مجلس الامن الدولي يبحث الاوضاع العراقية اليوم |
دعت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; في تقرير لها الى مجلس الامن الدولي سيناقشه في جلسة خاصة اليوم بنيويورك حول الاوضاع في العراق، قادة البلاد الى العمل من اجل انتقال سلمي ومنظم للسلطة، مبدية القلق من استمرار تأخر تشكيل الحكومة الذي قالت انه سيؤدي الى تقويض الثقة بالعملية السياسية.
قالت البعثة في تقرير لها قدمه الى مجلس الامن رئيسها اد ميلكرت ليناقشه في جلسة خاصة يعقدها بمقر الامم المتحدة في نيويوؤك اليوم ان تأخير تشكيل الحكومة العراقية يسهم بتزايد الشعور بالغموض في البلد. واضاف ان هذا الوضع يخلق مخاطر تؤدي الى تقويض الثقة بالعملية السياسية بل ان عناصر معارضة للتحول الديمقراطي قد تحاول استغلال الموقف.
وطالب التقرير الذي يتضمن 61 فقرة تتضمن عرضا لاخر التطورات العراقية وحصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه قادة الكتل السياسية الى العمل معا من خلال عملية جامعة وتشاركية على نطاق واسع من اجل انهاء المأزق الحالي الذي تمر به البلاد. واشار ان لدى الشعب العراقي امالا كبيرة بان يتقيد قادته بالدستور وان يكفلوا انتقالا منظما وسلميا للسلطة.
وتضمن التقرير شرحا للتطورات التي شهدها العراق خلال الاشهر الخمسة الاخيرة التي اعقبت الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في آذار مارس الماضي وخاصة ما يتعلق منها بتقديم الطعون وتشكيل التحالف الوطني الذي يضم الائتلافين الشيعيين وعدم اعتراف الكتلة العراقية به واصرارها على حقها بتشكيل الحكومة ولقاءات زعيمي كتلتي العراقية اياد علاوي ودولة القانون نوري المالكي ومباحثات الكتل السياسية وترسيم الحدود العراقية الكويتية وعلاقات العراق بالدول والقصف التركي والايراني على الحدود العراقية.
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة عن قلقها من تردي حالة حقوق الإنسان في العراق ولاسيما ارتفاع معدل الهجمات العشوائية التي استهدفت المدنيين والبرلمانيين الجدد والصحافيين وقالت ان أحوال السجون العراقية بأنها مثيرة للقلق ولا تراعى فيها حقوق الإنسان.
واكدت قلقها من استمرار أعمال العنف والاغتيالات الموجهة ضد المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلس النواب الجدد والعاملين في وسائل الإعلام، والأقليات، والجماعات العرقية والدينية . واضافت أن شهر أيار (مايو) الماضي شهد إصابة حوالي 100 طالب مسيحي، أثناء ذهابهم بالحافلات إلى جامعة الموصل كما قتل أحد المارة عندما انفجرت قنبلتان على جانب الطريق عند مرور الحافلات .. وفي نيسان (ابريل) قتل حوالي 50 مدنيا نتيجة تفجيرات في أحياء يسكنها الشيعة في بغداد.
واوضحت انه في أيار وحزيران كانت الشخصيات السياسية أيضا هدفا للهجمات العشوائية إحيث قتل في بغداد خمسة من أفراد عائلة أحد أعضاء مجالس الصحوة بينهم ثلاثة أطفال واغتيل في الموصل بشار حامد العكيدي وهو عضو منتخب حديثا في مجلس النواب فيما قتل غربي الموصل فارس جاسم الجبوري وهو مرشح لعضوية مجلس النواب.
ثم أعربت بعثة الأمم المتحدة عن أسفها لعدم تجاوب العراق مع قرارتها بخصوص القضايا العالقة مع الكويت أن الحكومة العراقية لم لم تقدم أي استعداد لمواصلة مشروع صيانة الحدود العراقية الكويتية الذودفع نصيبها من التمويل الإضافي البالغ 600 الف دولار. وطالبت بغداد باعلان التزامها بالقرارات الدولية وأن تدفع حصتها من التمويل اللازم للحفاظ على المشروع بعد تأجيل المرحلة الأخيرة من أعمال الصيانة التي تنفذها إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الدعم الميداني. واشارت الى ان المسؤولين الكويتيين أعربوا عن أملهم في أن تواصل الحكومة الجديدة في العراق التشجيع على تطبيع العلاقات بين العراق وجيرانه، بما في ذلك الكويت.
وياتي التقرير الذي سيناقشه مجلس الامن الليلة وسط أجماع عراقي على رفض أي تدخل دولي في تشكيل الحكومة العراقية. وكان ميلكرت قال في تصريحاته له الاسبوع الماضي أن أعضاء مجلس الأمن يتوقعون تقريرا ايجابيا عن العراق ولكن التقرير سيكون مفاجئا لهم.
وشدد على امرين وصفهما بالمهمين. الأول: أن تتفق القوائم جميعا على هدف واحد خلال حواراتها الحالية هو اختيار مرشح واحد له الأغلبية والتأييد بالإجماع ليبدأ بتشكيل الحكومة.اما الثاني فهو: إقرار المالكي والكتل الباقية بان الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال مشيراً إلى أنه سيذكر ذلك في تقريره ويؤكد عليه. وأضاف ميلكرت ان الموضوع يعتمد في النهاية على نتائج الانتخابات والمهم اليوم هو اقتناع الجميع بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة والاتفاق على مرشح واحد.
اما وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي فقد اشارالى إن جلسة مجلس الأمن اليوم ستناقش ما أنجزه العراق خلال عام من التزامات تجاه القرارات الدولية الصادرة بحقه بموجب البند السابع عقب اجتياحه الكويت وقال أن الجلسة ستقيم كذلك عمل بعثة الأمم المتحدة في العراقواضاف أن المجلس سيتطرق إلى ما حققه العراق في طريق التزاماته السياسية والالتزامات المتعلقة بالجانب الأمني والخدماتي مرجحا أن تكون هناك ملاحظات لمجلس الأمن على القضايا التي لم تستطع الحكومة العراقية تحقيق تقدم بها.
ويأتي اجتماع مجلس الامن لمناقشة تطورات الاوضاع العراقية وسط اجماع عراقي سياسي على رفض اي تدخل دولي في تشكيل الحكومة او فرض مجلس الامن لحلول معينة لحل الازمة العراقية لاترضي العراقيين. حيث اكدت الكتل السياسية العراقية رفضها القاطع لتدخل أي طرف خارجي بمسألة تشكيل الحكومة المرتقبة وشددت على ضرورة أن يكون تشكيل الحكومة عراقياً دون الامتثال إلى وصايا الآخرين. وأشارت الى ان تدخل الأطراف الخارجية في الشأن العراقي الداخلي سيسمح لها بفرض قراراتها على الكتل العراقية والتي يتحتم عليها بالتالي الالتزام بها وكل ما تبت به تلك الأطراف مستقبلاً.
ومع ان غالبية المتابعين والمهتمين بالشأن العراقي اكدوا ان مجلس الامن سوف يكتفي باصدار توصيات للمساعدة في تشكيل الحكومة الجديدة الا ان البعض يأمل ان يكون هناك قرارا ملزما بتشكيل الحكومة وفق ما افرزته الانتخابات البرلمانية وهذا ما يصب في مصلحة القائمة العراقية.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة خاصة لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق ومدى التزامه بتطبيق القرارات الدولية الصادرة بحقه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عقب غزوه الكويت في آب (اغسطس) عام 1990.
ويسمح هذا البند باستخدام القوة ضد العراق باعتباره يشكل تهديدا للأمن الدولي بالإضافة إلى تجميد مبالغ كبيرة من أرصدته المالية في البنوك العالمية لغرض دفع تعويضات للمتضررين جراء غزوه الكويت كما يسمح بالتدخل في شؤونه الداخلية في حال حصول ترد في الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد حسب ما نصت عليه قرارات مجلس الامن الصادرة عقب نيسان ( آبريل) عام 2003.
التعليقات