واشنطن:وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفلد لا يعبر عن اعتذارات عن طريقة معالجته لملف حرب العراق في كتاب مذكراته الجديد لكنه يقول ان اشد اسف لديه هو عدم تنحيه بعد فضيحة سجن ابو غريب كما افادت وسائل اعلام اميركية الخميس.
وفي كتابه quot;معروف ومجهولquot; (نون اند آنون) يدافع رامسفلد عن معالجته للحرب وابرز قراراته السياسية بحسب نسخ حصلت عليها صحيفتا quot;نيويورك تايمزquot; وquot;واشنطن بوستquot;.

لكنه يقول انه تمنى لو انه ارغم الرئيس الاميركي انذاك جورج بوش على قبول استقالته بعد الكشف عن فضيحة التجاوزات التي ارتكبها حراس اميركيون في سجن ابو غريب في العراق.
وكتب رامسفلد في مذكراته quot;ابو غريب وعواقبه بما يشمل التركيز على مفهوم +التعذيب+ الذي استخدمه منتقدو الحرب والرئيس اصبح يشكل ارتباكا مسيئاquot;.

واضاف quot;اهم شيء لم اتمكن من القيام به، مع اعتزازي بالكثير من الامور التي انجزناها، اندم لانني لم استقل انذاكquot;.
ورامسفلد البالغ من العمر الان 78 عاما امضى بعد تلك الفضيحة سنتين ونصف السنة في منصبه قبل ان يقيله بوش اثر هزيمة الجمهوريين في الانتخابات التشريعية عام 2006 التي لعبت فيها حرب العراق دورا كبيرا لان الرأي العام كان يعارضها.

لكن رامسفلد يؤكد ان التجاوزات في سجن ابو غريب كانت من صنع جنود غير صالحين وليس سياسة ساهم في اعدادها، وهو موقف رفضته المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان.
وقال وزير الدفاع السابق ايضا انه كان على الادارة ان تحصل على موافقة الكونغرس على طريقة معاملة معتقلي quot;الحرب على الارهابquot; بدلا من اعتماد مقاربة احادية الجانب كان يشجعها انذاك نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني.

لكن رامسفلد غير نادم على موافقته على اعتماد اساليب استجواب اقسى او ادارة سجن غوانتانامو او انشاء محاكم عسكرية لمحاكمة المشتبه بضلوعهم في الارهاب.
وينفي وزير الدفاع السابق ايضا ان يكون رفض طلب من القادة العسكريين ارسال المزيد من القوات لاجتياح العراق قائلا انه لم يتلق ابدا طلبا رسميا كما افادت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot;.

ويؤكد ضباط متقاعدون وعدة تقارير حول المرحلة التي سبقت الاجتياح ان رامسفلد اصر تكرارا على ارسال قوة اصغر للاجتياح.
ويكتب في مذكراته quot;اذا نظرنا الى الوراء، قد يكون هناك بعض الاوقات التي كان فيها عدد اضافي من القوات ليشكل عاملا مساعداquot;.

ويشير رامسفلد ايضا الى ان بوش ابلغه بتحضير خطط طارئة لحرب العراق بعد 15 يوما فقط على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وحتى قبل ان يبدأ الجيش الاميركي هجوما على نظام طالبان في افغانستان.
ويكتب رامسفلد في كتابه quot;لقد طلب مني الاطلاع على شكل خططنا العسكرية حول العراقquot;.

وفي روايات اخرى، اشير الى ان رامسفلد اقترح الهجوم على العراق بعيد اعتداءات ايلول/سبتمبر.
ويستخدم رامسفلد مذكراته لتصفية حسابات مع منافسيه ومنتقديه منذ فترة طويلة وبينهم وزيرا الخارجية السابقان كولن باول وكوندوليزا رايس وكذلك السناتور جون ماكين.

ويتهم رامسفلد رايس بانها فشلت في ادارة نقاشات حول السياسة حين كانت تشغل منصب مستشارة الامن القومي لدى بوش ووصف ماكين بان quot;لديه مزاج عصبي جداquot;.
وردا على سؤال حول هذا الوصف قال ماكين لشبكة quot;اي بي سيquot; الخميس ان رحيل رامسفلد انقذ الحرب في العراق لان استراتيجية وزير الدفاع السابق في العراق quot;كان مصيرها الفشلquot;.

وقال ماكين quot;نشكر الله لانه اعفي من مهامه وقمنا بتعزيز القوات والا لكنا شهدنا هزيمة كارثية في العراقquot; في اشارة الى ارسال تعزيزات للقوات الاميركية بعد رحيل رامسفلد عن البنتاغون.

ويتطرق الكتاب ايضا الى مسيرة رامسفلد السياسية الطويلة قبل حكم بوش بما في ذلك مناصب شغلها خلال رئاستي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد في السبعينيات حين تولى حقيبة الدفاع للمرة الاولى.
وعنوان الكتاب جاء من وحي عبارة رامسفلد الشهيرة حول ما كان معروفا انذاك بخصوص اسلحة الدمار الشامل التي كان يعتقد بان العراق يزود بها الارهابيين.

وقال رامسفلد في مؤتمر صحافي في 2002 quot;هناك عناصر من المعروف انها مجهولة، اي هناك امور نعلم الان اننا لا نعرفها. لكن هناك ايضا امور مجهولة لا ندرك بامرها، اي اشياء لا نعلم اننا لا نعرفهاquot;.
وبحسب المتحدث باسمه فان ريع كتاب المذكرات سيعود لمنظمات خيرية ومشاريع مساعدات تدعمها مؤسسة رامسفلد.