تالين: بعد اسبوع على انتهاء محنته التي دامت اربعة اشهر، ينعم جان جاغوماجي احد الاستونيين السبعة الذي خطفوا في لبنان، بحرية استعادها بعد تجربة تركت في نفسه اثرا عميقا.

ويروي لوكالة فرانس برس في تالين quot;بلغ ابني عامه الاول وانا بعيد عنه، وابنتي البالغة الان الثالثة والنصف تقول لي كل صباح ان هذا اليوم سيكون رائعا لانني عدت الى المنزلquot;.

وقال خبير المعلومات البالغ من العمر 35 عاما quot;بعد تجربة كهذه، نحن اكثر اقبالا على الحياة والاستمتاع بكل الامور الصغيرةquot;.

وعاد جاغوماجي والرهائن الاستونيون الستة الاخرون الى بلادهم في 15 تموز/يوليو بعد اقل من 24 ساعة على اطلاق سراحهم.

وخطف مسلحون الاستونيين جان جاغوميجي وكاليف كاوسار واندريه بوك وماديس بالوجا وبريت ريستيك واوغست تيلو ومارتن متسبالو في البقاع في شرق لبنان في 23 آذار/مارس، بعد وقت قصير على وصولهم الى لبنان على دراجات هوائية قادمين من سوريا.

ونادرا ما خطف سياح غربيون في لبنان منذ ازمة الرهائن الغربيين في الثمانينيات ابان الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990).

ويرفض جان جاغوماجي الاقرار بان الدخول الى منطقة البقاع التي لا تعتبر امنة كان ينطوي على مجازفة.

وتبنت الخطف مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم quot;حركة النهضة والاصلاحquot; في رسالة بعثت بها الى موقع الكتروني لبناني.

وكان الرهائن يتكلمون الانكليزية مع حراسهم الثمانية الذين كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف وقد اعلنوا لهم انهم مسلمون سنيون وقال جان ان اثنين منهم كانا يضعان احزمة ناسفة.

وقال quot;هذه المغامرة برمتها لم تغير موقفي حيال الاسلام. اعتقد انه ليس هناك من ديانة سيئة، بل هناك اشخاص يسيئون استخدام الديانة سعيا لتحقيق اهدافهم الشخصيةquot;.

وكان اثنان من الخاطفين خريجي جامعات واكد احدهما انه درس علم الاحياء في بيروت.

وقال جان جاغوماجي ان الرهائن لقوا معاملة جيدة نسبيا، فلم يكونوا مكبلي الايدي وكان بوسعهم التنقل بحرية في الغرفة التي كانوا يحتجزون فيها معا.

وروى quot;اقتادونا في بادئ الامر الى منزل في لبنان وبعد بضع ساعات نقلونا الى سوريا حيث بقينا حوالى اربعين يوماquot;.

وكان الرهائن معصوبي العيون لدى نقلهم وفي سوريا تم احتجازهم في فناء مزرعة حيث تمكنوا من رؤية اشجار كرز وبعض المزارعين يحرسون خرافا، بحسب شهادة جان.

واوضح الخاطفون منذ البداية انهم quot;بحاجة الى المال من اجل نشاطاتهم السياسيةquot; ثم قالوا للرهائن ان quot;السعودية موافقة على تسهيل دفع فديةquot;، وهي معلومات تبين فيما بعد انها غير صحيحة.

وقال الرهينة السابق quot;لا نعرف ان تم دفع مبلغ ما وكم هو المبلغquot; موضحا انه بحسب الخاطفين فان quot;الزعيم الذي يفاوض على الفدية كان في العراق وكانوا ياملون ان ينتهي الامر في غضون اسبوع او اسبوعينquot;.

وتابع quot;كان الطعام طيبا فيا الاسبوع الاول، لكن بعد ذلك بدا وكانهم يفتقرون الى المال وكانوا يقدمون لنا فقط قطعة خبز مع شريحتي جبنة وراس طماطم مرتين في اليومquot;.

ولم يعلم الرهائن انهم في سوريا الا عندما اعلن لهم الخاطفون انهم سيعودون الى لبنان حيث بقوا محتجزين 42 يوما اضافيا قبل نقلهم الى سوريا مجددا حتى 14 تموز/يوليو.

وقال جان انهم اقتيدوا بعدها quot;الى موقع مقفر في لبنان واعطوا تعليمات بالاتصال برقم خاص بعد طلوع الفجرquot;.

واعطاهم الخاطفون هاتفا جوالا للاتصال برقم في استونيا تبين انه رقم الشرطة.

ونقل الرهائن السبعة بعدها الى السفارة الفرنسية في بيروت قبل ان يعودوا الى استونيا.