يعتبر محللون ان قرار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تعيين قاسمي قد يؤدي الى بلبلة في وزارة النفط ولكن العكس يبدو مرجحا في وقت يرمم احمدي نجاد موقعه المضعضع مع خامنئي.

الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد

لندن: سياسيا، اعترف الرئيس الايراني محموداحمدي نجاد مؤخرا بقوة خامنئي حين قرر تعيين القائد العسكري في قوات الحرس الثوري العميد رستم قاسمي وزيرا للنفط. وفي حين ان قاسمي لا يمتلك خبرة في صناعة النفط فان الحرس الثوري مطلق الولاء للمرشد الأعلى.

وتنقل اذاعة اوروبا الحرة عن محللين ان قرار احمدي نجاد تعيين قاسمي قد يؤدي الى بلبلة في وزارة النفط ولكن العكس يبدو مرجحا في وقت يرمم احمدي نجاد موقعه المضعضع مع خامنئي. وفي السياق نفسه يكتب فرانز فصيحي وبينوا فوكون في صحيفة وول ستريت جورنال ان مصادقة البرلمان على تعيين قاسمي ليست مؤكدة ، لا سيما وان البرلمان يشتبك في نزاع مع احمدي نجاد. ولكن تحدي احمدي نجاد شيء وتحدي احمدي نجاد وخامنئي والحرس الثوري معا شيء آخر تماما. ويبدو من المرشح ان يبقى رستم قاسمي في منصبه.

شعبوياً، سعى احمدي نجاد الى التكيف مع آثار العقوبات المفروضة بقيادة الولايات المتحدة من خلال تخفيض دعم الدولة لأسعار المشتقات النفطية الذي يشكل عبئا على الخزينة. فان دعم سعر النفط مع دعم اسعار المواد الغذائية يكلف ايران نحو 60 مليار دولار سنويا. ولكن احمدي نجاد بادر الى توزيع 40 دولارا على كل عائلة للتخفيف من وطأة رفع الدعم فعزز رصيده الشعبي بوصفه قائدا فريدا يسهر على مصالح الشرائح المستضعفة ، كما يكتب جاي سولومون مع فصيحي في صحيفة وول ستريت جورنال. ويضيف المعلقان ان هذه الخطوة جاءت على حساب quot;الطبقة الحاكمة الثريةquot; في ايران مؤدية الى عملية ضخمة لإعادة توزيع الثروة.

ولم يكن هذا الاجراء اعتباطيا بل يستعرض البروفيسور عباس ميلاني من جامعة ستانفورد في مجلة ناشنال انتريست كيبف بدأ احمدي نجاد يجدد حياته السياسية بهجوم مضاد عنيف ضد منتقديه في البرلمان والحرس الثوري متهما اياهم بالتربح. ويذهب ميلاني الى ان هذا التحرك لن يكون مجديا وان احمدي نجاد سيكون محظوظا إذا انهى العامين الباقيين من ولايته الثانية. وتقول الصحفية والكاتبة جنيف عبدو ان احمدي نجاد يجب ان يكون ممتنا لأن خامنئي لم يأمر باعتقاله.

ولكن مجلة فورين بولسي تتساءل عما إذا كان للرقص على القبور أو حتى لعن الميت سجل موثوق يعكس مآلات سياسية تبرره. فان كريم سجاد بور يرقص على قبر خامنئي نفسه. ويبدو ان هناك جرعة قوية من الحماسة وقدرا قليلا من الرؤية الواضحة والتقييم الرصين في هذا الاحتفال ، على حد تعبير مجلة فورين بولسي.