نيروبي: مع تزايد التحذيرات من اتساع خطر المجاعة ليشمل كافة انحاء جنوب الصومال، تتعرض جهود الاغاثة المطلوبة لتخفيف الازمة للعراقيل بسبب تصاعد العنف والقيود التي يفرضها المتمردون على عمل منظمات الاغاثة.

وكانت الامم المتحدة قد اعلنت الشهر الماضي مجاعة في مناطق باكول وشابيل السفلى بجنوب الصومال مع استمرار الجفاف في القرن الافريقي. وحذرت هذا الاسبوع مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة جهود الاغاثة الطارئة فاليري ايموس من اتساع المجاعة لتشمل خمس او ست مناطق في الصومال quot;ان لم نعالج الوضع الانquot;.

ورغم المطالبات الدولية بالتحرك وتعهد جهات دولية بتقديم مساعدات مالية، يقول عمال الاغاثة انهم يواجهون تحديا جما لدرء خطر المجاعة. وتقول ايليز فورد المتحدثة بلسان منظمة اوكسفام quot;المسألة هي هل تتمكن الجهات المانحة من العمل بالسرعة المطلوبة وتحويل الاموال الى افعال تنقذ حياة البشرquot;.

وتابعت بالقول quot;المجتمع الدولي يفشل في مواكبة ازمة باتت بصدد الخروج عن نطاق السيطرةquot;. ويواجه اكثر من 12 مليون نسمة في انحاء متفرقة من القرن الافريقي اثار الجفاف الشديد، غير ان تردي الاوضاع الى مستوى المجاعة في جنوب الصومال يعود الى عقود من الحرب وفرض متمردي حركة الشباب الاسلامية قيودا على الاغاثة منذ عامين.

كما تتردى الازمة اكثر مع تجدد القتال العنيف الاسبوع الماضي بين قوات الحكومة الصومالية المدعومة من الاتحاد الافريقي ومتمردي الشباب المنضوين تحت لواء القاعدة في مقديشو. وحذرت هيئة الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان اصدرته من ان quot;الصراع الراهن سيتسبب في سقوط المزيد من الضحايا بين البشر والمزيد من عمليات النزوحquot;.

ويصل نحو الف شخص يوميا هربا من الجفاف الى العاصمة الصومالية التي تعاني اثار القتال المستمر سعيا للغذاء والامدادات الطبية والماء. واضافت الامطار الغزيرة التي هطلت في محيط العاصمة الى معاناة نحو مئة الف نازح جدد لا يتوافر لديهم المأوى المناسب ويعانون اثار الجوع، بحسب وكالة الامم المتحدة للاجئين.

وتقول المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان quot;قدرتنا على ايصال المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة تتعرقل جراء القتال المستمر في العاصمة الصوماليةquot;، مضيفة ان موظفيها يضطرون الى التنقل في مدرعات.

ووصف تقرير اصدرته الامم المتحدة مؤخرا لرصد الاوضاع في الصومال القيود المفروضة في جنوب الصومال على عمل موظفي الاغاثة بأنها بين quot;الاشد في العالمquot;. وحددت الميليشيات وبالاخص تنظيم الشباب بأنه quot;العقبة الاكبرquot; امام الجهود الانسانية.

وحذرت الامم المتحدة من ان عشرات الالاف من الصوماليين لقوا مصرعهم بينما يحتاج 1,25 مليون طفل في جنوب الصومال quot;للتدخل لانقاذ حياتهمquot;. وتنجح بعض جهود الاغاثة رغم كل هذا في الوصول الى بعض المحتاجين، حيث يسمح تنظيم الشباب الاسلامي لنحو 12 منظمة مساعدات خارجية بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها وان قيدوا نطاق عملياتها.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين انها وزعت الغذاء على نحو 162 الف شخص في جنوب ووسط الصومال. غير ان المطالب على المساعدات هائلة حتى في المناطق التي يتاح نسبيا الوصول اليها دون كثير من المخاطر.

وفي مخيمات اللاجئين الاخذة في التزايد في كل من اثيوبيا وكينيا والتي تضم في غالبها لاجئين صوماليين فروا من الجوع والصراع، تجهد منظمات الاغاثة للتعامل مع التدفق اليومي من الوافدين الجدد.

وتقول فيونا فيرغيسون من منظمة quot;انقذوا الاطفالquot; متحدثة بمخيم داداب اكبر مخيمات اللاجئين في العالم والواقع شرقي كينيا quot;نشعر بالقلق ازاء الاعداد الضخمة من النازحين حيث ان 60 الى 70 بالمئة منهم من الاطفال، وهم الاشد ضعفاquot;.

لكن مع تواصل التحذيرات من تردي الاوضاع لا يبدو ان جهود الاغاثة ستصبح اسهل قريبا. وتتوقع وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان quot;يتردى الامن الغذائي خلال الشهور المقبلةquot;. وترجح ان تواجه quot;كافة بقاع جنوب الصومال المجاعة بحلول اب/اغسطس وايلول/سبتمبرquot;.