القوات العراقية قد لا تستطيع حماية المياه والأجواء والحدود بعد انسحاب الأميركيين

كشف الرئيس العراقي جلال طالباني عن تقارير رفعها إليه وإلى المالكي القادة العسكريون العراقيون يؤكدون فيها عدم قدرة قواتهم على حماية المياه والأجواء والحدود العراقية بعد انسحاب القوات الأميركية، لكنها يمكن أن تضمن الأمن الداخلي.

وأكد حق الشعوب العربية في الديمقراطية، لكنه رفض غارات الحلف الاطلسي على ليبيا .. فيما يستعد الناشطون العراقيون لتنظيم تظاهرات احتجاج بعد غد تحت شعار quot;جمعة رد الاعتبار العراقيquot; في وقت دعا مقتدى الصدر أتباعه إلى مراسم لرفض المنشقين والمفسدين في تياره تحت شعارquot;جمعة الراغبينquot;.

ونفى طالباني أن يكون مجلس النواب العراقي قد اتخذ قرارًا بشأن مصير القوات الاميركية في العراق بعد نهاية العام الحالي بقاء أو رحيلاً. وقال إن تمديد الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن اواخر عام 2008 غير ممكن لأنه يتطلب موافقة ثلثي اعضاء البرلمان (325 نائبا) وهذا لا يمكن الحصول عليه.

وأوضح أنه ترأس قبل أيام اجتماعين للقيادات السياسية العراقية وكانت بعض وجهات النظر واضحة والاخرى غير واضحة quot;مثلا، اتجاه التيار الصدري الذي له (40) نائبا في البرلمان هو الرفض القاطع لوجود القوات الاميركية واتجاه القيادة الكردستانية هو بقاء القوات الاميركية بعدد محدود على الاقل في المناطق المتنازع عليها أما البقية فما زالوا يدرسون هذا الموضوع فمنحنا مهلتين للاحزاب السياسية العراقية حتى تعطينا جوابا خلال المهلتين حول ما اذا كانوا يوافقون على بقاء عدد من القوات الاميركية وليس كل القوات .. و الاميركيون ايضا لا يريدون بقاء كل قواتهم ولذلك فإن المقترح الآن هو بقاء عدد من القوات الأميركية للتدريبquot;.

واشار طالباني في تصريحات وزعتها الرئاسة العراقية اليوم الى انه بحسب تقارير الضباط والقيادات العسكرية العراقية فإن القيادات العسكرية للقوة الجوية والبحرية والدروع والمشاة أكدت في تقارير الى رئيس الجمهورية والى رئيس الوزراء عدم القدرة على حماية الأجواء والمياه والحدود العراقية بعد انسحاب القوات الأميركية لكنهم يقولون إنهم يستطيعون حماية الأمن الداخلي.

وأضاف: quot;الطائرات الأميركية التي اشتريناها لم تصل بعد وإذا وصلت تحتاج إلى فترة تدريب وكذلك بالنسبة إلى القوات البحرية ليست لدينا زوارق كافية لحماية البحر وهو بالنسبة لنا مهم جدا لأن المصدر الوحيد الكبير للنفط العراقي هو البحر لذلك نحن اذا تعرقلت مسألة تصدير النفط ستؤثرفي اقتصادنا، ولدينا خط نفطي يمر عبر تركيا وهذا الخط غير كاف لتصدير النفط ونحن الآن ننتج اكثر من (3) ملايين برميل يوميا وخلال السنة المقبلة سنصل الى (4) ملايين وحينذاك نحتاج الى خطين آخرين حيث ننوي مدّ خط آخر عبر سوريا وتشغيل الخط القديم المار بسوريا المعطل الآن وكذلك خط النفط الى العقبة من خلال الاردن وحينئذ فقط نستطيع تصدير كميات النفط التي ننتجها في البلاد ولذلك فإن الخبراء العراقيين يعتقدون أن العراق يبقى بحاجة الى حماية جوية وبحرية وتدريب قوات العراق على الاسلحة التي اشتريناها من أميركا، الدروع، دبابات ابرامز وكذلك طائرات (F16) و(F18) وكلها حديثة بالنسبة للعراقيين فنحتاج الى التدريبquot;.

وأضاف طالباني أنه لمس من خلال المناقشات بين القوى السياسية العراقية أن هناك ميلا لبقاء عدد محدود من المدربين الأميركيين في العراق أما بقاء قوات أميركية كبيرة فليست هنالك رغبة جامحة لذلك وتوجد معارضة لبقاء هذه القوات من قبل بعض القوى.

وكانت القوات الأميركية المقاتلة قد انسحبت بموجب الاتفاقية الامنية بين البلدين من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009. ومن المقرر ان تغادر القوات الاميركية وعديدها حوالى 47 الف عسكري العراق اخر كانون الاول (ديسمبر) المقبل وفقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن . واعلن المالكي في ايار (مايو) الماضي انه سيجتمع بالكتل السياسية لتحديد الموقف من إمكان الطلب من القوات الاميركية الموجودة في البلاد منذ عام 2003 تمديد فترة بقائها.

الأقاليم والفيدراليات في العراق

وفي ما يخص الجدل الدائر حول النظام الفيدرالي وتشكيل بعض الاقاليم في محافظات معينة اشار طالباني الى ان النظام الفيدرالي نظام دستوري أقر في الدستور العراقي الذي ينص على (العراق جمهورية ديمقراطية اتحادية برلمانية موحدة ذات سيادة واستقلال) فالشعب الكردي مارس هذا الحق وأقام اقليم كردستان ضمن العراق الديمقراطي الفيدرالي كما جرت المحاولة في الجنوب ايضا لاقامة كيان فيدرالي هناك لكنها لم تنجح لانها لم تأت بأكثرية الاصوات المطلوبة لتأسيسها.

واوضح انه في البداية عارض العرب السنة الفيدرالية ولكن الآن عادوا هم يطالبون بها. وقال quot;الآن هنالك نقاش شديد بين السياسيين العرب السنة قسم منهم يدعو الى اقليم وقسم منهم لا يريد الاقليم وهنالك اختلافات وكذلك في المنطقة الجنوبية هنالك اختلاف مثلا المجلس الاعلى بقيادة السيد عمار الحكيم يدعو الى تطبيق الفيدرالية في الجنوب ايضا ولكن هنالك من يعارض فالآن الموضوع هو تطبيق الدستور هنالك من يريد تطبيق هذه المادة الدستورية وهنالك من لا يريد .. وأنا أعتقد أن طبيعة العراق وتكوينه من حيث القوميات والديانات والتكوينات المذهبية تتطلب النظام الفيدرالي الديمقراطي لكن هذا متروك لارادة الشعب وارادة الناخبين :هل يريدون ممارسة هذا الحق ام لا يريدون؟quot; .

التظاهرات الشعبية والعلاقات مع الجوار

وحول التظاهرات التي يشهدها العراق وتطالب الحكومة بتوفير الخدمات الاساسية وخطط الحكومة لتحسين الحياة المعيشية للمواطنين اكد الرئيس طالباني تشجيعه للتظاهرات وقال انه يتدخل شخصيا ضد أي اعتقال للمتظاهرين quot;لان ذلك حق دستوري وانا كرئيس جمهورية مسؤول عن حماية الدستور وتطبيقه ومسؤول عن مراقبة الاجهزة الحكومية لتنفيذ الدستور فأي خرق للدستور استطيع أن أتدخل لذلك عندما يتم اعتقال مواطنين فإني أتدخل مباشرة لإطلاق سراحهمquot;.

وعن علاقات العراق السياسية مع دول الجوار اشار طالباني الى انها جيدة وقال ان للعراق اتفاقية تحالف استراتيجي مع تركيا وأكثر من (40) اتفاقية في المجالات التجارية والاقتصادية حيث بلغ حجم العلاقات التجارية العام الماضي (10) مليارات دولار منها 7 مليارات دولار مع اقليم كردستان .. وكذلك العلاقات السياسية مع ايران والكويت جيدة. لكنه اوضح ان هناك مشاكل في موضوع المياه حيث ان هناك أنهارًا تنبع خارج العراق وتدخله ولكن هذه الانهار دولية تخضع للقوانين الدولية لكن الدول صاحبة المنبع تعتقد انها هي تملك حق التصرف بالنهر حتى هنالك نظرية في تركيا تقول quot;الله وهب العرب النفط ووهب الاتراك المياهquot; لكننا quot;لا نوافق على هذه النظرية لاننا نعتقد ان هذه انهار دولية تخضع للقانون الدولي ولنا حصتنا منهاquot;.


واوضح انه في ما يتعلق بالكويت فإن هناك تعويضات غزو الرئيس السابق صدام حسين لها يقوم العراق بدفعها حاليا تنفيذا لقرارات مجلس الامن الدولي لكن هناك مسألة الحدود التي اقرها ووافق عليها العراق لكن تبقى مشكلة البحر حيث quot;نعتقد انه يجب ان يكون هنالك نوع من التعاون الاخوي بين الكويت والعراق من اجل ان يكون العراق له حق ايضا في الاستفادة من منبعه من النهر او البحر، يكون مشتركا، وانا آمل ان نتوصل الى حل بشأن هذه النقطة قريبا.


التقلبات السياسية في الدول العربية

وعن موقف العراق من التقلبات السياسية في الدول العربية مثل البحرين وتونس ومصر وليبيا وكذلك التيار الديمقراطي في المنطقة العربية اشار طالباني الى ان quot;البحرين جزيرة صغيرة وشعبها عربي ولكن مذهبه شيعي والشعب الشيعي البحريني يتبع الى النجف الاشرف فالنجف الاشرف في العراق هو مركز شيعة العالم اي فاتيكان الشيعة في العالم فلما اندلعت التظاهرات في البحرين اصدر البرلمان العراقي والحكومة العراقية بيانات بتأييدها وهذا الموقف ادى الى توتير العلاقة بيننا وبين البحرين والسعودية التي ارسلت قوات الى البحرين لكننا في العراق وانا شخصيا بذلت جهودا كبيرة من اجل تحسين العلاقات مع السعودية وكانت علاقاتنا جيدة مع البحرين الى ما قبل التظاهرات ونحن نعتقد ان العراق يجب ان تكون له علاقات حسن جوار واخوة وتعاون مع الدول العربية وخاصة مع السعودية والكويت والدول العربية الأخرى في الخليج.

اما بالنسبة إلى مصر فقال طالباني ان مصر شعبها عظيم وذو حضارة وثقافة لكن استمر الحكم الدكتاتوري هنالك عشرات السنين وكان الرئيس حسني مبارك يحاول توريث ابنه ما ادى الى استياء الشعب المصري فقام بانتفاضة شعبية واسعة تريد الديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية ونحن طبعا في العراق نتعاطف مع الشعب المصري ونتعاطف مع الديمقراطية نحن بدأنا بالديمقراطية في المنطقة العربية والعراق اول دولة عربية اقامت الديمقراطية واقامت التعددية الحزبية .. لذلك يدعم العراق الديمقراطية في العالم العربي ولكن لا يريد التدخل في شؤونها.

واضاف طالباني quot;نحن نختلف عن الآخرين حيث نؤيد حق الشعب الليبي مثلا في تقرير مصيره وانا شخصيا لا اؤيد تدخل الطيران الخارجي ليغير على الشعب الليبي لفرض ارادة معينة فهذا لا يجوز ونحن نعتقد ان الشعب الليبي هو الذي يقرر مصيره و نحن طبعا مهتمون بمصر بصورة خاصة لان مصر دولة عربية كبيرة مهمة تأثيراتها على العالمين العربي والاسلامي خطيرة جدا لذلك يهمنا ان يسود مصر نظام ديمقراطي برلماني ويكون للشعب المصري فعلا دوره في هذا النظام، ونتمنى ان ينال الشعب المصري مثل هذا النظامquot;.

متظاهرو الاحتجاجات يعدون لجمعة رد الاعتبار العراقي

قال ناشطون عراقيون انهم سيخرجون في تظاهرات احتجاج جديدة بعد غد تحت شعار quot;جمعة رد الاعتبار العراقيquot; للمطالبة بتغيير الحكومة ومواجهة الفساد ورفض اعتداءات دول الجوار على العراق .

وقال quot;أئتلاف ثورة 25 شباطquot; احدى الحركات الشبابية التي تنظم هذه الاحتجاجات منذ ستة اشهر ان العراقيين ومن خلال اصرارهم وحرصهم على ارض بلادهم quot;ومع هتافات وشعارات (جمعة ورة جمعة.. والمالكي انطلعه) و(لن نكلّ.. ولن نملّ) تستمر مسيرة ابناء الشعب الصابر نحو التغيير بالصدح بالحق والخروج إلى ساحات التحرير غير آبهين بكل ما يواجههم من حرّ شمس الصيف في تموز العراق.. فضلاً عن التضييق والتنكيل والتهديد والتخويف والاعتقال من قبل أجهزة المالكي الأمنيةquot;.

وأشار الائتلاف في بيان تلقته quot;ايلافquot; قائلا ان quot;فضائح الفساد في كل مفاصل العملية السياسية من عقود وزارة الكهرباء إلى تسمم المياه إلى ما لا نهاية لسرقات أموال الشعب وقوته.. كلها تصب في تقوية عزيمة وإصرار أبناء العراق على تطهير البلاد من هذه الطغمة الحاكمة الفاسدةquot;.

واضاف ان quot;مؤشر وعيَ الشعب في تصاعد مطّرد مقابل ظلام دامس يلف عقول وقلوب السياسيين.. حيث الشعب يعلن من ساحات التحرير أنه راصد لتدخلات وتجاوزات واعتداءات بعض دول الجوار، على العراق وأمنه وهويته وثرواته ورمزه العلم العراقي .. وتتراكم قضايا الظلم من الداخل والخارج في وجدانه ويدخرها ليوم القصاص العادل وحكم الشعب على من باعوه وخانوه وسرقوه.. يقابل ذلك ارتماء السياسيين في أحضان الاحتلال ليحميهم ويبقوه ويبقيهم ولو لحينٍ على كراسيهمquot;.

وشدد الائتلاف بالقول quot;إننا إذ ننظر لهذه التطورات والبشائر فإننا نعلي الصوت لنقول للسياسيين قد خسرتم الشعب وفرطتم بما هو باق.. وتمسكتم بالاحتلال وخدمة مشاريع لا تحافظ على مصالح العراق ووحدته وثرواته.. لذا نبشركم بقرب زوالكم وبقاء شعب العراق الأبي الواحد ليختار من يحكمه بالعدل والمساواة وندعو أبناء شعبنا لزيادة الزخم والخروج في الجمعة المقبلة quot;جمعة رد الاعتبار العراقيquot; فزلزلة كلمات الحق تطيح بعروش الباطلquot;.

وسيكون من ضمن مطالب المتظاهرين دعوة الحكومة العراقية الى مواقف حاسمة وواضحة من القصف الايراني التركي لمناطق العراق الشمالية ومساعي الكويت لبناء ميناء مبارك على الخليج والذي يؤكد العراقيون انه سيخنق موانئهم الجنوبية ويلحق ببلادهم اضرارا اقتصادية كبيرة .

والصدر يدعو لجمعة رفض الفاسدين في تياره

ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أتباعه إلى إقامة مراسم خاصة لرفض المنشقين والمفسدين في التيار محدداً يوم الجمعة المقبل لإقامتها تحت اسم quot;جمعة الراغبينquot;.
وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه في محافظة النجف ونشرته quot;السومرية نيوزquot; إن quot;يوم الجمعة المقبل سيكون صيام استحباب طلباً للمغفرةquot;، داعياً إلى quot;إقامة مراسم خاصة لرفض المنشقين والمفسدين في التيار الصدري ورافضي الطاعة لمكتب الشهيد الصدر الجمعة المقبل تحمل اسم جمعة الراغبينquot;.

وطالب الصدر بـquot;فتح مراكز خاصة في الأماكن التي تقام فيها صلوات الجمعة لجمع الأدلة ضد المفسدينquot;، معتبراً أن quot;هذه الخطوة تأتي حفاظاً على وحدة وتماسك وقوة المنتمين إيماناً للخط الصدريquot;.

وكان الصدر أمر الجمعة الماضي بإغلاق ضريح قبر أبيه وشقيقيه في مقبرة وادي السلام في النجف امام الزائرين كما أمر أتباعه بلبس الوشاح الأسود أثناء الصلاة للتعبير عن رفض للمنشقين والمفسدين في التيار الصدري. يذكر أن الصدر كان وصف في بيانين صدرا خلال الشهر الحالي أشخاصاً ضمن جيش المهدي شاركوا بالاعتداء على بعض المواطنين في بغداد بـquot;المجرمين والقتلة والعصاةquot; وفي حين اعتبر أن مثل هؤلاء منبوذون دعا إلى مقاطعتهم وطردهم من التيار.

وتشهد محافظات العراق منذ 25 شباط (فبراير) الماضي تظاهرات احتجاج تطالب بتغيير الحكومة واتخاذ اجراءات حاسمة لمكافحة الفساد والبطالة والمحاصصة في ادارة الدولة وللمطالبة بالخدمات والأمن ومعاقبة المزورين وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ينظمها ناشطون وشباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.

واثر ذلك اعلن المالكي في السابع والعشرين من شباط مهلة مائة يوم لتقييم عمل الوزراء في محاولة لامتصاص غضب الجماهير وتقديم وعود باصلاح الاوضاع العامة في البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تم بعدها وعبر شاشات التلفزيون عقد جلسات علنية لمجلس الوزراء قدم خلالها الوزراء عرضا عن الانجازات والاخفاقات التي شهدتها وزاراتهم خلال هذه الفترة تقرر بعدها اجراء ترشيق لوزارات الحكومة من خلال إلغاء وزارات الدولة الثلاث عشرة من اجل تقليل عدد هذه الوزارات كمرحلة اولى من 42 الى 29 وزارة.