصل على جائزة كبرى وهي laquo;آي باد 2raquo;.

يأتي هذا كله حلقة واحدة في مسلسل حملة إعلانية واسعة النطاق قصد منها تلميع صورة رئيس الوزراء الروسي قبيل انتخابات مارس / اذار المقبل.

على سبيل المثا،ل فقد استيقظت البلاد في مايو / ايار الماضي على مسلسل مصوَّر يجعل من بوتين بطلا خارقًا في فنون الجودو، وميدفديف مساعدًا له، على غرار الرجل الوطواط ومساعده روبن.

في موضوع مشابه لمادة الفيلم الأميركي Speed laquo;سرعةraquo; (1994)، بطولة كيانو ريفز وساندرا بولوك، تُظهر الحلقة الأولى بوتين بعباءة الجودو وهو ينقذ ركاب حافلة من انجار قنبلة مخبأة فيه ومبرمجة على الانفجار في حال قلت سرعة الحافلة عن 80 كيلومترًا في الساعة.

ورغم أن الجهة التي تقف خلف المسلسل قالت إنه منزّه من الغرض، فقد رد المراقبون بأنه جزء من حملة رئاسية مقنّعة. وذهب البعض الى القول إن الكرملين نفسه ربما كان هو الواقف وراء الفكرة.

... ويحرص أيضًا على ظهوره بمظهر الرياضي الموفور العافية

وقبل ظهور هذه المغامرات المصورة صار بوتين موضع تبجيل طائفة نسائية روسية غير مألوفة لأنها تعتبره تقمصاً للقديس بولس، المعروف أيضًا برسول الأمم، ويعتبر في التاريخ المسيحي الشخصية الثانية بعد عيسى المسيح.

ويذكر أن أعضاء هذه الطائفة النسوية يرتدين زي الراهبات ويصلين من أجل laquo;إكمال بوتين مهمتهraquo; أمام أيقونات الكنيسة الأرثوذكسية التقليدية التي يضعنها حول صورة رئيس الوزراء نفسه.

بدلاً من التراتيل الكنسية المعتادة، تصدح laquo;الراهباتraquo; بالأناشيد الوطنية السوفياتية القديمة. وعملاً بقيم بوتين، الذي أعلن الحرب على طبقة الأوليغارك الأثرياء، تعيش اولئك النسوة حياة متقشفة، ويكتفين من الطعام بالجزر واللفت والبازلاء والحنطة.

وفي العام الماضي، واحتفالاً بعيد ميلاد بوتين، نشرت جماعة نسوية أخرى من طالبات جامعة موسكو دفتر تقويم للعام 2011 يحمل صورًا لهن وهن بملابسهن الداخلية، ويحمل غلافه جملة laquo;نحبك يا فلاديمير فلاديميروفيتشraquo;! وفورًا بيعت من التقويم 50 ألف نسخة، وهو رقم قياسي لأي مطبوعة من هذا النوع.